السبيل من اكثر الكلمات المحببة لدى الناس وكثيرا ما ترتبط عند بعض الاشخاص بالاشياء المجانية والمقدمة بلا مقابل او ثمن ، وصار اسم السبيل يطلق على اسماء الاشخاص والاماكن وهناك مثلا منطقة امبدة السبيل المشهورة في الخرطوم واوضح صورة للسبيل هي الازيار الموضوعة في الشوارع لسقاية المارة الظمآنين باعتبارها واحدة من اميز صفات الشعب السوداني في عمل الخير وحب الكرم والشهامة والمسؤولية الاجتماعية من الفرد تجاه مجتمعه ، ودائما ما تكون تلك الازيار في شكل صفوف على قاعدة من الاسمنت او الحديد وتغطى الازيار بقطعة من الحديد او الخشب ويوضع اناء من الالمنيوم او نصف قطعة من القرع لشرب الماء من السبيل. وفي حالات معينة علبة صلصة ، وعلاقة الشعب السوداني مع الزير قديمة قدم التاريخ منذ ان كان يستخدم الاواني الفخارية والتي اكتشفت في شمال ووسط البلاد ، واشهر انواع الازيار تلك القادمة من غرب السودان وهناك نوع آخر يتميز بالصناعة الجيدة والمصقولة والطول وهو مايعرف بازيار السكة حديد والتي توجد في محطات السكة الحديد الصغيرة ومازلت اذكر محطات ام كويكة وسليمة على خط كوستي تندلتي وجبل بيوت وجبل دود على خط كوستي سنار وهي مشهورة بهذه الازيار ، ولاتقتصر وظيفة الزير على تبريد وحفظ الماء بل تتعداها الى استخدام الزير في تخمير العجين لعمل الكسرة واعداد الآبري والحلو مر ، ومن اجمل القصص عن الازيار قصة البصيرة ام حمد عندما ادخل الثور رأسه في الزير ولم يستطع اهل القرية اخراج رأس التور من الزير الا ان جاءتهم البصيرة ام حمد وقالت لهم الحل هين اقطعوا رأس الثور ولما قطعوه اتضح ان رأس الثور مازال موجوداً في الزير عندئذٍ قالت لهم البصيرة ام حمد اكسروا الزير وبذلك خسر اهل القرية الثور والزير واصبح يضرب هذا المثل لاتخاذ القرار دون دراسة ، ومن اكثر الاماكن استخداما للازيار هي الخلاوي والمدارس والاحياء الشعبية قبل أن تغزو الثلاجات وقناني المياه المعدنية المسماة صحية وتحل محل الازيار في غفلة من الناس