الجيش الكويتي: الصواريخ الباليستية العابرة فوق البلاد في نطاقات جوية مرتفعة جداً ولا تشكل أي تهديد    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    المريخ فِي نَواكْشوط (يَبْقَى لحِينَ السَّدَاد)    اردول: افتتاح مكتب ولاية الخرطوم بضاحية شرق النيل    شاهد بالصورة والفيديو.. وسط ضحكات المتابعين.. ناشط سوداني يوثق فشل نقل تجربة "الشربوت" السوداني للمواطن المصري    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    المريخ يكرم القائم بالأعمال و شخصيات ومؤسسات موريتانية تقديرًا لحسن الضيافة    خطوة مثيرة لمصابي ميليشيا الدعم السريع    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    برمجة دوري ربك بعد الفصل في الشكاوي    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    مجلس إدارة جديد لنادي الرابطة كوستي    شاهد بالفيديو.. الجامعة الأوروبية بجورجيا تختار الفنانة هدي عربي لتمثل السودان في حفل جماهيري ضخم للجاليات العربية    شاهد بالفيديو.. الجامعة الأوروبية بجورجيا تختار الفنانة هدي عربي لتمثل السودان في حفل جماهيري ضخم للجاليات العربية    شاهد بالصورة.. السلطانة هدى عربي تخطف الأضواء بإطلالة مميزة مع والدتها    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    شاهد بالصورة.. السلطانة هدى عربي تخطف الأضواء بإطلالة مميزة مع والدتها    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    على طريقة البليهي.. "مشادة قوية" بين ياسر إبراهيم وميسي    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    من حق إيران وأي دولة أخري أن تحصل علي قنبلة نووية    وصول 335 من المبعدين لدنقلا جراء أحداث منطقة المثلث الحدودية    ترامب يبلغ نتنياهو باحتمال انضمام أمريكا إلى العملية العسكرية ضد إيران    أول دولة عربية تقرر إجلاء رعاياها من إيران    كيف أدخلت إسرائيل المسيرات إلى قلب إيران؟    خلال ساعات.. مهمة منتظرة لمدرب المريخ    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    تنفيذ حكم إعدام في السعودية يثير جدلاً واسعًا    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    ضربة إيرانية مباشرة في ريشون ليتسيون تثير صدمة في إسرائيل    معركة جديدة بين ليفربول وبايرن بسبب صلاح    بالصور.. زوجة الميرغني تقضي إجازتها الصيفية مع ابنتها وسط الحيوانات    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    رئيس مجلس الوزراء يؤكد أهمية الكهرباء في نهضة وإعادة اعمار البلاد    رئيس مجلس الوزراء يؤكد أهمية الكهرباء في نهضة وإعادة اعمار البلاد    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    فجرًا.. السلطات في السودان تلقيّ القبض على34 متّهمًا بينهم نظاميين    رئيس مجلس الوزراء يقدم تهاني عيد الاضحي المبارك لشرطة ولاية البحر الاحمر    وفاة حاجة من ولاية البحر الأحمر بمكة    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    مسؤول سوداني يطلق دعوة للتجار بشأن الأضحية    محمد دفع الله.. (صُورة) تَتَحَدّث كُلّ اللُّغات    في سابقة تعد الأولى من نوعها.. دولة عربية تلغي شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام لهذا السبب (….) وتحذيرات للسودانيين المقيمين فيها    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود "إماراتية"    "الحرابة ولا حلو" لهاني عابدين.. نداء السلام والأمل في وجه التحديات    "عشبة الخلود".. ما سرّ النبتة القادمة من جبال وغابات آسيا؟    علامات خفية لنقص المغنيسيوم.. لا تتجاهلها    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أبو روف: ميلاد حزب الاتحاديين وصراعات الفكر والواقع 1944 - 1952م (4 - 7)
نشر في الصحافة يوم 13 - 03 - 2010

خرج مؤتمر الخريجين 1938، من رحم نادي الخريجين، ويورد الدرديري محمد عثمان في مذكراته، مطبعة التمدن 1962 في صفحة 13 «ان فكرة قيام النادي، قد استحوذت ابتداءً على بعض الاصدقاء، وكلف هو وحسين شريف وكان حسين شريف اول من طالب به في عام 1911 واحمد عثمان القاضي ومحمد علي محمد سليم لاتخاذ الاجراءات اللازمة بطلب التصديق من السكرتير الاداري، الذي رفعه بدوره الى مجلس الحاكم العام، تم التصديق بشرط ان يكون مدير المعارف الانجليزي هو رئيس النادي، وكان نائبه المستر سامسون، هو الرئيس الفخري للنادي. وانتخب الخريجون لجنتهم». ويضيف الدرديري ان النادي نهج ومنذ بدايته، الى المعيار الاخلاقي في قبول العضوية، كما انه اصبح كيانا مؤثرا في المحيط العام، ولم تعد حكومة السودان قادرة على تجاهله، وفي النادي برزت فكرة تكوين هيئة تمثل كل الخريجين وصلت الى شكلها النهائي باسم مؤتمر الخريجين، وقد اتجهت طليعة المتعلمين من خريجي كلية غردون، فيما سمى بهيئة مؤتمر الخريجين الى العمل السياسي، من خلال النشاط الاجتماعي، اولا والمواجهة السافرة لاحقا، ومثل المؤتمر البداية الفعلية لنشأة التيارات والمواعين الفكرية التي اتيح لاصحابها حكم السودان فيما بعد، ففي داخله احتدم صراع الاستقلال والاتحاد مع مصر «راجع كتابنا العلاقات السودانية المصرية قراءة جديدة مدبولي 1997 ص 146، او ما يسمى اصطلاحا بصراع الفيلست FEELIST الذي ضم شباب ابي روف، ممن شكلوا فيما بعد الحزب الاتحادي والشوقست SHAUGIST ممن نادوا بالاستقلال التام عن التاج المصري، وقد مثل ذلك الصراع في الواقع اهم توجهات جمعيتي القراءة في ابي روف والهاشماب. وترتبط فكرة قيام مؤتمر الخريجين، بصورة اساسية باتفاقية 1936 وكان خضر حمد قد كتب قبلها، في جريدة السودان 1935، مطالبا بأن يكون لنادي الخريجين دور اكبر وانتقلت فكرة مؤتمر الخريجين الى نادي الخريجين بعد ان تولى احمد خير وجماعة الابروفيين الترويج لها في مدني وشكلت لجنة تمهيدية للاعداد للاجتماع التأسيسي «درية عبد الله ص 70»، دون تفاصيل لا يقتضيها المقام، فركز على تطور الابروفيين خلال الفترة في 1927 الى نشأة مؤتمر الخريجين في عام 1938، اي خلال احد عشر عاما، وقد انتقلت الجماعة من المنازل لنادي الخريجين ولأن الجماعة لم تكن تنظيما بالمعنى العلمي، فانها لم تكن تهتم بكتابة محاضر اجتماعاتها او بالاحرى لقاءاتها، لكن يمكن القول، وعلى وجه اليقين، انها تشبعت الفكر السياسي المستنير باتجاه التحول السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وانها تعبر عن ثقافة عربية، بنفوذ واضح للفكر الثوري المصري وارتباط بمصر، يحترم سيادة السودان،ولعلي ادعو هنا اخانا الدكتور معتصم الحاج مدير مركز محمد عمر بشير للدراسات السودانية بالجامعة الاهلية للبحث عن أية وثائق لتلك الجماعة، بالبحث عن ذلك في مكتبات اصحابها رحمهم الله بعد استئذان اهلها. كما ادعو شباب ابي روف، للمساعدة في ذلك.
«2»
شكل الابروفيون رأس الحربة الفكري، في عملية التغيير السياسي، بالمفاهيم والرؤى التي سبق طرحها، وحددوا، فيما ذكر خضر حمد «المذكرات ص 29» ان جمعية ابي روف للقراءة كانت لاغراض سياسية وادبية عديدة، ويضيف الاستاذ خضر «ص 154» ان سبب الانتقال من صيغة جمعية القراءة الى الصيغة السياسية المنظمة، هي انه التقى بالاستاذ بشير محمد سعيد، رحمة الله عليه في القاهرة «1944» في لوكندة ريتس وابن عمه محمود محمد عبد الله، وان الاستاذ بشير لامه باعتباره احد الابروفيين، في ان يتم تعارفهما للمرة الاولى هنا «في القاهرة»، وتحدث في حماس عن ضرورة تنظيم جهد جمعية القراءة المبعثر وذكر انهم «كشباب» مستعدون للعمل في هذا الاتجاه، وأن بشيرا نقل فيما بعد، في ام درمان لصديقه عبد الرحيم وشي تفاصيل ذلك اللقاء. وتولى عبد الرحيم وشي، بدوره، نقل المعلومة او بالاصح الاقتراح لبقية اعضاء جمعية ابي روف، الذين بادروا، الى التنفيذ، بانشاء جماعة تعمل ببرنامج، وتدعو لاهداف، يتجاوز للعواطف وصلة الجوار، وتبع ذلك، كما وثق الاستاذ خضر حمد «ص 105» اجتماعان تمهيديان، تبعته الدعوة لاجتماع موسع من الاصدقاء والمعارف ممن تتقارب افكارهم وميولهم في العمل لمصلحة البلاد، وكان الاجتماع الاول بدعوة الاستاذ عبد الله ميرغني «رحمه الله» بتاريخ 24 سبتمبر 1944، واول من اجتمعوا لتأسيس ما عرف فيما بعد بحزب الاتحاديين هم: ابراهيم يوسف سليمان، عبد الله ميرغني، حسن زيادة، محمد محجوب لقمان، محمد مصطفى عبد الواحد، ثابت حسن ثابت، بشير محمد سعيد، طه صالح بشير، الهادي ابو بكر اسحاق، محمد ابراهيم خليل، احمد المرضي جبارة، ابراهيم عثمان اسحاق، عابدين محجوب، اسماعيل العتباني، حسن احمد عثمان، محي الدين البرير، كيلاني عبد القادر، رشيد محمد خليل، حسن محمد الامين، ولم يتمكن من الحضور سواء بسبب السفر او الاعتذار كل من خضر حمد، محمد عامر بشير «فوراوي»، ويوسف المأمون ومصطفى الريح، وانضم آخرون، فيما بعد، لتتشكل لجان الاختصاص، لوضع الاهداف والبرامج والخطط.
يلخص الاستاذ خضر حمد «المذكرات ص 107» مبادئ الاتحاديين في انهم يؤمنون ايمانا عميقا بالاتحاد مع مصر، بشرط تمتعهم بحق الانفصال او ما اصطلح على تسميته استقلال الشعب او اضطهاد الطبقات ووجوب تحقيق رغبة الاكثرية مع احترام شعور الاقليات، ويختلفون عن الاشقاء في ان ايمانهم بالوحدة مع مصر، غير قابل للمزايدة، في وقت تمتع فيه الاشقاء بالقدرة على المناورة، وقبل الاتحاديون، كسر قناعتهم، حين رأت مصر ضرورة توحيد الجبهة الاتحادية في الجلاء والوحدة. وفي كل الاحوال فان برنامج الاتحاديين كان متقدما سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وتمثل في:
وضع اسس توزيع الثروة توزيعا عادلا بين المواطنين
تحريم الاحتكار
تحريم النظم الاقطاعية
تعميم الجمعيات التعاونية للمزارعين والعمال «اثر من آثار ال FABIANS
تشجيع الكليات الصغيرة في الاراضي
تسليم المنافع العامة «النور، الماء، وسائل النقل، للبلديات، لتديرها لمصلحة المواطنين بتعبير آخر التأميم.
توفير فرص العمل للقادرين
ادخال نظام التأمين الاجتماعي ضد العطالة والمرض والشيخوخة.
ويلاحظ في هذا الصدد ان الابروفيين، وهم اول من بادر بفكرة المؤتمر، كانوا يرفضون الفكرة التي قال بها البعض، بأن يكون المؤتمر جزءا من النادي الذي كان يرأسه اسماعيل الازهري، وتأكيداً لرأيهم في استقلالية النادي عن المؤتمر كونوا لجنة اسندوا رئاستها للاستاذ جمال محمد احمد، بعضوية كل من عبد الله ميرغني، ابراهيم يوسف سليمان، بشرى عبد الرحمن صغير، الهادي ابو بكر، محمود الفكي، د. ابراهيم احمد حسن وخضر حمد «نقلا عن بدرية عبد الله ص 70» وقد انتهت فترة فكرة استقلال المؤتمر عن النادي فعلا.
«3»
اطلق البعض، على الاتحاديين، مصطلح السناجك، ويذكر تقرير استخباراتي بالرقم 2/CIV/SEC/36-4-40 ان اسم الاتحاديين، كان هو البديل لمصطلح الابروفيين وقد انصهرت جماعة الاتحاديين، فيما بعد، «72 مارس 1945» في كيان واحد مع الاشقاء والاحرار الاتحاديين فيما سمى بالجبهة الاتحادية بهدف قيام حكومة سودانية واحدة في اتحاد مع مصر تحت تاج واحد «راجع كتابنا، قراءة جديدة في العلاقات السودانية المصرية، السابق، ص 141، وقد سبق ذلك دعوة من بابكر العتباني سكرتير جماعة الاشقاء بداره يوم الخميس اول مارس 1945، حضرها عن الاتحاديين خضر حمد وحسن احمد عثمان وعبد الله ميرغني وابراهيم يوسف سليمان وتخلف عبد الرحيم وشي، وحضرها من الاتحاديين الاحرار محي الدين البرير وعبد الرحيم شداد وتخلف سنجاوي وابراهيم احمد حسين وحضرها من الاشقاء اسماعيل الازهري، محمد نور الدين واحمد يس ويحيى ومحمود الفضلي بالاضافة لعلي طالب الله«!!»
وقد تمخضت الاجتماعات عن ميثاق الجبهة الاتحادية بالاتفاق على مبدأ قيام حكومة سودانية ديمقراطية في اتحاد مع مصر تحت تاج واحد «خضر حمد 110».
وتبدو في اطار هذه الوقائع الملاحظات الآتية:
ان الاستاذ بشير محمد سعيد «رحمة الله عليه» هو الذي بادر الى اقتراح ومتابعة مسألة تحويل جمعية ابي روف من مجرد التداول الفكري، الى الواقع في شكل تنظيم محدد الملامح والاهداف والبرامج.
ان الفكرة، قد جذبت اليها كثيرا من شباب الاحياء الاخرى ولم تقتصر على حي ابي روف.
النظرة العلمية المتقدمة لواقع الصراع الفكري والاجتماعي والاستعداد لذلك تماما.
صفوية التنظيم، سواء في مرحلة القراءة او في مرحلة التنظيم السياسي.
قوة الحس والانتماء العربي بالتركيز بصفة اساسية على فكرة الاتحاد او الوحدة مع مصر.
ان نشأة تنظيم الاتحاديين «24 سبتمبر 1944» ارتبط تماما بتطور الصراع، في مؤتمر الخريجين، وكانت نسبتهم في انتخابات 1944 قليلة جدا «وهي الدورة الثامنة التي بدأت هيئتها الستينية في 28 / 11 / 1944 وانتهت 12 / 11 / 1945، وبدأت لجنتها التنفيذية في 29 / 11 / 1944 وانتهت في 14 / 11 / 1945».
ويثبت عبد الماجد أبو حسبو في مذكراته ص 94 «ان جمعية ابي روف كانت محصورة بين المثقفين وهناك من وصفهم بأنهم ارستقراطيو فكر فلم يكن نفوذهم الشعبي واسعا وان كان كل عمل فكري من صفهم.. ولقد اثبتت الايام ان الاتحاديين كانوا صمام الامان للحركة السياسية داخل المؤتمر وفي كل المواقف الوطنية الكبيرة مثل اصرارهم ان يكون وفد السودان 1946 ممثلا لكل وجهات النظر الاتحادية والاستقلالية وقد كانوا اول الدعاة للقومية العربية والوحدة الافريقية. وكان الاستاذ عبد الماجد ابو حسبو، قد انضم اليهم عند عودته من مصر 1949 واصبح عضوا في اللجنة التنفيذية.. ومن اسباب ذلك قناعته بنزاهتهم.
«4»
للاتحاديين من اولاد ابي روف، اثر ونفوذ على حركة تطور السياسة السودانية سواء من خلال افكارهم الاساسية او ما اقتضته ظروف الصراع، من مناورات ومتغيرات وقد رأيت انه من الاوفق والاحسن متابعة ذلك التأثير والنفوذ من خلال استعراض انتخابات مؤتمر الخريجين خلال الفترة من 1939 1947، ومن واقع محاضر الاجتماعات والوقائع التي اثبتها السفر الذي اعده الدكتور المعتصم احمد الحاج، فقد لاحظت رغم، شدة الصراع والمناورات، ان كثيرا من افكار الابروفيين شكلت المحرك الاساسي لقوى الدفع السياسي، ويبدو ذلك واضحا من خلال عضوية الابروفيين سواء في الاجتماع العام الذي يعقد كل عام وينتخب الهيئة الستينية 60 عضوا التي تتولى بدورها انتخاب اللجنة التنفيذية «15 عضوا».
مؤتمر هيئة المؤتمر الستينية الاولى «1357ه 1939م»
وفيه من الابروفيين اسماعيل العتباني، ابراهيم عثمان اسحاق، عبد الله ميرغني، محمود مصطفى الطاهر البدوي الريح، حسن زيادة، محمد عامر بشير «فوراوي»، يوسف المأمون، وكان عدد الابروفيين في اللجنة التنفيذية واحدا فقط هو عبد الله ميرغني اما في الاحتياطي فكانوا خضر حمد، اسماعيل عثمان صالح، محمود الفكي، وقد توزع الابروفيون خلال هذه الدورة في عدد من اللجان ا لفرعية ذات الاثر: لجنة التعليم «الهادي ابو بكر البدوي الريح»، لجنة الاجتماع «محمد عامر بشير» لجنة الموظفين «حسن زيادة، محمود الفكي، اسماعيل عثمان صالح» لجنة العمال والعمل «محمود مصطفى الطاهر عبد الله ميرغني» وفي هذه الدورة امن الاجتماع العام على استدعاء اسماعيل العتباني بأن يتبنى المؤتمر انشاء مدارس اولية في كل السودان.
الدورة الثالثة 22 / 1 / 0491 - 7 / 1 / 1491م
كان من بين اعضاء الاجتماع العام من الابروفيين: عبد الله ميرغني، خضر حمد، ابراهيم يوسف سليمان، محمود الفكي، محمد عامر بشير «فوراوي»، حسن زيادة، الشيخ عمر اسحاق، اسماعيل عثمان صالح، البدوي الريح، محمود مصطفى الطاهر، عبد الرازق العتباني، اسماعيل العتباني، ابراهيم عثمان اسحاق.
اما الهيئة السيتينة لهذه الدورة فقد ضمت من الابروفيين عبد الله ميرغني، خضر حمد، محمد عامر بشير، حسن زيادة، الشيخ عمر اسحاق، اسماعيل عثمان صالح، ابراهيم عثمان اسحاق، ميرغني عثمان صالح.
وضمت اللجنة التنفيذية كلا من عبد الله ميرغني، خضر حمد، ابراهيم يوسف سليمان وشمل الاحتياطي كلا من البدوي الريح، محمد عامر بشير واختير لمناصب اللجنة
خضر حمد مساعدا للسكرتير
عبد الله ميرغني امينا للصندوق وابراهيم يوسف سليمان محاسبا.
وعقدت الهيئة السيتينة خلال هذه الدورة 17 اجتماعا واللجنة التنفيذية 73 اجتماعا ومن اهم ملامح تأثير الابروفيين على برنامج هذه الدورة ما يلي:
صياغة المذكرة التي تقرر ارسالها لعلي ماهر باشا رئيس مجلس الوزراء المصري وكان من بين اعضاء لجنة الصياغة كل من عبد الله ميرغني وابراهيم يوسف سليمان.
انشاء مكتبة بمدينة ام درمان.
مشروع تعليم العرب الرحل.
تخفيض المهور وقصر ايام المأتم على ثلاثة ايام.
فتح المدارس الليلية لمحاربة الامية.
«راجع د. المعتصم احمد الحاج محاضر المؤتمر ص 19 20»
٭ الدورة الرابعة «9 يناير 1941 - 27/12/1941 وكان عدد الحضور 473 عضوا.
انتخب الاجتماع العام الهيئة الستينية وكان من الابروفيين خضر حمد، عبدالرازق العتباني، البدوي الريح، عبد الله ميرغني، ابراهيم يوسف سليمان، محمود الفكي، ميرغني عثمان صالح، محمد عامر بشير «فوراوي»، يوسف المأمون، محمد محجوب لقمان، وعقدت هذه الهيئة 11 اجتماعا في الفترة ما بين 10/1/1941 الى 23/12/1941م.
اما اللجنة التنفيذية وعددها 15 كان من بين اعضائها من الابروفيين ابراهيم عثمان اسحاق، اسماعيل عثمان صالح، البدوي الريح، «يلاحظ تقلص عدد الابروفيين، بسبب الصراع داخل هيئة المؤتمر» اما الاحتياطي من الابروفيين فقد كانوا ابراهيم يوسف سليمان، عبد الله ميرغني، وخضر حمد، وعقدت اللجنة 53 اجتماعا في الفترة من 1/1/1942 27/12/1941 وكان من اهم اعمالها
لجنة جريدة المؤتمر وتحريرها والتي أسسها وشكل عضويتها عبد الله ميرغني وابراهيم يوسف سليمان، وخضر حمد، ومحمد عمار بشير «فوراوي». وادار الجريدة كل من محمود مصطفى الطاهر وميرغني عثمان صالح، بمعنى آخر تولى اولاد ابي روف التحريك الفكري لهيئة المؤتمر.
الموافقة على ان يكون رأس السنة الهجرية يوما للتعليم في كل بقاع السودان.
وضع نواة لمكتبة السودان.
تشجيع صناعة الدمور والاشغال الجلدية «وهي بالضرورة من افكار عبد الله ميرغني راجع د. المعتصم المرجع السابق ص 170 190»
٭ الدورة الخامسة 29/12/1941 18/12/1942، وعدد حضور الاجتماع العام 464 كان اعضاء الهيئة الستينية من الابروفيين كل من اسماعيل العتباني، خضر حمد، عبد الله ميرغني، اسماعيل عثمان صالح، ابراهيم يوسف سليمان، يوسف المأمون، محمود الفكي، حسن زيادة، عبد الله وشي، محمود مصطفى الطاهر، ميرغني عثمان صالح، محمد محجوب لقمان وكان البدوي الريح من احتياطي الهيئة.
اسفرت انتخابات الهيئة الستينية للجنة التنفيذية بهذه الدورة عن عقد 84 اجتماعا في الفترة من 21/12/1941 18/12/1942 وكان من بين عضويتها من الابروفيين اسماعيل العتباني، خضر حمد، عبد الله ميرغني، ابراهيم يوسف سليمان، وكان من الاحتياطي محمود الفكي.
تميزت اعمال هذه الدورة ب
المذكرة التي رفعها المؤتمر الى الحاكم العام وكان لها اثرها البالغ في تطور دور المؤتمر وكان رئيس هذه الدورة هو المهندس ابراهيم حمد «بتاريخ 3/2/1942» وقد انقسم الخريجون بعدها بين مؤيد رأى الانجليز وبين رافض له. « تراجع التفاصيل بشير محمد سعيد خبايا واسرار ص 159»
النظر في المناهج الدراسية
الاحتفال بيوم القرية
مسألة الجنسية السودانية «لاحظ مدى النظر الثاقب»
تبني اهم برنامجين ذوي ثقل
ان تكون مسألة الوحدة العربية موضع اهتمام المؤتمر
دفع جهود المؤتمر الى الوحدة الداخلية، باهتمام خاص بمسألة الجنوب
الدعوة للنظام الاتحادي «والمقصود الاتحاد مع مصر».
رأى المؤتمر في جلسة 23/10/1942 «ان يعمل على تحقيق مطالبته بكل الوسائل الممكنة في داخل السودان وخارجه» بعد ان عجزت الحكومة عن فهم عدالة مطالبته، انظر ص 191 334 من د. المعتصم احمد الحاج المحاضر.
٭ الدورة السادسة (19/12/1942 8/12/1943 بحضور 1224 عضوا واوراق انتخاب 1187)
٭ انتخب الاجتماع العام الهيئة الستينية وكان من الابروفيين فيها خضر حمد، اسماعيل العتباني، محمد عامر بشير، ابراهيم عثمان اسحاق، عبد الله ميرغني، ميرغني عثمان صالح، حسن عثمان اسحاق، عبد الرحيم وشي، محمد محجوب لقمان، محمود الفكي، وكان من الاحتياطي من ابي روف حسن زيادة، ومحمود مصطفى الطاهر، وقد عقدت هذه الهيئة 15 اجتماعا في الفترة من 20/12/1942 الى 6/12/1943
٭ انتخبت الهيئة التنفيذية على النحو التالي «15» عضوا من بينهم من الابروفيين اسماعيل عثمان صالح «وكانت اشارة واضحة للصراع المحموم بين قوى الاشقاء والتيارات الاخرى» وقد عقدت هذه اللجنة 79 اجتماعا في الفترة من 21/12/1943 6/12/1943.
ويلاحظ ان هذه الدورة قد اقرت في اجتماعها رقم 72 بتاريخ الثلاثاء 22/11/1943 عضوية موسى السيد الحواتي من ابناء ابي روف التاجر بسوق ام درمان «المحاضر ص 437» وكان من اهم انجازات هذه الدورة
اعتبار عضو الهيئة الستينية الذي يشترك في المجلس الاستشاري لشمال السودان منفصلا عن الهيئة.
تشكيل لجان الاصلاح الاجتماعي والاقتصادي والعلمي.
تولي تفسير المذكرة
«راجع د. معتصم احمد الحاج المحاضر ص 340 451»
٭ الدورة السابعة «9/12/1943 22/11/1944»
وجاءت هذه الدورة باسماعيل الازهري رئيسا، فاستقال من تبقى من المعتدلين من اللجنة التنفيذية واتجهت قيادة المؤتمر شمالا للقاهرة في الوقت الذي اصدرت فيه حكومة السودان 1943 قانون المجلس الاستشاري لشمال السودان ورفضه المؤتمر لحصر العضوية فيه على الشمال دون الجنوب.
عدد الحضور 963، و908 ورقة انتخابية، وانتهت النتيجة الى اختيار الهيئة الستينية وكان من بينها من الابروفيين اسماعيل عثمان صالح، اسماعيل العتباني، محمد عامر بشير، خضر حمد، يوف المأمون، ابراهيم عثمان اسحاق، عبد الله ميرغني، حسن عثمان اسحاق، محمود مصطفى الطاهر، يوسف الريح، وكان من بين الاحتياطي يوسف الريح، محمد محجوب لقمان، محمود الفكي، عبد الرحيم وشي، وقد عقدت 10 اجتماعات في الفترة من 10/12/1943 - 24/11/1944م
اما اللجنة التنفيذية «15» عوضا فقد عقدت 42 اجتماعا في 11/12/1943 الى 22/11/1944 وكان من بين عضويتها من الابروفيين اسماعيل عثمن صالح واسماعيل العتباني مساعدا للسكرتير وعبد الله ميرغني امينا للصندوق «لاحظ ثقل دور الابروفيين، رغم قلة عددهم بالمقارنة للتيارات الاخرى، وكان في احتياطي الاعضاء في تلك اللجنة من الابروفيين يوسف الريح، حسن عثمان اسحاق، محمد عامر بشير «فوراوي»، خضر حمد، وكان من اهم الموضوعات التي تناولتها هذه الدورة
نشر مذكرة المؤتمر للحاكم العام عن المجلس الاستشاري في جريدة المؤتمر
مشروع انشاء فكرة بيت السودان في القاهرة
لجان الاصلاح الاقتصادي والثقافي والاجتماعي
وضع تفسيرات ومذكرات لمسائل الجنوب، الجنسية السودانية، مشروع الجزيرة
د. المعتصم احمد الحاج المحاضر ص 452 الى ص 515
ونواصل ان شاء الله في الاسبوع القادم، دراسة وتسليط الضوء على محور التطور السياسي لحركة أولاد أبي روف السياسية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.