«أرخص من التراب» مقولة نسمعها كثيرا ونستخدمها للتدليل على رخص ثمن الاشياء والسلع، لكن هناك نوع من التراب تدور حوله المعارك والمنازعات التجارية وحتى حروب التجسس.. فهذا التراب يعرف بالعناصر الارضية النادرة، ونحن في السودان مازلنا بعدين عن هذا الأمر ولا يدري احد اين توجد هذه العناصر في السودان، وكل ما يعرفه السودانيون عنها هو وجودها في الجدول الدوري للعناصر أثناء دراستهم لمادة الكيمياء في الشهادة السودانية. وقررت بكين خفض صادراتها من المعادن النادرة للنصف الأول من العام الحالي بأكثر من 10% مقارنة بمستوياتها لنفس الفترة من العام الجاري. وبررت بكين قرارها برغبتها في الاحتفاظ باحتياطيات وفيرة. لكن الولاياتالمتحدة أعربت عن قلقها إزاء القيود التي تفرضها الصين على تصدير المعادن النادرة، وقالت متحدثة باسم مكتب الممثل التجاري الأميركي أمس إن المكتب قلق للغاية بشأن القيود الصينية على تصدير المعادن النفيسة. وهددت واشنطون بتقديم شكوى إلى منظمة التجارة العالمية بخصوص نظام حصص التصدير الصينية. لكن لماذا تبدي الولاياتالمتحدة القلق ولماذا تخفض الصين صادرات هذه العناصر؟.. توجهنا بالسؤال الي الخبير الجيولوجي عبد الرحمن حسن سعيد الذي أجاب قائلاً: «إن العناصر الارضية النادرة هي 17 عنصراً، واغلبها موجود على سطح القشرة الارضية في الصين، وهذه ميزة منحتها الطبيعة والجيولوجيا للصين، ومعظم انتاج العالم من هذه العناصر يوجد في الصين، وتساهم بحوالي 95% من انتاج العالم البالغ حجمه حاليا 110 آلاف طن سنويا. والمشكلة التي تحدث الآن أن الصينيين اوقفوا جزءاً من صادراتهم الى الولاياتالمتحدة، وذلك من اجل الاستفادة الميزة النسبية لهم، وتصدير هذه المواد في صورة منتجات نهائية وليست في شكل مواد خام رخيصة». ويواصل عبد الرحمن حديثه عن استخدامات هذه العناصر قائلا: «تستخدم العناصر الأرضية النادرة في الموصلات فائقة التوصيل المستخدمة في صناعة الكمبيوتر والشاشات المسطحة واجهزة الموبايل خاصة الاي بود والرادارات والصواريخ الموجهة ونظارات الرؤية الليلية. والعناصر الارضية تدخل في الموصلات فائقة التوصيل الحرارية، وهذه تدخل في صناعة المفاعلات النووية». وردا على القرار الصيني، اعتبرت سوني اليابانية العملاقة أن الخطوة الصينية تشكل عقبة أمام التجارة الحرة، وأنها ستسعى لخفض الاعتماد على الإمدادات الصينية. وتعهدت الشركة بدراسة طرق لخفض استخدام المعادن النادرة وتطوير مواد بديلة. وتسارع شركات أميركية ويابانية لصناعة المنتجات التكنولوجية المتطورة، لتأمين إمدادات كافية من المعادن من خارج الصين. وتشير تقديرات صناعية إلى أن من المنتظر أن يرتفع الطلب العالمي على المعادن النادرة إلى 250 ألف طن سنويا بحلول عام 2015م.