وجه مجلس الوزراء بمراجعة التأمينات الجوية وتطويرها لتتمكن من تأمين الأراضي والأجواء السودانية، خاصة بعد حادثة الغارة الاسرائيلية الأخيرة، كما وجه باكمال عمليات التحري وما تقتضية من اجراءات داخلية وخارجية، اضافة الى ملاحقة المعتدين وفقاً للقوانين الدولية والوطنية. وبينما اشارت تقارير الى ان اسرائيل كانت تستهدف من العملية القيادي بكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، عبداللطيف الأشقر، نفت الخارجية السودانية ذلك، مشددة على أنه لا يوجد أي عنصر أجنبي داخل السيارة المستهدفة. واعلن مجلس الوزراء في جلسته برئاسة علي عثمان محمد طه أمس، عقب استماعه لتقرير من وزيري الدفاع والداخلية، أن الاعتداء تم بواسطة طائرة كانت تحمل ذخائر حارقة وخارقة، وأن التحريات بشأن حادث الاعتداء على عربة كانت تقل اثنين من المواطنين السودانيين في بورتسودان مساء امس الاول، ما تزال مستمرة لاستكمال المعلومات حولها. وأكد المجلس أن مثل تلك الاعتداءات لن تثني السودان حكومةً وشعباً من الوقوف مع كافة القضايا العادلة عربياً وأفريقياً ودولياً، اضافة الى أن السودان يحتفظ بحقه الكامل في الرد. ونقل المتحدث باسم المجلس عمر محمد صالح ترحم أعضاء المجلس على أرواح «الشهداء» ، مشدداً على أن من راح نتيجة القصف هما مواطنان سودانيان من شرق السودان. من جهتها ، نفت وزارة الخارجية السودانية مزاعم الاعلام الاسرائيلي بأن أحد المستهدفين من عملية العدوان الجوي علي بورتسودان هو عضو بحركة حماس يدعي عبداللطيف الأشقر. وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية خالد موسى أنه لا يوجد أي عنصر أجنبي في السيارة المستهدفة ، كاشفا النقاب عن هوية المواطنين السودانيين اللذين تم اغتيالهما بواسطة اسرائيل وهما عيسى أحمد هداب من قبيلة الأمرأر وسائقه الشخصي أحمد جبريل. وأكد الناطق الرسمي أن التحريات التي أجرتها السلطات الرسمية كشفت أن السيارة المستهدفة كانت مملوكة لمواطن سوداني ومن ثم انتقلت ملكيتها الى عيسى أحمد هداب أحد مواطني مدينة بورتسودان، وجدد موسى اتهام الحكومة السودانية لتل أبيب واصفا ما قامت به بأنه عمل عدواني يعكس السلوك السياسي لاسرائيل التي تمارس ارهاب الدولة ضد الدول والمواطنين ما يعد خرقا ومخالفة شنيعة لأعراف ومبادئ القانون الدولي، وقال ان هذه محاولة يائسة من اسرائيل لتشويه صورة السودان وربطه بالارهاب والأنشطة غير المشروعة وذلك لتعويق التفاهمات التي تمت مع الولاياتالمتحدة لازالة السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب. وأكد المتحدث باسم الخارجية ان تمادي اسرائيل في هذا السلوك العدواني يعرض الأمن الاقليمي للخطر، مبيناً أن السودان شرع في اتخاذ الخطوات اللازمة لتقديم شكوي ضد اسرائيل أمام مجلس الأمن، وناشد الناطق باسم الخارجية، مجلس الأمن والمجتمع الدولي للقيام بواجباته واتخاذ الاجراءات الضرورية لكف العدوان الاسرائيلي ضد الدول والمواطنين العزل ما يوسع من نطاق المواجهة ويعرض المنطقة كلها للفوضى والخطر. وكان النائب في المجلس التشريعي عن حركة «حماس» اسماعيل الأشقر، كشف ان القيادي بكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، عبد اللطيف الأشقر، نجا من الغارة الاسرائيلية التي استهدفته بجوار مطار مدينة بورتسودان مساء الثلاثاء الماضي. وقصفت طائرة اسرائيلية، سيارة مدنية على طريق مطار بورتسودان، لم تعلن اسرائيل صراحة مسؤوليتها عنها، الا أن وزير الخارجية علي كرتي، اتهمها بتنفيذ الهجوم الذي أسفر عن مقتل اثنين. وأكد النائب في المجلس التشريعي عن حركة حماس اسماعيل الأشقر عم القيادي المستهدف- أن ابن شقيقه كان المستهدف الرئيسي من الغارة الاسرائيلية شرق السودان، وأشار الى أن ابن شقيقه تعرّض الى عدة محاولات اغتيال سابقة من جانب الاحتلال الاسرائيلي الذي يطارده منذ سنوات طويلة، ووصفه بالقيادي العسكري الكبير في حركة حماس. وذكرت وكالة «معا» للانباء ، ان الأشقر هو خليفة محمود المبحوح القيادي الكبير في حركة حماس والذي اغتاله الموساد الاسرائيلي في دبي العام الماضي، كما ان الأشقر وهو في الأربعينات من عمره، عنصر مخضرم في الجناح العسكري لحركة حماس، وولد في مخيم جباليا للاجئين بقطاع غزة، وكانت اسرائيل قد اعتقلته خلال الانتفاضة الأولى. من ناحيته، أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية موسى أبو مرزوق أن القتيلين في الغارة الغامضة، ليسا فلسطينيين ولا علاقة لهما بحركة حماس. وكانت ادعاءات بثتها فضائية العربية تشير الى أن أحد القتيلين في الغارة هو قيادي بارز في حركة حماس مسؤول عن تهريب الأسلحة الى قطاع غزة، أما القتيل الثاني فهو سوداني الجنسية. في السياق ذاته، أفادت صحيفة «الجريدة» الكويتية نقلا عن مصادر خاصة أن «السيارة التي استُهدفت بغارة جوية قرب مدينة بورتسودان، كان يستقلها أحد كبار مهربي الأسلحة في العالم، وهو المسؤول عن تهريب الأسلحة من ايران الى حركة «حماس» في قطاع غزة عن طريق السودان ومصر. ولفتت المصادر الى ان قصف السيارة تم بواسطة طائرة بدون طيار من نوع «شوفال» التي باستطاعتها الوصول الى مسافة تقارب أربعة آلاف كيلومتر دون التزود بالوقود، كما تبلغ حمولتها نحو طن. ونسبت الصحيفة الكويتية الى هذه المصادر قولها «ان اسرائيل نفذت الغارة في بورتسودان بعد حصولها على معلومات «قيمة» من المهندس الفلسطيني ضرار أبوسيسي الذي كان اختطف في 18 فبراير الماضي في أوكرانيا ونقل الى اسرائيل». ولفتت المصادر التي اوردت النبأ الى أنه «الى جانب المعلومات التي وفرها أبو سيسي، جندت اسرائيل العشرات من السودانيين الجنوبيين الذين يعيشون في اسرائيل للحصول على معلومات وافية عن مسارات التهريب والعصابات والقوى الفاعلة في السودان». وأشارت المصادر الى «أن اسرائيل تمتلك شبكة من المهربين والمساعدين لها في جنوب السودان، كما أن هناك ضباطاً اسرائيليين في جنوب السودان لتدريب عصابات يستغلونها لضرب مسارات تهريب الأسلحة ل»حماس». من جانبه، أكد الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل استغرابه واستنكاره الشديد لحادثة قصف عربة في شرق السودان، مؤكدًا رفضه لانتهاك السيادة الوطنية للبلاد، ووقوف الجميع ضد ترويع الآمنين. وطالب الحزب، في بيان له، بضرورة فتح تحقيق «واضح وصريح» حول ملابسات الحادث وكشف غموضه وتمليك الرأي العام الحقيقة كاملة حول دوافع وأسباب وطبيعة العملية، مشدداً على ضرورة ان تكاشف الحكومة مواطنيها حول مجريات الأحداث وكشف هوية الضحايا الذين كانوا داخل السيارة. ودعا الاتحادي الديمقراطي أن لا يمر هذا الاعتداء مرور الكرام، وأكد أن سلامة الوطن واستقراره مسؤولية الجميع.