السفير السعودي لدى السودان يعلن خطة المملكة لإعادة إعمار ستة مستشفيات في السودان    مليشيا الدعم السريع تكرر هجومها صباح اليوم على مدينة النهود    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    شاهد بالصور والفيديو.. على أنغام الفنانة توتة عذاب.. عروس الوسط الفني المطربة آسيا بنة تخطف الأضواء في "جرتق" زواجها    المجد لثورة ديسمبر الخالدة وللساتك    بالصورة.. ممثلة سودانية حسناء تدعم "البرهان" وثير غضب "القحاتة": (المجد للبندقية تاني لا لساتك لا تتريس لا كلام فاضي)    المجد للثورة لا للبندقية: حين يفضح البرهان نفسه ويتعرّى المشروع الدموي    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    الناطق الرسمي للقوات المسلحة : الإمارات تحاول الآن ذر الرماد في العيون وتختلق التُّهم الباطلة    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    قرار بتعيين وزراء في السودان    د.ابراهيم الصديق على يكتب: *القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة…    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    باريس سان جيرمان يُسقط آرسنال بهدف في لندن    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    صلاح.. أعظم هداف أجنبي في تاريخ الدوري الإنجليزي    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    المريخ يخلد ذكري الراحل الاسطورة حامد بربمة    ألا تبا، لوجهي الغريب؟!    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    بلاش معجون ولا ثلج.. تعملي إيه لو جلدك اتعرض لحروق الزيت فى المطبخ    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.




نشر في الوطن يوم 30 - 07 - 2013


[email protected]
0115081150
الملابس المستعملة : (بتمشي الحال.. وأحسن من السؤال)
تاجر: بعض (الناس) لا يمكنهم شراء الملابس الجديدة
مواطن: أحياناً أجد فيها موديلات فخمة.. والظروف تجبرنا على شراءها
تحقيق: سهام حسن الطيب
(لو ما عندك تلبس يا صاحبي) (فتش تلقى مقاسك) كلها نغمات تنادي بصوت مبحوح لتروج ظاهرة بيع الملابس المستعملة أو (الهدوم القديمة) في كثير من الأسواق الطرفية بالعاصمة والتي كانت في يوماً ما عبارة عن (هبات) ولكن الوضع الراهن اقتضاها أن تصبح تجارة رابحة لها روادها من الشرائح الضعيفة التي تعز عليها لقمة العيش ناهيك عن الملبس فوجدوا فيها ضالتهم بعيداً عن أسعار (المول) والتي لا تراودهم حتى في الأحلام واستبشروا بها خيراً لأن أسعارها زهيدة وتكاد تكون بالبلوش وتغمرهم السعادة عند اغتناءها بالرغم من أنها قديمة ولكنها كما يقولون (بتمشي الحال وأخير من السؤال)، ولكن هناك ثمة أسئلة تجوب في خاطري من أين تأتي هذه الملابس المستعملة؟ ولماذا تلجأ بعض الأسر إلى بيع ملابسها ولماذا تباع في الأصل بدلاً من أن توهب وكيفية الاقبال على شرائها وغيرها من الأسئلة في المساحة التالية إجاباتها.
لم يكن مدخلي للعم محمد والذي يعمل في تجارة الملابس المستعملة بسوق الوحدة بالحاج يوسف بالشيء السهل وحتى استنطق صمته العصي قمت بشراء جلباب ثمنه (3) جنيهات حتى استطيع أن أتجاذب معه أطراف الحديث وبعد ذلك قمت باهدائه إلى أحد الزبائن فقد ذكر لي العم محمد أن هذه الملابس يتم استيرادها من المملكة العربية السعودية ومن مدينة جدة بالتحديد انها تأتي من السعوديين في شكل (هبات) لمساعدة الضعفاء والبسطاء ولكن تطور الأمر من قبل السودانيين المقيمين هناك حيث أصبح لها دكاكين جملة في جدة تقوم باستيرادها وتدفع ضريبة الجمارك (الحمد لله الأمور ماشة تمام التمام والإقبال عليها كبير جداً وخاصة ملابس الاطفال والنساء .
مدخل ثاني:
الأرملة مريم كفكفت دموعها قبل أن تقول (عندما لا يجد اطفالي الأيتام ما يأكلونه الجأ إلى بيع ملابسهم القديمة حتى أسد به رمقهم بالرغم من أن أسعارها زهيدة إلا انها تفي بالغرض وتقضي الحاجة.
مدخل ثالث:
الطفلة حليمة استبشرت خيراً عندما رأت والدتها تحمل كيساً مليئاً بالملابس لتعلن لها عن (كسوة العيد) ولكن الطفلة ما أن علمت أنها ملابس قديمة حتى أجهشت بالبكاء كيف تقابل العيد بالقديم ورفيقاتها يلبسن الجديد.
٭ التلاعب بالنار
أحمد علي تاجر ملابس بالسوق العربي صاحب محل للملبوسات الجاهزة أبدى غضبه الشديد لهذه الظاهرة التي كانت سبباً في الكساد المخيم على السوق معللاً أن هذه الملابس تحمل امراض بكل تأكيد وقد حذر المواطنون فيما أسماه التلاعب بالنار.
٭ وضع اقتصادي سيء:
فيما ترى الطالبة الجامعية بهجة حامد أحمد أن الإتجاه إلى هذه التجارة في الملابس المستعملة ضرورة اقتضاها الوضع الاقتصادي السيء فالمواطن لا يجد ما يأكله ناهيك عن الملابس التي يرتديها فكثير من الأسر اتجهوا لشرائها لأنها متنفسهم الوحيد ورخيصة الثمن ويا دار ما دخلك شر.
أما الحاجة حليمة فقد وجدتها في ركن قصي مع أحد تجار الجملة تتفق على إعطائها (حاوية كاملة) باغتها بسؤال سريع (عاوزة تتاجري فيها ولا شنو) قالت نعم فقد ذكرت انها تقوم بإرسالها إلى مدينة (......) وفي إحدى ضواحيها تقوم ببيع هذه الملابس بأسعار مضاعفة وهي مصدر دخل خاصة في المناطق الطرفية من الريف وأضافت (لو ما عملنا كده نعيش كيف يابتي) الأكل بقى في (تلتلة) واللبس مولع نار نأكل ولا نلبس الجماعة ديل حيرونا سألتها الجماعة دخيل منو ياحاجة؟؟؟ ديل ما ناس الحكومة يابتي.)
٭ المداومة على الشراء:
أما عواطف إدريس لديها 6 اطفال تلجأ إلى هذه الملابس لأنها في متناول يدها وسعرها مناسب وتداوم على شرائها على الدوام وخاصة في فترة الأعياد فمبلغ 05 جنيه يكاد يكفي أطفالها جميعاً وتتمنى من الحكومة أن لا تتجه لمحاربتهم حتى لا تزيد من معاناة الأسر الضعيفة و (الفينا مكفينا).
٭ تقدير ظروف:
(والله الناس مقدرين ظروفنا) هكذا بدأت حواء عبد الله حديثها - وأضافت أن هذه الملابس تكون بحالة جيدة لأن استعمالها خفيف وسعرها بسيط بغض النظر عن الشخص الذي كان يرتديها فكثير من الناس تبيع ملابسها بغرض التجديد ليس إلا وليس منها خوف وذي ما بقولوا (ناس التجارة ديل مقدرين ظروف الناس).
٭ موديلات الموضة:
الشاب أيمن عثمان من المؤيدين لهذه الظاهرة وأوضح بأنها تضم أفخم الموديلات للموضة التي تواكب العصر موديلات الجينز التي شيرت وبها خامات فريدة وجيدة النوعية بما فيها الايطالي والأمريكي وغيرها من الماركات العالمية التي تنافس في الأسواق ، وقال إن السعر حسب الطلب، ولكن بالرغم من ذلك اعتبرها بوابة جديدة من بوابات التوفير والزهد في شراء الأشياء باهظة الثمن (وغالباً ما يلجأ أصحاب هذه الملابس لبيعها بغرض مواكبة الموضة لأن العصر عصر الاستايل كما يقولون، فهذه الملابس المستعملة (قربت الشقة) بين الناس ومافي (حد أحسن من حد) والناس بتشتغل بالمظاهر في الزمن دا).
فيما يختلف معه صديقه لؤي صلاح الطالب الجامعي بكلية الهندسة بجامعة الخرطوم حيث ذكر أن الملابس المستعملة بالتأكيد تحمل الامراض وخوفاً من ذلك يرفض مجرد ملامستها ناهيك عن إرتداءها.
(تتملكني الحيرة عندما أجد أناس يتهافتون على شراءها حتى وإن كانت بأبخس الأثمان فأنا لا أحب أن يشاركني أخوتي في ملابس ناهيك عن أناس لا أعرف عنهم شيء إن كانوا أمواتاً أو احياءً أو كانوا مرضى أو أصحاء).
الفكرة مرفوضة تماماً عند لؤي وطالب بعدم إفراد مساحة لها في الأسوق حتى وإن كانت أسواق طرفية.
٭ فقراء ولكن
العم/ أحمد عباس ذهب للقول بإن الغالبية العظمى من الشعب السوداني فقراء وأكثرهم تحت خط الفقر مما يعني أنهم لا يملكون قوت يومهم وهذا الحال ينسحب على ما يوفرون لأنفسهم من الإحتياجات الأخرى ، وذكر أن الملبس من ضروريات الحياة وهو ما يتعذر على من يقدمون لقمة العيش على المظهر لأن ملابسهم قد أصبحت بالية وهم يلبسونها لعدم قدرتهم على تغييرها بأخرى جديدة ، وهذا بالذات وفق رأيه هو الذي دفع بعض الأذكياء إلى اختراع (قدر ظروفك) وهي الآن تغطي الكثير من الجوانب في حياة الناس الفقراء ومن بينها الملبس.
٭ من المحررة:
كانت هذه حصيلة إفادات اتفقت جميعها على أن الوضع الاقتصادي كان سبباً رئيسياً وراء إنتشار هذه الظاهرة فمتى تنفرج هذه الأزمة الاقتصادية!؟؟
أغمضوا أعينكم وأحلموا معي بالفرج القريب للضائقة الاقتصادية .. أنها مجرد أمنية.
--
التسيب عن العمل (يوقع) على دفاتر الحضور
موظف: ضعف المرتبات وكثرة الهموم سبب رئيسي
موظفة: التسيب والكسل من طبائع الرجال فقط
تحقيق: سناء صلاح
شهر رمضان المعظم مليء جداً بالأفعال المميزة والأجر العظيم وهو بالطبع فيه إختلاف كثير من باقي الشهور مما يحتويه من عظمة الصوم في هذا الشهر وله فوائد كثيرة صحية ودينية فهي تعلم الانسان الصبر وتحمل الضغوط، وكذلك فيه راحة تامة للمعدة التي تظل في عمل مستمر طوال (11) شهراً ، ولكن الأهم هو العمل أو الوظيفة إذ يلجأ بعض الناس لأخذ عطلاتهم أو يتسيبون عن العمل ليس من أجل العبادة والتقرب من الله، بل خوفاً من آثار الصيام ، فهذا يأخذ جانباً سلبياً من طبع الأشخاص.
(الوطن) استفسرت عن ظاهرة التسيب وأسبابها من خلال هذا الإستطلاع
المكيفات وسوء التغذية يسبب الخمول:
خالد أبوبكر موظف ذكر في حديثه أن شهر رمضان من أكثر الشهور مدعاة للخمول والتسيب وذلك لأن هذا الشهر يكون فيه الانسان محروماً من أهم حاجاته الأساسية كالأكل والشرب وأيضاً هنالك جزء كبير من الناس يعانون من تعاطي بعض المنبهات كالشاي والقهوة وغيرها، لذلك فهو يرى أن البعض غالباً ما يقضون نهار رمضان بعيداً عن تفاصيل العمل وهذا لا يعني حسب وجهة نظره أن السبب هو الصيام لأن للصوم فوائد جمة ويمكن للانسان أن يكون نشطاً وفاعلاً حتى وهو صائم وذلك بتعويد النفس على تحمل مشاق الصوم والحرمان من بعض شهوات النفس ثم اتباع بعض الاساليب التي تساعد في المحافظة على النشاط والحيوية، وذلك باتباع الطريقة السليمة في الغذاء ويقول إن من أكثر الأخطاء الشائعة في رمضان أن أغلب الصائمون يجنحون إلى شرب الكثير من الماء وهذا بالطبع له تأثير على ممارسة الشخص لنشاطه اليومي ولكن في ظل هذا الوضع لا يعتقد أن هناك عدداً كبيراً من الناس يقضون ايام رمضان دون حراك لأن الأزمة الاقتصادية تضرب كل المواطنين وعزوفهم عن العمل قد يكبدهم عناء شديد نتيجة لقلة مصادر الدخل.
السهر طريق التسيب:
لم يذهب حسن عبدالله (موظف) هو الآخر عن سابقه في الحديث بعيداً حيث ألمح إلى أن الكثير من الصائمين يعانون الخمول والإرهاق طيلة شهر رمضان نسبة لطريقة التغذية الخاطئة ويؤكد أن السبب الثاني الذي يسبب التسيب و الخمول في نهار رمضان هو أن كثير من الناس يعتقدون أن السهر في رمضان لأوقات متأخرة جداً من الضروريات وهذا خطأ لأن الجسم إذا لم يأخذ راحته على النوم لساعات في الليل، فيحاول تعويض هذا النقص في النهار، لذلك نجد أن الناس حتى في أعمالهم أو أماكن دراستهم يميلون للنوم والإسترخاء ويهملون أداء مهامهم ليكون العمل في رمضان بالنسبة لهم مكاناً لقضاء ساعات النهار حتى خروجهم من الدوام الرسمي، السبب الآخر حسب رأيه هو العامل النفسي المتفق عليه بين الناس وهو أن الصائم يجب ألا يبذل مجهوداً وأن يجد كامل الراحة والإسترخاء سواء كان بالمنزل أو مكان عمله.
الظاهرة موجودة وبكثرة:
مازن التاج الموظف بإحدى مدارس الخرطوم ابتدر حديثه عن الأسباب الحقيقية للتسيب عن العمل في شهر رمضان المبارك وقال إن بعض الموظفين يلبثون في بيوتهم طيلة الشهر الكريم خوفاً من التعب والعطش في نهار رمضان وهم لا يدركون أن لكل هذا أجر عظيم، فهم يصومون عن الأكل والشرب فقط ولكن كلما كان الانسان في نشاط وحركة أحس بملذة الصيام ويكون قد أنجز في يومه الكثير من الأعمال وعندما يأتي المغيب ويكون الشخص قد تعب في عمله ويحاول أن يبل عرقه يكون قد أكمل يومه بنجاح منقطع النظير ويحصل على أعلى درجات وحسنات نتيجة لصيامه، وكذلك عدم التفريط في حقوقه وواجباته تجاه المؤسسة التي يعمل بها وتجاه المجتمع ايضاً الذي يقوده، الظاهرة موجودة وبكثرة مع كل الأسف والقضاء عليها يتم من خلال الخطب والندوات فلابد من محاربة الخمول من أجل تذوق حلاوة الصيام.
التسيب من طباع الرجال:
المرأة العاملة بالطبع هي جزء المجتمع ولها دور فاعل في حركته لذلك تحدثت إلينا هند حمد أحمد التي تعمل بمؤسسة حكومية وذكرت في حديثها أن التسيب في العمل دائماً يكون طباع للرجال لا للمرأة لأن المرأة حتى لو لم تذهب إلى العمل الخارجي تكون في نشاط داخل المنزل منذ الصباح الباكر لأن بطبعها نشطة وهذه الفئة التي أتحدث عنها لا تمثل كل النساء لكن الأغلبية لأن البعض حالات شاذة أو لديهم ظروف تمنعهم من العمل.
أنا في رأيي الشخصي أن العمل في رمضان مهم جداً ودائماً ما يكون العطاء فيه متميز، هذا لا يعني أن الشخص يعطي كل وقته للعمل، ولكن يمكن أن تقلص ساعات العمل الرسمية وبذلك تضمن عملاً جيداً، وهنالك حل أمثل أيضاً للذين لديهم فوبيا رمضان فيمكن أن يوفروا أعمالهم لفترة المساء ولكن هذا لا يعني أن يكون طول النهار نوم فقط فهذا يكون جوع وعطش دون فوائد تذكر.
--
الفقر.. كابوس يخيم على حياة البشر
التخطيط غير السليم والإستغلال الخاطئ للإمكانيات.. أهم الأسباب
خبير إقتصادي: إنحياز سياسات التنمية لمناطق الحضر.. أضر بالهامش
مواطن: نحن (الفقراء) نمثل نصف السكان.. ولا إهتمام بنا
تحقيق: لبنى أبوالقاسم
الفقر هو عنوان للحياة القاسية والصعبة التي تخلو أحياناً من الأمن والأمان اللذان يمثلهما الجوع والعطش والمرض والجهل فهو كابوس مخيف يخيم على حياة الناس، والفقر في السودان ظاهرة منتشرة وممتدة إبتداءً بالفقراء الذين يقبعون في بيوتهم ولا يجدون ما يسدون به الرمق إنتهاءً بالمتسولين والمشردين الذين يملأون البلاد طولاً وعرضاً.
ما هي الأسباب الأساسية للفقر في السودان؟
وهل يمكن أن توجد معالجات وحلول لمنع تمدد ظاهرة الفقر وإنتشارها؟
٭ مقاييس الفقر في السودان:
إن القياس الأحدث للفقر يقوم على ثلاثة أبعاد هي الصحة والتعليم ومستوى المعيشة، ومن أهم مهددات الفقر الحرمان من القراءة والكتابة، اما معدل البطالة فيقدر بحوالي 31% على المستوى القومي، وحسب تعريف الفقر هو حالة من الحرمان المطلق من واحد أو أكثر من أبعاد رفاهية الفرد، ويتضمن مستوى المعيشة ستة مؤشرات هي الأصول وأرضية المنزل والكهرباء والمياه والصرف الصحي ووقود الطهي، وأكد المسح الأسري الذي تم إنجازه أن نسبة الفقر في العاصمة الخرطوم من هم تحت خط الفقر 62% والولاية الشمالية 63% وولاية الجزيرة 73% أما ولاية شمال دارفور بنسبة 4.96% وجنوب دارفور 06% وشمال كردفان 85%.
٭ دخل الفرد وأثره في معدل الفقر:
أوضح تقرير الرعاية الإجتماعية أن الناتج المحلي الإجمالي ظل يتزايد بمعدل يزيد عن 7% وترتب على ذلك نمو الدخل الفردي، وأشار التقرير إلى أن دخل الفرد بدأ يزيد منذ إكتشاف البترول وتصديره إلى 4،% وإنخفاض معدلات العون الخارجي للفقراء إلى أقل من (5) دولارات للفرد.
٭ التمويل الأصغر كحل لمشكلة الفقر:
سياسات البنك المركزي في مجال التمويل الأصغر الخاصة بإنشاء مؤسسات للتمويل الأصغر والبنى التحتية، هي من الجهود المبذولة لمحاربة الفقر في البلاد، أي تقديم تمويل صغير وأصغر بمبالغ تتراوح مابين (3-01) ملايين للشرائح الضعيفة في المجتمع والقادرة على العمل لتدخل به إلى دائرة المنتجين، ورغم كل هذه الجهود أكدت الدراسات الإجتماعية أن ظاهر الفقر في السودان ناتجة عن عدم التخطيط السليم على مستوى الفرد والجماعة والمجتمع، ومن الاستغلال غير الصحيح لكل الموارد والإمكانيات التي من حولهم رغم أن المجتمع السوداني غني بتراثه وقيمه وعاداته وتقاليده الحميدة والأصيلة التي ساهمت على مر العصور في تحقيق التكافل والتراحم والتسامح.
٭ نسب الفقر في السودان:
حسب إجراءات المسح للفقر في السودان لبيانات الأسر الذي تم إجراءه في العام 9002م فان نسبة الفقر في السودان حوالي (5،64%) من جملة السكان، وأن معدلات الفقر سجلت (95%) في الأسر التي تعمل في مجال الزراعة والثروة الحيوانية، إلا أن الفقر يجب أن يفهم على أنه ظاهرة متعددة الأبعاد وعند تحليله يجب الأخذ في الإعتبار تعقيداته وأبعاده التاريخية والإجتماعية والإقتصادية والجغرافية والسياسية، فمن وجهة النظر الإقتصادية هو النقص المزمن في الموارد لتلبية الإحتياجات الأساسية، ومن وجهة النظر الإجتماعية هو إنعدام فرص الحصول على الصحة الجيدة والمياه النقية والصرف الصحي والتغذية، أما جهة المؤسسية هو عدم وجود مؤسسات للحفاظ على احترام وتعزيز حقوق الانسان ولا تزال الأرقام في تضارب حول نسبة الفقر في البلاد.
٭ أوضاع الفقراء
المواطن مجذوب أكد بأنه لا يمكن أن ننهي ظاهرة الفقر إلا إذا تطورت الدولة وإزدادت نمواً في كل الإتجاهات فالجوع والمرض والتشرد والكثير من الأشياء التي يفرزها الفقر تقضي على حياة الانسان دون أن يجد من يدعمه، (ويعيش الكثير من الفقراء في السودان حياة أشبه بالموت دون أن تمد الدولة يديها إليهم ورغم الإمكانيات التي يمكن أن تنتشلهم مما هم فيه لكن يعيش الفقير أوضاعه أو يتعايش معها).
٭ دعم وسند
أما غالية عبدالسلام موظفة فقد ذكرت بأن علاج قضية الفقر تحتاج إلى سياسة ونهج متبع يمكن بمرور الوقت أن تجد من مشكلة الفقر حتى وإن لم تقض عليها، وقالت إن الفقر ظاهرة قاسية وتزداد في كل يوم وأن القضاء عليها ليس بالشيء السهل وأن المواطن الفقير يحتاج إلى الدعم والسند من المسؤولين عنه، والإهتمام بالفئة الفقيرة ليس أمراً صعباً لكن يوجد اهمال من كافة المؤسسات والقطاعات بالقاعدة الفقيرة التي أصبحت تمثل نصف السكان الآن، وفي ظل كل الظروف المعيشية المعقدة والصعبة.
٭ ديون وعقوبات
الأستاذ: أحمد عبدالملك: خبير في علم الاقتصاد: أوضح أن أسباب ارتفاع معدلات الفقر في البلاد تعود إلى النزاعات طويلة الأمد وإنحياز سياسات التنمية للمناطق الحضرية إلى جانب الديون والعقوبات الاقتصادية (يمكن أن يتم انخفاض نسبة الفقر بالسودان بتطبيق الحكم الرشيد ودمج النازحين وتنمية الموارد البشرية وخلق فرص عمل وتمكين القطاع الزراعي من النمو والإستجابة لمؤشرات السوق، بالإضافة إلى توجيه عائدات النفط لتنمية القطاع الزراعي الذي يشتغل فيه نحو 74% من الأيدي العاملة السودانية حتى نتلافى التشوهات التي تعذر معها دخول الفقراء للسوق وأكد أن نسبة الفقر المدقع تبلغ نحو 7% بينما لا تتعدى نسبة الفقر النسبي حدود 04% وعدم نيل الخدمات العامة من تعليم وصحة ونصيبها في الرعاية المالية والدعم (كما لم ينفك المشكل السياسي بغرض وجوده كأحد التحديات التي تواجه مشروعات وسياسات تخفيف الفقر.
--
كهرباء أراضي الديم بجبل أولياء..
الظلم ظلمات
قضية: فاطمة محمد
العشرات من سكان جبل أولياء، أبدوا استياءهم لتردي الخدمات وإنعدامها في بعض الأحياء، وقالوان إن معيار الخيار والفقوس أتاح لبعض الأحياء (الإستمتاع) بالخدمات بينما تعاني الأخرى الإهمال.
سكان مربع (1) في أراضي الديم نموذج حي يحكي عن أوجه أخرى لمعاناة البحث عن ضوء يبدد ظلام الليل، وكوب ماء بارد يطفي العطش.
لأكثر من ثلاث سنوات ينتظر سكان مربع (1) تركيب أعمدة الكهرباء كخطوة أولى تسبق توصيل أسلاك الكهرباء، وتسليم السكان عدادات الدفع المقدم.
طُلب منهم دفع مبلغ (052) الف جنيه، عبارة عن قسط أول لتوصيل الكهرباء، الجهة المتحصلة هي اللجنة الشعبية لامتداد ديم البساطاب، كان ذلك في تاريخ 91/2/1102.
لم يكتب لبعض السكان رؤية الأعمدة حتى وهي ملقية (باهمال) على الأرض، بينما الآخر أضطر لإستئجار عمالة لتقوم بتركيب الأعمدة.
أين إدارة الكهرباء من كل ما يحدث، بل وأين معتمد المحلية..؟
أيعقل أن ينعم جارك بنعمة الكهرباء بينما (تنغمس) أنت في دوامة لا تنتهي تبدأ من البحث عن ضل نيمة لعله يزيل عن وجهك ما علق من (عرق) السخانة.
المناشدة موجهة للسيد معتمد محلية جبل أولياء.
--
النجارة.. ما بين الأمس واليوم
نجار: ظهور الماكينات الحديثة ساعدت على تقديم أشكال (أحلى)
مواطن: (مماطلات) النجارين جعلتنا نفضل المستورد
تحقيق: عائشة عبدالله
مهنة النجارة من المهن القديمة المعروفة منذ زمن بعيد ولا زالت قادرة على الصمود أمام الصناعات المستوردة التي أضحت المنافس الوحيد للصناعات المحلية أكثر من غيرها، فالنجار يعمل بكل جد وإخلاص لكي يرتقي بعروضه من أجل المنافسة.
وهي مثلها مثل بقية الصناعات من حيث الجهد المبذول في كيفية تصنيع الأثاثات.
ولكن اليوم أدخلت الكثير من الآلات الحديثة في عمل النجارة ووفرت الوقت والجهد المبذول مثل ماكينات الخراطة إذ نجد في السابق النجار ينحت الأشكال بالأدوات اليدوية التقليدية، أما اليوم أصبح العمل بالماكينات الالكترونية ذات الجودة العالية والبعض يعتبرها هواية أكثر من انها نجارة لما يتمتع به النجار من فن في التصنيع والتلوين والنحت، وعند البعض تأخذ الطابع التجاري مصحوباً في بعض الأحيان بالغش والخداع في مواد التصنيع، ففي الماضي تصمد قطعة الأثاث لما يقارب ال 52 عاماً وهي تحتفظ برونقها وجمالها اما اليوم فقطعة الأثاث التي يمر عليها عام تحتاج إلى صيانة وأحياناً تغيير نهائياً.
أجواد أنواع الأخشاب:
العم ابراهيم محمد هارون (نجار) لما يقارب ال 54 عاماً إلا انه أبدى حسرته على بعض الذين يمارسون المهنة اليوم، يقول العم ابراهيم إن مهنة النجارة شيقة وممتعة وتجلب دخلا جيداً مع الإلتزام بالصدق والأمانة والدقة في المواعيد المحددة لتسليم العمل ، فهناك من لا يلتزمون بمواعيد تسليم الزبون في الوقت المحدد ويجعل الزبون يهدر جل وقته جيئة وذهاباً حتى يصفه البعض بالكذب وعدم الوفاء ويواصل العم قائلاً: من حيث جودة المواد المصنعة والأخشاب المستخدمة اليوم هناك أنواع عديدة تستخدم في صناعة الأثاثات والأدوات الخشبية فأجود أنواع الأخشاب حسب تدرجها أخشاب التك وهي أخشاب متينة وتتحمل تقلبات الطقس المختلفة، ثم الأبنوس والمهوقني وأخشاب الهشاب وهي الأكثر استخداماً، فأخشاب التك أكد بأنها غالية الثمن لما تتمتع به من خصائص وجودة عالية وقال إنه يصنع الأثاثات البسيطة منذ نعومة أظافره فقد اكتسب المهنة من خاله حيث كان يذهب معه إلى الورشة فيقوم بتصليح الطرابيز والطبالي بالإضافة إلى الحمالات والاقفاص الصغيرة ومع مرور الزمن أصبح (معلماً في النجارة) يصنع غرف النوم وأطقم الجلوس بالإضافة إلى الابواب والشبابيك الخشبية واليونتات وغيرها من الأثاثات، ويؤكد العم ابراهيم بأن الأدوات التي كانت تستخدم في الماضي أدوات يدوية (وكنا نعاني كثيراً في توضيب الخشب عما نبذله من كثير جهد وعناء في عملية قطع الخشب، أما اليوم أصبحت هناك ماكينات عديدة للقطع والنحت وأخرى لخرط الأخشاب بالكيفية التي يريدها ويطلبها الشخص.
وأوضح أن النجارة مهنة محببة وختم حديثه قائلاً: (وعندما تقدم بي العمر أصبحت أعمل في الصيانات البسيطة).
أفضل الأثاثات المحلية:
منى عبدالله وهي زوجة نجار تفضل الأثاثات المصنعة محلياً وأرجعت ذلك إلى أن الأثاثات المستوردة (الجاهزة) قليلة الجودة رغم أرتفاع أسعارها وقالت إن الصناعات المحلية تعيش لأزمان طويلة إذا وجدت العناية والإهتمام والصيانات الدورية حتى تحتفظ برونقها وسألناها عن سعر غرفة النوم قالت بلغت 7 الف جنيه فيما ارتفع سعر الدولاب (6) ضلف إلى 005.3 الف جنيه وطقم الترابيز 007-006 جنيه وجوز السرائر 0521 جنيه وسألناه هل مازال النجار يدخل البيوت من أجل صيانة الأثاثات القديمة كما كان في السابق، فأجابت نعم ولكن نسبة لارتفاع أسعار صيانة الأثاثات القديمة جعل البعض يلجأ إلى التغير او التخلص من الأشياء القديمة.
وتقول منى أنه قد ظهرت مؤخراً عملية استبدال الأثاث القديم ودفع قدر محدد من المال وبذلك يتم عملية الإستبدال بالجديد الذي ترغبه وهناك يقوم النجار بصيانته بطريقته الخاصة ثم يعرضه مرة أخرى.
أسطوانة النجار أمشي وتعال:
أما المواطنة منال عبدالله فقد بدأت حديثها قائلة (أنا أفضل الصناعة الجيدة سواءً أكانت مستوردة أم محلية ففي نهاية الأمر الهدف هو الجودة)، وأردفت قائلة نحن الآن في عصر السرعة واختصار الزمن لذلك إذا أردت شراء اي من الأثاثات ووجدته جاهزاً وجيداً أقوم بشراءه دونما تردد، وأكدت أن الذهاب للنجار وتجهيز المواد تأخذ من الانسان جل وقته وخاصة إذا كان النجار غير ملتزم بالمواعيد والدقة فقد يكرر لك (أمشي وتعال أمشي وتعال..الخ) عدة مرات حتى تسأم من تكرار الاسطوانة وتقول منال إن مهنة النجارة مهنة قديمة قدم التاريخ بغض النظر عن دخلها وبذلك نجد النجار مهما تقدم في العمر فإنه يمارس المهنة ويقضي بها وقت فراغه في تصليح وترميم الأثاثات المنزلية القديمة وهو مستمتع بذلك.
أما عبدالسلام شمس الدين فلم يذهب بعيداً عما ذهبت إليه منال حيث أكد بأن الأثاثات المصنعة أفضل من الجاهزة (المستوردة) من حيث الجودة والمتانة، وذكر أن بعض الأثاثات المعروضة شكلاً ولوناً فقط ولكن مضمونها لا يحقق الجودة المطلوبة، فالمستورد رغم عدم جودته إلا أن أسعارها باهظة الثمن، وأرجع ذلك إلى ارتفاع أسعار ترحيلها وأماكن عرضها فالمعارض يصل سعر ايجارها الى 2 الف جنيه شهرياً مما يساهم بقدر كبير في ارتفاع أسعار المعروض من الأثاثات، ويضيف عبدالسلام في ختام حديثه فالمستورد أصبح مصدراً تباهي وتفاخر خاصة في مجتمعات النساء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.