تكسير الثلج و بالعامية تلج و تبريد الشخص .. و كسر له تلجه ... مصطلح شعبي شبابي معاصر و أول ظهور له على ما اعتقد كمصطلح عام.. كان قبل عشرة أعوام .. ثم أصبح ثقافة اجتماعية و الكسارون بعضهم هواة و بعضهم محترفون و بعضهم أتت به الظروف .. و لكن الشيء المؤكد كلهم حارقو بخور و بائعو معسول الكلام .. و كسار الثلج يعرف بأنه لماح و ذكى و لا يعرف الحياء طالما لديه مصلحة و كذلك يعرف كيف يدخل إلى ضحيته كالمرض يعرف مكمن الضعف في النفس و يدخل على ضحيته و يمص باسم ضحيته الخيرات و الدم .. حتى أذا نضبت وجفت ضحيته تحول إلى غيرها .. و أنها مهنة جيده إذا انصرف منك الحياء و انعدم الضمير .. و كسارو الثلج يجتمعون في مجموعات متباغضة متنافرة .. و على قدر مخالبك في التكسير تقدر قوتك .. و تصبح قائدا عظيما للكسارين و المنبطحين .. و إذا وقع احدهم نهشوه فالمسألة هي كيف يخطف الأضواء و الإحلال.. أي يحل محله من هو أقوى .. و تجمعهم المصالح حينا و تفرقهم أيضا المصالح أحيانا .. و كان في الماضي أمثال هؤلاء المنافقين.. المجتمع ينبذهم و يسخر منهم ويضحك عليهم .. و على ما اعتقد أو أظن انه حصل تغير نوعي في المجتمع .. فصار مثل هؤلاء قدوة لبعضهم و انتشر الوباء .. خصوصا بعد أن ارتفع قدرهم المادي و انخفض رصيدهم الأخلاقي .. و أعراض مكسري الثلج هي انتفاخ و نفخة كذابة عليك أو على أي شخص ليس لديهم عنده مصلحة او أي شخص غير مهم .. أما في حضرة الشخصيات المهمة فإنهم مبتسمون ضاحكون و دمهم خفيف و أصحاب حكمة ونكتة و جاهزون للدفاع و الفداء حتى تحسب انك فى معركة من معارك الفتوحات الإسلامية و ممثلون بارعون في الضحك و البكاء حسب الحاجة و الموقف.. و كله باللسان و الكلام طبعا .. طالما هم عند حضرة المسؤول .. بعضهم صغير يكسر لأي شخص و بعضهم كبير أصحاب مكنات كبيرة لا يكسرون إلا للكبار جدا و هو قطار من الأصغر يكسر للأعلى منه و الأعلى للأعلى منه و هكذا.. و فى الشدائد و المصائب ينسلون كما تنسل الشعرة من العجين او كما تنسل الروح من الجسد.. هذا ما كان من أمر التكسير و كسر الثلج .. حسب بعض الصحف التى اوردت فى اخبارها .. في بعض المؤسسات التى حدثت فيها تنقلات فى اعلى الهرم الاداري .. و بعد أن تم نقل المسؤول الأول واحضار مسؤول جديد و قبل ان يعطيهم ظهره ذهبوا إلى المدير الجديد و في منزله و يحملون الذبائح و الخراف .. أي والله (و هذه الحليفة على ما قرأته فى الصحيفة) فى منزله و طبعا تكسير الثلج صار فى هذا الزمن شيئا عاديا.. عاديا جدا .. و بعد ان هللوا و كبروا و ذبحوا .. امام منزل المسؤول الجديد و عملوا جلبه كجلبة الهنود الحمر .. حتى خرج الجيران و أصحاب الدكاكين .. ثم حضر المسؤول مغتاظا و صرفهم .. و لعلى قد اندهشت من تصرف المسؤول و لعل تصرفه اعجبنى او حيرنى .. فالشيء العادي كعادة أي مسؤول ان يحتضن مثل هؤلاء .. و لكن غير العادى ان يلفظهم و يزجرهم .. و على ما يبدو أو أننا نظن انه من طراز مختلف .. و لم يعطهم المسؤول القديم ظهره حتى انصرفوا مهرولين إلى الجديد في لعبة لحفظ مكتسباتهم الزائلة مهما طال الزمن .. لان الجميع يعلم ان آفة المسؤولين هؤلاء المتملقون وكسارو الثلج ..و أذا لم تستح فأصنع ما شئت .. و بالرغم من ان هذه الأشياء معلومة و معروفة و قد اضرت بزعماء كبار و ليس مبارك او القذافي ببعيد... هؤلاء يبجلون أعمال المسؤول و حتى لو اخطأ خطأً فادحاً فإن التبريرات موجودة .. وهؤلاء المكسرون عظّموا المسؤولين لدرجة ان أي مسؤول عندما يسلم عليك و كإنه عبقري زمانه و ان الارض لم تجد بمثله.. و انه و انه..