أجبر العالم الافتراضي الموازي للعالم الواقعي الذي نعيشه، القارئ الكلاسيكي على مجاراة التطور التقني والرقمي رغماً عن أنفه، بحيث أصبح جهاز الحاسوب والصفحة الالكترونية جزءاً لا يتجزأ من حياته اليومية وعاداته وممارساته، وهو الذي تعود على قراءة الخبر الصحفي بشكل تقليدي ممزوج برائحة الورق، وحبر المطابع. الجميع يعرف ان هذا العصر يطلق عليه عصر السرعة حيث انقلبت الامور التقليدية المعتادة الى ادوات الكترونية واجهزة فائقة السرعة. فعصر الانترنت انتشر انتشاراً عظيماً وسريعاً في ارجاء واسعة من الكرة الارضية في مدة وجيزة حيث تعامل الناس مع هذه التقنية وتكيفوا معها تكيفاً ايجابياُ واصبح الانترنت ضرورة لكل فرد من افراد المجتمع المتحضر الذي يحسن التصرف مع هذه الاجهزة، وفرضت المواقع الإخبارية الالكترونية نفسها كمصدر جديد ومهم وسريع للخبر، جعلت القارئ يلهث وراء التحديثات للمواقع. وسابقاً لم يكن التعليق والردود وإبداء الآراء متاحة للجميع، بل للنخبة المثقفة التي تدلي برأيها الرصين والمحسوب بدقة على ما تكتبه الصحف، لان اى تعليق يعتبر نوعاً من المشاركة المحسوبة ، كما أنها تخضع لشتى أنواع الرقابة واصبح اليوم بالإمكان التعليق، والتحليل، والمشاركة، وإبداء الرأي، وحتى الإساءة في بعض الأحيان بشكل مباشر وحي on line وربما بأسماء حقيقية أو مزيفة، دون الخوف من التعرف عليها أو حتى معاتبتها او ملاحقتها. وقد عرف العالم العربي هذا النوع من النشر في نهاية 1995 اما الصحف الإلكترونية فعرفها العالم العربي مع مطلع عام 2000 م . صفحة جديدة وتعتبر الصحافة من أوائل الصحف التي سارعت بتطبيق تقنية الانترنت وعمل موقع ألكتروني للصحيفة في مطلع العام 2000م فهذا بمثابة سبق مقارنة بدخول هذه التقنية في الوطن العربي عام 1995م، ويضم ارشيف الصحافة الإلكتروني كما هائلا من الكتابات التي يمكن للباحث الحصول عليها موثقةً بالصور طيلة الاحد عشر عام الماضية، ويعد موقع صحيفة الصحافة الالكتروني احد اكثر المواقع الصحفية تميزا وحيوية ونشاطا فى المنطقة، فهو موقع اخباري متميز يتم تحديثه يومياً وبإستمرار من قبل مديره العام المهندس عبد الفضيل محمد حامد الذى يقوم يوميا منذ الصباح الباكر بتحميل الاخبار في وسط الصفحة الرئيسية بالموقع، اضافة الى شريط الأخبار العاجلة المتحرك وثم يقوم بإنشاء روابط جديدة علي يمين الصفحة على الابواب الرئيسية المكونة للصحيفة منها الصفحة السياسية ومع الاحداث و صفحة مع الناس واوراق الورد وصفحة الرياضة المحلية والعالمية، والملف الثقافي صباح كل ثلاثاء وملف ونسة صباح كل جمعة، وملف عوافي صباح كل يوم احد، وصفحة من هناك وصفحة ابواب ودراسات وصفحة الترجمة وآفاق والحيشان التلاتة وصفحة منبر الصحافة الدوري وغيرها من الابواب، وعلي شمال الصفحة يوجد كتاب الاعمدة الراتبون ومقالات الرأي. مع القراء اون لاين الموقع يسهل من تواصل الكتاب وقراء النسخة الالكترونية داخل وخارج السودان حيث يوجد بريد إلكتروني أسفل الصفحة لمراسلة الصحيفة ولمزيد من التواصل مع القراء أتاحت الصحافة علي موقعها الإلكتروني إمكانية مشاركة مباشرة للقارئ في عملية التحرير من خلال التعليقات بحيث يمكن للمشارك التعليق علي الموضوعات لجعله مشاركاً في المواضيع التي تطرح، وإبداء الرأي اسفيرياً مما يجعل للموقع تفاعلا وجاذبية ويتم ايضا نشر البريد الالكترونى للصحفيين بالموقع حتي يكونوا في تواصل مع قرائهم . وموقع الصحافة الالكتروني من المواقع الالكترونية المتميزة، ليس في الشكل والتصميم والامكانيات وسرعة وسهولة التصفح فقط وأنما بمحتوي المادة الموجودة به ويرجع الفضل الى كبار الكتاب والصحفيين بالصحافة ويعد موقع الصحافة الالكتروني رافداً وشريانا حيويا لمعظم الصحف الالكترونية المحلية والعالمية التي وما أن تتصفحها إلا وجدت بها نفس المادة التي يتم نشرها بالصحافة، وتقوم معظم الصحف الالكترونية بصدق وشفافية بوضع تعليق مصاحب للمادة مفاده ( نقلاً عن الصحافة). بين الصحف والمواقع عبد الفضيل قال لنا ان هناك فرقا كبيرا بين الصحف الإلكترونية والمواقع الالكترونية للصحف، فالصحيفة الالكترونية لاتحتاج لامكانات ضخمة ولا تحتاج لموظفين بأعداد كبيرة، ويمكن أن يكون كتابها في أماكن مختلفة من العالم ويواصلون كتاباتهم ولها ميزات جعلتها منافسة قوية للصحف الورقية منها التحديث المستمر علي مدار الساعة وسرعة نقل الاخبار اضافة الى خدمة الڤيديو عكس مواقع الصحف الالكترونية التي تحتاج الى مراجعة وتصنيف المادة والتصحيح، وكانت بعض المواقع الالكترونية للصحف تقوم بنشر المواد التى تطالها يد الرقيب ابان الرقابة على الصحف .