الأمن القومي لأية دولة فهو دفاع ورقابة ضد الاخطار الخارجية، مثل وقوع الدولة تحت سيطرة دولة اخرى او معسكر اجنبي، او اقتطاع جزء من حدودها، او التدخل في شؤونها الداخلية لتحقق دولة خارجية مصالحها.. وفي حالة الحرب هي التي تحدد اعضاء التحالف المشترك في الحرب بقصد تحقيق الهدف السياسي للحرب، وهي التي تخطط للسلم الذى يعقب الحرب. د. عبد الوهاب المسيري : موسوعة اليهود واليهودية «دار الشروق القاهرة 2004م». وأن مرتكزات الغايات والاهداف لحماية أمن الدولة: 1/ الأمن: ويشمل أمن الوطن وامن المواطن أى أمن الدولة، 2/ الرفاهية: وتحقق بتحقق الامن والحرية والكفاية الانتاجية والعدالة الاجتماعية، 3/ الحفاظ على الذات والادارة القومية: وهذه تتصل بالقدرة على إدارة حوار الارادات مع الاطراف الخارجية باستخدام كافة وسائل الصراع، وصولا الى استخدام القوات المسلحة لتحقيق الارادة والحفاظ على الذات. فريق م. دكتور عمر محمد الطيب، ورقة لجامعة امدرمان الاسلامية 2/3/2005م. ولا يمكن لأية دولة بمفردها او امكانياتها أن تحقق الامن القومي. لذلك يجب التنسيق مع الآخرين وهذا اساس التكامل. ولا شك ان هناك علاقات سياسية واقتصادية وعسكرية وأمنية لاسرائيل مع دول حوض النيل ودول البحر الاحمر «إثيوبيا، إريتريا، كينيا، يوغندا» وهي موجودة في البحر الاحمر. وهي ذات موقع قريب من بورتسودان. ومن الهجومين الاخيرين على السودان منطقة بورتسودان يتضح أنه لا توجد استعدادات عسكرية وأمنية لكشف العدو او لردعه. ولقد توالت الضربات على السودان ولا رادع .. 1/ ضربة مصنع الشفاء في الخرطوم بحري 22/8/1998م بصاروخ كروز امريكي. 2/ في بداية عام 2009م قصف سلاح الجو الاسرائيلي قافلة سيارات قالت مصادر مقربة من اسرائيل انها كانت محملة باسلحة لقطاع غزة. 3/ في أبريل 2011 قصف الطيران الاسرائيلي سيارة تسير بطريق بورتسودانالخرطوم على بعد 15 كيلومتراً من مطار بورتسودان على ساحل البحر الاحمر، تسببت في مقتل سودانيين كانا على متنها .. ونفت حركة حماس حينها مزاعم اسرائيلية بمقتل القيادي فيها عبد اللطيف الاشقر المتهم من اسرائيل بتهريب السلاح لقطاع غزة. إن ضعف يد الخرطوم في ظل التعقيدات الداخلية والاقليمية والدولية، وصمت الدول العربية التي هي مشغولة الآن بالثورات الشعبية ضد رؤسائها من أجل التغيير نحو الديمقراطية الحقيقية.. تونس، مصر، اليمن، الاردن، ليبيا، سوريا الخ .... وان ازدياد النفوذ الاسرائيلي في الشرق الافريقي ومنطقة البحر الاحمر، كلها عوامل تشجع اسرائيل على التمادي دون خطوط حمراء ودون ردع. ولا شك أن السودان مع القضية الفلسطينية منذ الاستقلال، وكل الحكومات في الفترة الديمقراطية والفترات الانتقالية والفترات العسكرية، بل وقبل الاستقلال عام 1948م. وقاد الكتيبة السودانية شوقي الاسد وحارب مع عبد الناصر في الفالوجا وحتى الآن هي معركة حضارية، وهذا قدرنا وهذا ايماننا نخوضها ضد الصهيونية اليهودية «إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ» سورة الممتحنة الآية «9». ما العمل؟ بما أن الساحل السوداني الشرقي طوله «750» كيلومتراً تقريباً، ويحتاج لامكانات دفاع جوي على طوله، فهناك بعض المؤشرات للعلاج: 1/ مراجعة الوجود الأجنبي بالشرق خاصة بورتسودان وكسلا وسواكن. 2/ مراجعة أسماء السودانيين الذين ذهبوا الى اسرائيل عبر مصر، بغض النظر عن الجهة التي جاءوا منها من السودان، بالتعاون مع وزارتي الداخلية والخارجية المصرية. 3/ تتبع هذه الأسماء إلى أية جهة سافروا.. الى السودان الى الدول العربية او الى اوربا، وكذلك الذين مازالوا في اسرائيل «اسماؤهم واعدادهم». 4/ العمل على تحديث المطارات والقوات البحرية السودانية وتزويدها بالمعدات العسكرية الحديثة، بالإضافة لتحديث القوات المسلحة السودانية المسؤولة عن حماية تراب الوطن بالشرق. 5/ دعم الجهات الأمنية بالشرق بكل المعدات المساعدة، لكشف عمليات التهريب المتعددة الأوجه: تهريب البشر، المخدرات، السلاح، المواد الغذائية «ذرة، سمسم، سكر» الملابس والادوية والتبرعات والعطور والخمور والموبايلات الذهب والمجوهرات والعملات الاجنبية. 6/ وإذا أردنا مساعدة الفلسطينيين ماديا يجب أن يكون ذلك بدبلوماسية وحذر ولعب بلوتيكا جيدة. أ/ فلا يمكن أن يتبرع السودان للحركات الفلسطينية بمبلغ «20» مليون دولار علناً.. أعطوهم لكن تحت الطاولة، لأن هناك في شرق السودان وغربه ووسطه وشماله من يقول نحن أحوج. ب/ ولا يمكن أن نساعد في تهريب السلاح وان يكون ذلك غير مؤمن .. فالمال غير المحروز عرضة للسرقة ولا يمكن أن اضرب الآخرين بالحجر وبيتي من زجاج !! اعقلها وتوكل .. ج/ إن تخصيص جزء كبير جدا من الموازنة للدفاع والامن لم تظهر نتائجه في بورتسودان وغيرها.. ذلك لعدم وجود المساءلة !! فلا بد من المساءلة عن التقصير في التجهيزات في «الهجوم على امدرمان الهجوم على مصنع الشفاء ببحري والهجوم علي شرق السودان». د/ نواب البرلمان من شرق السودان، أعلنوا في تصريحات لهم عدم اقتناعهم بإجابة وزير الدفاع، ووصفوها بغير الشافية والكافية، وطالبوا بتوضيح اكثر حول الاجراءات الاحترازية «السوداني 13/4/2011 م». ه/ يقال إن اسرائيل تستغل مناطق زراعية تابعة لولاية القضارف ومحتلة من إثيوبيا، وتقوم بزراعتها بعباد الشمس وغيرها من المحاصيل إن اسرائيل تستهدف شرق السودان. و/ لا بد من إعادة اتفاقية الدفاع المشترك بين السودان ومصر التي ألغيت تحت ظروف صعبة، ونحمد الله أن هناك تقارباً كبيراً بين ثورة 25/1/2011م وحكومة الخرطوم الحريات الأربع والزيارات المتبادلة. ز/ كذلك تفعيل اتفاقية 1974م بين السعودية والسودان الخاصة باستغلال ثروات البحر الاحمر وتوسيعها الى اتفاقية دفاع مشترك بين السودان والسعودية لحماية شواطئ البحر الأحمر.. كل ذلك من أجل حماية الاراضي السودانية والسعودية والمصرية من ألاعيب واستهتار الدولة العبرية. ختاما لا بد من تمتين الجبهة الداخلية من خلال صيغة تشرك الجميع في شأن الحكم والادارة، وحتي يشعر كل فرد بأنه ممثل في أجهزة الدولة، وأن الأمر أمر حماية الدولة السودانية حتى لا تتفتت. ٭ باحث علوم سياسية