رحل في لندن يوم التاسع والعشرين من أبريل الماضي القائد الإريتري الكبير عبد الله إدريس محمد، الرئيس السابق لجبهة التحرير الإريترية وقائد جيش التحرير الإريتري أبان أكثر سنوات الكفاح المسلح من أجل استقلال إريتريا تحدياً. ولد عبد الله إدريس محمد في الثامن عشر من مارس 1944 في قرية ( قرابيت) بمنطقة شلاب بمحافظ أغردات في إريتريا والتحق بجبهة التحرير الإريترية في أكتوبر 1965 وقد تقلد عدة مواقع قيادية فيها حتى اختير قائداً لجيش التحرير الإريتري في عام 1975. كرس القائد الراحل سنوات عمره من أجل حرية شعبه وعرف بالجسارة في مواجهة العدو وبالعناد في الدفاع عن الحق وبرجاحة العقل في مواجهة التحديات وبنكران الذات والصبر عند الشدائد. وتميز إدريس بكفاءة عسكرية عالية وبقدرات إدارية فريدة تجلت في تطويره القدرة القتالية والتسليحية لجيش التحرير الإريتري. كما تمتع خلال مسيرته الطويلة بمحبة مرؤوسيه الذين كان يهتم بشؤونهم ويرعاهم كأبنائه. عرف القائد الراحل بحنكته السياسية وبعلاقاته الواسعة مع مختلف ألوان الطيف السياسي الإريتري. واستطاع أن يبني علاقات صداقة مع العديد من المسؤولين في السودان والمنطقة العربية أبان قيادته لجيش التحرير الإريتري وخلال الفترة ترأسه لجبهة التحرير الإريترية وقد كرس هذه الصداقات لصالح تطوير قدرات جيش التحرير وفي ترسيخ مسيرة الجبهة وتعزيز النضال من أجل الديمقراطية في إريتريا. وبرحيل عبد الله إدريس، الذي يعده الإريتريون واحداً من أهم قيادتهم التاريخية وأحد أعظم قادتهم العسكريين، تكون صفحة مليئة بأعمال جليلة وبسيرة أسطورية قد أضيفت إلى السجل الإريتري الذي يضم أعظم القادة الإرتريين أمثال عواتي وإدريس محمد أدم وسبي. وسيصل جثمان الراحل الكبير إلى السودان يوم غد الأثنين حيث سيوارى الثرى. ألا رحم الله القائد الفذ عبد الله إدريس محمد وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء.
