٭ الصادق المهدي وصف قبل أيام بعض الأقلام - والألسنة - التي تنتقد حواره مع الوطني ب «المراهقة السياسية».. ٭ وبما أننا نظن - وبعض الظن «نضج» - أننا أحد المراهقين سياسياً هؤلاء فإننا نهديه كلمةً لنا كانت قد «حُجبت!!» من قبل بدواعي عدم إعاقة «نمو!!» حوارات جارية وقتذاك بين الوطني والمعارضة .. ٭ فقد أُريد للحوارات تلك أن تغادر مرحلة «المراهقة» إلى مرحلة «النضج» حتى يشتد عودها وتقوى على جذب المعارضين إلى «حظيرة» الوطني .. ٭ وبما أننا لا ندري ما حلَّ بذاك الذي مُنعنا عن انتقاده فإننا «نهدي !!» كلمتنا تلك لرئيس حزب الأمة علّه يفيدنا ب «أطوار نموِّه».. ٭ والمغزى من الهدية هنا هو «التبصُّر!!» ... ٭ فإن كانت الحوارات تلك ما زالت «مراهقة» مثلنا فنكون قد أصبنا ولو لم نغادر مرحلة «الحضانة» السياسية.. ٭ أما إن كانت قد «نضجت» وكبرت وآتت أكلها فنكون قد أخطأنا نحن ولو كنا في عمر النضج السياسي الذي لدى السيد الصادق.. ٭ والآن إلى هديتنا التي لم يقدر لها أن ترى النور «ورقياً» تحت عنوان «إن بقت طابت!!».. ٭ «مسؤولين من الخير»... ٭ «دحين اللواء «م» عثمان عبدالله بتاع ملتقى أهل السودان ده مش يا هو ذاتو عثمان عبدالله الكان بتاع حاجة قريبة كده؟!».. ٭ هكذا سألني جاري عادل عثمان الشايقي «بتاع» البقالة المجاورة لنا في الحي.. ٭ وبحكم أنه شايقي - عادل هذا - فإنه دائماً ما يترنم أثناء عمله برائعة النعام آدم «إن بقت طابت وجات عديل، تمشي زي ما كانت قبيل».. ٭ فقلت مجيباً عادل على سؤاله: «مش بتاع حاجة قريبة، دي الحاجة ذاتا بس بمسمى مختلف».. ٭ ويبدو أن الشايقي المشغول بتلبية طلبات زبائنه ليس لديه من الزمن ما «يبدده!!» في سؤال آخر عن المسمى المختلف هذا إذ إكتفى بأن قال على عجل: «أليسموه زي ما يسموه ، بس المهم البلد دي تطيب وتبقى زي ما كانت قبيل».. ٭ أما هذا الذي «يسموه زي ما عاوزين يسموه» فهو الذي سموه أولاً «هيئة جمع الصف الوطني».. ٭ ويسمونه الآن «ملتقى أهل السودان».. ٭ واللواء «م» عثمان عبدالله «بتاع الحاجة اللي فاتت» كان آنذاك ناطقاً رسمياً باسم الهيئة.. ٭ وهو الآن رئيس اللجنة الأمنية لل «حاجة اللي اسمها» ملتقى أهل السودان.. ٭ و «الحاجة» هي «الحاجة» ذاتها وإن اختلفت المسميات.. ٭ بل إن المسمى نفسه لا يختلف كثيرا - من حيث الدلالات - عن الآخر.. ٭ فان «يجتمع الصف الوطني» هو أن «يلتقي أهل السودان».. ٭ فالتسمية - إذاً - ليست بذات أهمية.. ٭ كما لا يهم كذلك أن يكون أناس «بتاعين» هناك هم أناس «بتاعين» هناك أيضاً.. ٭ فهذا ما عوّدنا إياه زمان الإنقاذ هذا.. ٭ فالنفرة الخضراء - مثلاً - هي النهضة الزراعية نفسها مع شخصيات بعينها هي «بتاعة» هنا و«بتاعة» هناك.. ٭ ولا تسلني عما جرى للنفرة حتى احتجنا بعدها للنهضة.. ٭ ولا تسلني غداً - أيضاً - عما جرى للنهضة هذه حتى احتجنا لمسمى آخر قد يكون هو «الهبة».. ٭ فنحن هنا لسنا بصدد الحديث في السياسة بسبب محاذير مثل تلك التي تجنبها «بتوع الأوتوبيس» ورغم ذلك تم «حجبهم!!» عن العالم الخارجي.. ٭ ما نريده فقط هو أن نتحدث عن «الحاجات» المتشابهة و«بتوعِّنها» الذين هم «ياهم ذاتهم».. ٭ «خد بالك» - مثلاً - من العبارات التالية: ٭ «لقد تحقق قدر من النجاح على صعيد جمع الفرقاء السودانيين في مائدة حوار للتباحث حول القضايا المصيرية للبلاد».. ٭ «تمت زيارات لدارفور بغرض التعرف على رؤى المواطنين واستصحاب مقترحات زعماء المتمردين بالداخل والخارج لحل الأزمة».. ٭ «الهدف هو إخراج السودان من أزماته والتصدي للاستهداف الذي تتعرض له البلاد».. ٭ العبارات أعلاه هي مقتطفات من تصريحات أدلى بها رئيس هيئة جمع الصف الوطني لقناة «الجزيرة» في الثاني عشر من مايو من العام سبعة وألفين.. ٭ والآن «خد بالك» من العبارات التالية كذلك: ٭ «لقد كان هنالك نقاش شفاف وصريح حول كل القضايا هو بمثابة وقفة للمضى في الاتجاه الصحيح من أجل إنفراج وطني كبير».. ٭ «الأمن يعتبر من أهم المقومات لتحقيق الاستقرار في دارفور وقد تم استقصاء للحقائق من أرض الواقع هناك».. ٭ «أعتقد أن نجاحاً كبيراً سيتحقق على صعيد قضية التحول الديمقراطي».. ٭ هذه العبارات هي عناوين عريضة لحوار صحفي أُجري مع رئيس اللجنة الأمنية لملتقى أهل السودان اللواء «م» عثمان عبدالله نشرته الزميلة «الوطن».. ٭ أي أن «الاحتشادية!!» هي الاحتشادية نفسها.. ٭ والكلام هو الكلام نفسه.. ٭ والقضايا هي القضايا نفسها.. ٭ والناس هم الناس أنفسهم.. ٭ و«أنحنا يا نحنا»..