اشتكى مرضى السرطان الذين يتلقون العلاج بمستشفى الذرة بود مدني من ازدياد المعاناة التي يواجهونها داخل المستشفى جراء الانتظار المتكرر للحصول على جرعات العلاج المقررة لهم والتي هي بمثابة قشة الغريق لاقتناعهم بأن الآجال عند رب العالمين وحده ولكن أن يتعرضوا للإهمال من بني جلدتهم عبر رفع الدعم عن علاج مرض السرطان امر يزيد معاناتهم ويقلل من صبرهم ، مشيرين إلى الازدحام الذي يشهده المستشفى هذه الأيام جراء توقف مستشفى الخرطوم وتحويل مرضاه إلى مدني ما ضاعف من آلامهم وزاد من ساعات انتظارهم . ولاستبيان الأمر وقفت الصحافة على هموم أولئك المرضى الذين وجدناهم يفترشون الأرصفة والشوارع داخل وخارج المستشفي في انتظار دورهم وما يزيد من ملامح المأساة ان المستشفى يعمل بماكينة أشعة واحدة وعدد المرضى في ازدياد مضطرد ، وقبل إن نواجه القائمين على أمر المستشفى ذهبنا إلى استراحة مرضى السرطان بحي المنيرة وهى خاصة بالمرضي الوافدين فوجدنا حالها يبكى ذوي القلوب المتحجرة ناهيك عن ذوى القلوب الرحيمة وكأننا لسنا ببلد بها ديوان لزكاة وليس بها وزارة للشؤون الاجتماعية ، فالاستراحة يقطنها البؤس والشقاء والمرض والمعاناة ولسان جميع مرضي السرطان يردد مع حادي البادية ، (الدنيا بتهينك والزمان يوريك وقلة المال بتفرقك من بنات واليك وطول ياليل على الصاحيك وكر ياديك على الساعيك وشن بتحرقي الجمرة بلا الواطيك .) (ش .ص . ا) قدم من شمال كرد فان قال انه جاء إلى مدني من اجل العلاج لعدم وجود مركز بولايته وقال إن حاله ظاهرة من شدة المرض وعدم إمكانياته شراء العلاج وقال انه يحتاج إلى (1060) جنيه في الشهر الواحد . كما التقينا مريضة ترقد على احد كراسي المستشفى تتوسد أياديها منتظرة دورها وقالت ( الحمد لله على العافية ولا حولا ولاقوه إلا بالله رب العالمين والله ياولدى العلاج غالى والمرض هداني وهدُ عيالي بعنا الورانا والقدامنا منتظرين الفرج من عنده وسكتت. ) حملنا تلك الهموم والمآسي ودخلنا على عميد معهد السرطان دكتور دفع الله أبو إدريس الذي أكد معاناة مرضي السرطان الذين يشكل أبناء ولاية الجزيرة ( 66% ) منهم و (10%) من ولاية سنار و(10%) من القضارف والباقي من الولايات المختلفة وقال إن المستشفي يعانى من سوء توزيع الاختصاصيين وغياب النواب إذ يوجد 3 اختصاصيين فقط مقارنة بالخرطوم الذي يتوفر فيها 14 اختصاصي و14 نائبا، وقال إن المستشفى يعمل بمكينة أشعة واحدة منذ العام 1999م والخرطوم بها أربع ماكينات وأضاف أن ميزانية المستشفى لم تزد منذ سبع سنوات وحتى مال التسيير شملته سياسة التقشف اذ انخفضت ميزانية المستشفى بنسبة 30% وقال( المشكلة الأكبر أننا لا نستطيع أن نطالب بالفصل الأول لأسباب غير واضحة لنا ) وقال إنهم يعلمون فعلا المعاناة التي يجدها مريض السرطان خاصة في العلاج المُُُُُسكن للمرض فاجتهدوا واستجلبوا عقار توترذت من الهند عبرالإمدادات الطبية ويعتبر ارخص بسعر (250) جنيها للكورس وهو مايحتاجه المريض خلال الشهر وهو ارخص من العقار الموجود بإدارة الصيدلة والسموم وهو فيمارا بسعر( 1.060 ) ج في الشهرغير انهم فوجئوا بوقف العقار الأرخص من إدارة الصيدلة والسموم لأسباب لا يعلمونها وادي ذلك الي زيادة معاناة المرضى أما بالنسبة لاستراحة المرضي والتي يقطنها المرضي القادمون من خارج المدينة فيتم تسييرها بمال التسيير في إشارة لغياب دور منظمات المجتمع وديوان الزكاة ووزارة الشؤون الاجتماعية بالولاية في رعاية هؤلاء المرضي وعن أنواع السرطانات قال إن أكثرها شيوعا مرض سرطان الثدي عند المرأة ويشكل (20% ) من أنواع السرطان الموجود بالسودان( 50% ) من النساء المصابات بهذا المرض يحتجن إلى علاج لمدة( 5 ) سنوات قيمة الكورس الشهري بقيمة( 1.060 )ج وقال إن هذا المرض يحتاج إلى تضافر الجهود ونشر ثقافة التوعية بخطورة هذا المرض والقيام بالفحص الدوري للمرأة. اما مرض البروستات عند الرجل وهو الخطير علما بأن جميع المصابين بهذا المرض يعالجون خارج السودان اذ لا توجد ماكينة لعلاج هذا المرض بالسودان وأكد أن جميع العلاجات مدفوعة القيمة عدا العلاج الكيمائي فقط هو المجان أما الشى الذي يحز في نفوس الاطباء أن علاج سرطان الأطفال مكلف جدا في وقت لا تمنحه فيه وزارة الصحة ادني اهتمام كل هذه الأشياء تزيد من معاناة المريض علما بأن المركز يتلقى (30) حالة جديدة كل أسبوع اى (100-120) حالة في الشهر، وقال دكتور ابوادريس في ختام حديثه إن الدعم المقدم للمستشفى لايكفى اذ يبلغ (410) إلف جنيه من المالية الاتحادية وما يحتاجه المستشفى الآن لا يقل عن مليون جنيه للدواء، وطالب الدولة بالشروع في فتح مراكز جديدة بالولايات لمجابهة إعداد مرضى السرطان المتزايدة، مشيرا إلى تكدس المرضي بالمستشفى خاصة بعدد توقف مستشفى الخرطوم اخيرا.