حديثا ظهر لنا في الصحف السيارة ان وزارة العلوم والتكنلوجيا بدأت تدعم بحوث الديزل الحيوى Biodiesel) ) وتصرف عليه صرف من لا يخشى الفقر، علما بأن البحوث في ذلك المجال لم تبلغ مرحلة النشر الموسع وخاصة في الماكينات والاجهزة التي يمكن ان تستخدم الزيوت المستخلصة من حبوب النباتات غير القابلة للاكل- فليست هناك منظومة متكاملة يرجى منها المساهمة العاجلة في سد فجوة فقدان مصدر البترول، كما ان الوزارة ممثلة في مدينة افريقيا التكنلوجية تسعى للتوسع في انتاج الايثانول من العنكوليب بمشروع الجزيرة لكن العنكوليب سوف يكون على حساب مساحة الذرة ( ( sorghumوبالتالي علي حساب الامن الغذائي الذى نسعى بكل امكانياتنا لتحقيقه كأولوية قصوى قبل انتاج الايثانول كطاقة. عليه يصبح اى اتفاق او عمل لتنفيذ تلك الفكرة يأتى بمردود سالب على المستوى القومي ويكون تنفيذه لاغراض ومصالح اخرى لاغير. ارى انه لو بالفعل تريد الدولة مصدر طاقة يساهم في تنمية الريف والمناطق الزراعية النائية ان يكون التركيز على انتاج الايثانول بكميات تجارية من البامبى ( (sweet potatoes والبنجر (Beat root) لسهولة التعامل في التخطيط والادارة لوحدات متكاملة ومساحات زراعية اقل بكثير من تلك التي يحتاج لها العنكوليب لانتاج نفس الكمية من الايثانول - بجانب ان المنظومة ستنتج بجانب الايثانول بايوغاز من مخلفات اجهزة التقطير ويمكن استخدامه لانتاج البخار بالغلايات وانتاج كهرباء تكفي كل احتياجات المنظومة(احتياجات التصنيع والسكن للعاملين) بجانب السماد العضوي من وحدات البيوغاز وكذلك اعلاف من مخلفات البامبي والبنجر. المنظومة المقترحة صديقة للبيئة وليس لها اية مخلفات ضارة وقد سبقتنا الصين في قيام مصنع كامل ومتكامل بمدينة شنغهاى منذ السبعينيات من القرن الماضي ويمكن ان نبدأ فورا في التخطيط لقيام مثل هذه المنظومة في اية رقعة زراعية-بالجزيرة او الولايات الشمالية أو الشرقية أو الغربية حسب المدخلات، ويتطلب ذلك تكوين لجان بحوث علمية في مجال الزراعة والتقنية الحيوية لاختيار عينات البامبى والبنجر ذات نسبة السكر العالية نسبيا والمناطق المناسبة لزراعتها وتوفرها على مدار السنة. وفى مجال الطاقة البدء فورا في الاستفادة من الخبرات المتراكمة عالميا في مجال انتاج الايثانول والماكينات واجهزة الاستخدام المختلفة،والاستفادة من الايثانول المنتج محليا في توطين الاستخدامات المختلفة للايثانول كمصدر طاقة حرارية أو لانتاج الكهرباء بماكينات الاحتراق الداخلي بنسب مئوية مقبولة أو استيراد ماكينات وأجهزة تعمل 100% بالايثانول، ونسعى من أجل توطينها بتصنيعها محليا بالتعاون مع الدول التي سبقتنا كالبرازيل. مستقبلا يجب أن نوقف انتاج الايثانول من المولاس بمصانع السكر المحتلفة وتصدير المولاس كخام ولو بسعر تكلفة ترحيله للميناء لان كفاءة انتاج الايثانول من المولاص بسيطة جدا لا تصل الى 15%، كما أن المخلفات مضرة بالبيئة ويصعب تفادي مخاطرها على المدى الطويل بالنسبة للتربة مهما تم من تحوطات. عليه أطالب الدولة بأن تهتم بالنهج العلمي والتخطيط الاستراتيجي في هذا المنحى، والحمد لله هنالك علماء كثر متخصصون، وهذا ما أردته من اصلاح، وعلى الله قصد السبيل. ٭ مدير معهد أبحاث الطاقة