انتوا الهلال دة غلب منو ؟ سؤال بدا غريبا ان يتم اطلاقه من احد الذين كانوا يتابعون قناة قوون الفضائية وهي تنقل مباراة الهلال مع الافريقي التونسي ونفس الذي يتساءل الان هو من كان قبل دقائق يصرخ مع كل هجمة هلالية ويتفاعل مع ابناء وطنه برغما من مريخيته الصارخة انتهت المباراة وفاز الهلال وتأهل الي دوري المجموعات محققا انتصارا يحسب للكرة السودانية التي يمثلها اولا قبل ان يحسب له ولكن ما جعل من شجع الهلال يتساءل عن اي الفرق اقصاها الهلال كان له ما يبرره وصاحب الدكان الذي تردد قدرة فوله ومن فوقها الكمشة نغمة «سادومبا سادومبا» وعلم الهلال يزين سارية الدكان لم ير في فوز الهلال سوي رد فعل لبقاء الطرف الاخر للقمة السودانية المريخ علي رصيف الانتظار بعد الوداع الحزين في بداية المشوار والتلهي باكمال مشروع النمرة الكاملة في دوري يفتقد لابسط درجات الامتياز وما بينه والكمال فراسخ واميال وداخل الدكانة الصغيرة تكومت اعداد من الصحف الرياضية لتوضح لماذا بات الناس ينظرون لانتصارات الوطن ونكباته في اطار الاندية وانتماءاتها الضيقة خصوصا في ظل توصيف العلاقة بينهم وكأنها علاقات عداء وليست تنافسا شريفا داخل حدود الوطن الذي يجب ان يعلو ولا يعلي عليه فانتصار الهلال خارجيا يعني هزيمة المريخ وهزيمة المريخ انتصار للهلال امر تتحمل وزره وبشكل اساسي الصحافة الرياضية هكذا بدت الصورة في نقاشات الدكان وبين الجماهير التي تبني فكرتها علي اساس ما تنشره المانشيتات واعمدة الرأي فيها هي المسؤولة الاساسية عما يحدث الان في اروقة كرة القدم بهلالها ومريخها وهو امر يحتاج لاعادة النظر فيها والان بعد ان تجاوز الامر مرحلة اختلاط حابل اللامسؤولية بنابل غياب من يقول يا هؤلاء حسبكم فان مافي البلد من احزان مكفيهوا. نعود لنقول ان الهلال قد انتصر اولا لوطنه وللغبش الميامين من عشاقه وانتصر لارادة هذا السوداني الجميل والنبيل انتصر لشعاره بثلاثيته المدهشة «الله .الوطن .. الهلال » وانتصر لاربعة عشر فريقا يجمعها ميدان التنافس الداخلي في الدوري السوداني، انتصر لصدارة المريخ وانتصر لاهلي شندي الذي هزمه ليهزم هو افريقي تونس وانتصر لنسور الخرطوم وانتصر لانتصار الخرطوم علي المغربي الفاسي عصرا برغم الوداع الحزين ،انتصر لاتحاد كرة القدم السوداني الذي سيكون له ما يمثله في بطولات الكاف بعد ان تساقط الاخرون وانتصر لاولئك المغتربين عن ارض الوطن ومن يدفعون قيمة الاشتراك في قنوات الجزيرة الرياضية فهم سيدفعون من اجل مشاهدة هلال السودان انتصر لادارته وانتصر علي من يحاولون اعادة بذرة الخلاف قبل ان يعيدهم سيدا ورفاقه لساحة الهلال التي تسع الجميع ولا تضيق باحد الا من ابي ومن يأبى ان يكون جزءا من اناس لسان حالهم يقول من غيرنا يعطي لهذا الشعب معني ان يعيش لينتصر لكل هؤلاء وغيرهم انتصر الهلال. اخر النقاط انتصر الهلال في جولة وتبقت المعركة الفاصلة بطريقها الطويل من اجل ان تنتصر افريقيا وتجعل الهلال فارسا لها وهو امر يتطلب ايقاف الاحتفالات الان والانتقال للعمل الجاد. الزين عثمان