تشهد التظاهرة الثقافية غير المسبوقة والتي عكفت امانة الشباب الاتحادية بالمؤتمر الوطني على اعدادها وفق افضل معايير المهرجانات والتظاهرات الاقليمية تمهيداً للاعداد مع آخرين لتظاهرة ثقافية دولية، فالسودان غني بثقافاته المتعددة وبنيه وثرواته وتاريخه العريض الذي يتربع بشموخ وسط صفحات التاريخ ، وبحسب افادات زهير حامد سليمان نائب امين الشباب ورئيس اللجنة التنفيذية فإن التظاهرة يحتشد حول برامجها عدد مهول من ابناء السودان بمختلف تنوعهم الاثني والثقافي حيث تتنافس ثلاثة آلاف وثمانمائة اثنان وسبعون محطة ثقافية تتوزع وتتخلل مائة خمسة وثمانين محلية ومجال التنافس يتنوع ليضم واحد وثلاثين ضرباً من ضروب الثقافة كالتلاوة والخطابة والمدائح وبقية الفنون . ومن الواضح ان امانة الشباب ترمي من التظاهرة الى تحقيق البرنامج الانتخابي الذي تبناه الحزب الحاكم حتى لا يبدو البون شاسعاً بين الافعال والاعمال خصوصاً في ظل انتقادات حادة بدت توجه نحو اشكاليات الخطاب السياسي للحكومة بما يخالف تنفيذها لبعض البرامج ، بيد ان افضل ما ابتكره معدو التظاهرة في اللجنة العليا هو ادخال التقانة والحرفيات ضمن ضروب التنافس بين الشباب وهذا الفن يعد ضرورة قصوى لربط شبابنا بالمسار التقاني ومواكبة التطورات العالمية في هذا المجال فالعالم اليوم يتحكم من بعد في كثير من امور الحياة والسياسة والاجتماع عبر تقنيات ( النافيقيتر ) ونظم التتبع وتحديد المواقع وغيرها من التقانات المطلوبة لتقوية القدرات السودانية وبرأي ان اتاحة الفرصة للشباب للتنافس في مجال التقانة والحرفيات سيعرفنا امكانياتنا المستقبلية في هذا المضمار . ان عملية حشد آلاف المبدعين من كافة محليات واقاليم السودان للمشاركة في التظاهرة الثقافية الكبرى وبمشاركة ثمانمائة قيادي من النواب بالمجلس الوطني والمجالس التشريعية للولايات يعتبر حدثاً غير مسبوق لاعتبارات كثيرة اهمها ان اهل السودان يستطيعون ولهم القدرة على انتاج برامج ذاتية تحافظ وتدعم الوحدة الوطنية اللازمة لمواجهة مخاطر الانقسام والتشرزم وان عناصر التنوع وسط الشعب السوداني هي نفسها مقومات الوحدة الجاذبة والصاهرة لهذا التنوع ، نريد برامجَ مثل هذه التظاهرة الثقافية لنرمم بها ما تصدع من جدار الوحدة الوطنية ، نريد المزيد من المبادرات في هذا الخصوص حتى يعلم اعداء الوطن المتربصون باطرافه لممارسة عمليات الشد والتفجير للاوضاع ان زعزعة الامن والاستقرار في هذا البلد الآمن لن يتسامح معها احد ، نحن نريد التغيير نحو الافضل نعم ولا نريد لسوداننا ان يتحول الى ارض محروقة ونحتاج فعلاً الى اصحاب المبادرات الوطنية الهادفة والنافعة . ومن صور الجمال في تفاصيل التظاهرة الثقافية التي ستنطلق اليوم من قاعة الصداقة وتستمر على مدى الاربعة اشهر انها تتخللها العديد من الفعاليات المصاحبة المدهشة وبحسب افادات الاستاذة وداد عثمان احمد امين دائرة الفكر والثقافة بامانة الشباب فقد تم الاشتراك مع مكتبة الاسكندرية الالكترونية لتوظيف قاعدة البيانات الضخمة التي تضمها المكتبة لصالح تطوير الشباب وتوظيف الوسائط والتقانات الحديثة لخدمة مشروع الفكر والثقافة ، انه تحد كبير ان تحاول امانة الشباب عبر اداراتها المتعددة الاهتمام بعملية الصياغة الشاملة للثقافة السودانية بحيث يستمد ابناء شعبنا منها معاني البطولة والبسالة ونضال الاسلاف العظماء .