اتفاقية السلام السودانية(نيفاشا) التي رهنت السلطة والثروة لارادة الشريكين بحيث نصبت المؤتمر الوطني ممثلا للشمال الجغرافي والسياسي والحركة الشعبية ممثلا لاهل الجنوب الجغرافي والسياسي، وكان الحصاد المر انفصال الجنوب والتوتر في ابيي والآن خاتمة المطاف انتخابات ولاية جنوب كردفان موضوع مقالنا. خطورة هذةالانتخابات تكمن في انها قائمة علي فرز ايدلوجي حاد مابين مشروعين متوازيين، السودان الجديد الذي له انصاره ومقاتلوه وعماده ابناء الجبال، ومشروع الانقاذ المعدل (نسخة مثلث حمدي) والذي يراهن علي العنصر العربي والاسلامي. هذا الفرز ابعد ابناء الولاية الحقيقيين امثال الاستاذ مكي علي بلايل والظاهر خليل من التنافس لعدم تكافؤ الفرص بالرغم من القبول والتمدد في كل ارجاء الولاية؛ لان هارون والحلو تسندهما السلطة وامكانيات الدولة والولاية، وهما خيارا الشريكين وليسا خياري شعب الولاية المغلوب علي امره0خطورة هذه الانتخابات انها مثل (مباراة الهلال والمريخ) فلكل جمهوره المتعصب بل ولكل جنوده وعتاده علي الارض، وهذه الانتخابات(المباراة) التعادل(درون) غير وارد فيها اذا اخذنا في الاعتبار ان المؤتمر الوطني قد خسر (الفاينال) بانفصال الجنوب وابيي مازالت معلقة فإن فقدان منصب الوالي يعني للحزب الحاكم سيطرة الحركة الشعبية علي الجنوب الجديد مما يمثل مهددا حقيقيا لمشروع الانقاذ المعدل بعد انفصال الجنوب، (نسخة مثلث حمدي) واذا صحت هذة الفرضية فإن المؤتمر الوطني لاخيار امامه الا كسب هذه الانتخابات، وهو بالقطع لن يعدم الوسائل وهو بذلك خبير، اما الحركة الشعبية فإن لها في جنوب كردفان(حلما) وتاريخا نضاليا و لابناء الجبال في دولة الجنوب الوليدة(عود)، وهم طليعة قطاع الشمال في الحركة الشعبية وهم مشروع الجنوب السوداني الجديد بعد خروج الجنوب القديم وبهذه المعطيات فإن خسارة منصب والي جنوب كردفان غير واردة في حسابات الحركة الشعبية، خاصة وان الحركة في هذه الولاية تقاسم المؤتمر الوطني السلطة والثروة وعلي الارض لها مقاتلوها. نتائج هذه الانتخابات(المفخخة) قد تكون بداية لحرب جنوبية جديدة؛ لان التطرف والاحتقان موجودان في الجانبين والمخرج في تقديري (مساومة تاريخية جديدة) بين الشريكين لحقن دماء سودانية زكية بأن تبقي جنوب كردفان سودانية بإرادة اهلها وليس ارادة الشريكين؛ لان المحاصصة( النيفاشية) قضت بخروج عناصر ذات مقبولية وتمدد في الولاية مثل الاستاذ مكي علي بلايل وقوي وطنية ذات تأثير مثل (حزب الامة) واصبح علي الناخب في جنوب كردفان ان يختار ما بين(احمد)و(حاج احمد) واهون الشرين . اللهم احفظ السودان.