لأننا لا نعير أدنى اهتمام أو مجرد اعتبار للوقت والزمن فإننا نفتقر الى وزارات ومؤسسات وشركات وجهات تنفذ مهامها وتنجز خططها وبرامجها وفق آجال معلنة ومحددة بالتواريخ والوقت يوما وساعة ودقيقة كما هو الحال في معظم بلدان العالم التي سبقتنا في الإتقان والإحسان..!! إن إهمال عاملي الوقت والزمن لم يكبل خطواتنا في السير نحو الأمام بل هوى بنا في الدرك الأسفل من قاع التخلف حتى عز علينا المسير و افتقدنا القدرة على الحركة حتى ولو لمجرد طلب البركة..!! والمصيبة أن هذا السلوك السيئ انعكس وبالا على مشروعاتنا وكافة خططنا وبرامجنا التي افتقدت الي الآجال المحددة في إنجازها لتبقى بعضها في طور التشييد وتحت التنفيذ لسنين كما هو الحال مثلا في « جسر الدباسين»..!! والادهي إن تلك المعضلة ليست خاصة بالقطاعات الحكومية وإنما تعاني منها حتى القطاعات الخاصة والافراد على حد سواء وبالأخص «الحرفيين» ممن يتفننون في «تلتلة» الزبون واضاعة وقته دون إنجاز غرضه بكلام فارغ من شاكلة «تعال بكرة» و «عدي علينا بعد أسبوع « ..وعيش يا حمار..!! وظني أن هؤلاء الحرفيين ولنكون منصفين نقول غالبيتهم لا علاقة لهم بالحرفة وإنما ولجوا الى مختلف المهن بالصدفة بدليل أن مقدار ضررهم أكثر بكثير من نفعهم بل أن عبقريات بعضهم تتجلى في مضاعفة الاعطاب على كافة الأجهزة والمعدات التي تدخل محلاتهم وزيادة مشكلات المركبات التي تقصد ورشهم وقس على ذلك كل الأعمال الحرفية من حدادة وسمكرة ونقاشة الى آخر القائمة ..!! حكى لي أحد كبار السن أنه قام ذات مرة بتسليم قطعة خشبة معتبرة لجارهم النجار وطلب منه صناعة «مشاية» لطفله آنذاك ذي العام وأقسم أنه ظل يتردد على النجار دون جدوى الى أن مشى الطفل لوحده وتخطى الروضة والأساس والثانوية وأكمل الجامعة ليسافر ويعمل بالسعودية ويعود من هناك ويتزوج ويرزق هو الآخر بطفل.. يقول الأب سمعت ذات مساء ابني وهو يقول لزوجته انه سيطلب من جارنا النجار صناعة مشاية لطفله و ذكرته بحكاية قطعة الخشبة إياها بطرف النجار منذ مولده وطلبت منه أن يسأل النجار عنها وبالفعل ذهب الولد في اليوم التالي وحكي قصة الخشبة من طق طق للسلام عليكم للنجار وسأله إن كانت قطعة الخشبة موجودة رغم طول المدة وعدم إنجاز المهمة ليرد عليه الجار النجار ببرود : «الخشبة موجودة يعني حتمشي وين ..لكن إنت وأبوك مالكم كده ما عندكم صبر ..؟!»