لأننا شعب موغل في التنوع، والمفردة، والموروث والعادات والتقاليد... قل أن تجد بصمة تماثل تلك التي طبعت على ظهر مسالكنا التي نسلُك... وهذا لا يعني أن جميع الطرق تؤدي إلى جنان الخلد، فبعض ما نسلك يقودنا للاتجاه المعاكس، ومنه «خم الرماد» الذي لا أعرف له تاريخًا أو أصلاً، وهل هو غارق في القدم ومتوارث كابرًا عن كابر؟ أم أنه مصطلح حديث المولد و ذو صلة بالعولمة؟ وهل جاء ارتباطه باللفظ ارتباطاً وثيقاً؟ أي «خم رماد بحق وحقيقة»... أم أن المقصود شيء آخر؟! من خلال البحث، أُقر بفشلي في تحديد المولد والنشأة لمصطلح «خم الرماد»، أما المعاني فلم تكن غير اجتهادات قد تخطئ وقد تصيب، حيث ذهب البعض إلى مكونات المصطلح، وقالوا إنها تعني فعلاً ذاك «الرماد» الذي تعمد النساء إلى «خمه» بعد إنزال «الحِلل» من النار معلنات بذلك رفع «الفُراش» أو انتهاء مراسم مناسبة اجتماعية ما، ومن ذهب بهذا القول يرجح سريان المصطلح على سائر الظروف الشبيهة ومنها ما يتعلق بليلة تحري هلال شهر رمضان وما يسبقها من أفعال يجب الكفّ عن فعلها خلال الشهر الكريم... ومن الناس من أرجع قصد المصطلح إلى «خم» فقط معتبرين أن «الرماد» كناية عن ما خفّ حمله وغلا ثمنه، وجوزوا بذلك ممارسات بالغة الخطر، ما يبرر الإتيان بها هو الانقطاع عن تلك الممارسات بعد «الخم» مباشرةً، ثم تجب التوبة ما قبلها أو كذلك ظنوا!! وهناك من التفاسير ما لم يجد التأييد الذاتي لديّ، لذلك قمت بإسقاطها جميعها مكتفياً بما ذُكر أعلاه، ولكن يبقى السؤال: لماذا هذا «الخم» لل «رماد» قبل حلول شهر رمضان المعظم؟ هذا السؤال متروك للتأمل، إذ سأكتفي بالإشارة فقط إلى أن «الخم» ليس كله من ما يتطلب فعله في الخفاء كتناول الطعام أو الترويح عن النفس بما لا يُغضب الله ويخدش الحياء العام.. ويطيب لي أن أختم حديثي هذا ب «خم» من نوع مختلف لعله جاء مواكباً لتطورات يفرضها جيل «الفيس بوك» ألا وهي «جمعة خم الرماد»!! ولا أدري إن كانت التسمية جاءت متماشية مع توقيت استخدام المصطلح فقط والذي يطلق في العادة على ساعات ما قبل الدخول في الصوم... أم أنها جاءت لتتويج فشل الجُمع التي سبقتها بفشل آخر كبير وأخير... وهل سوف تنطلق «جمعة خم الرماد» بهذه الدلالات من مسجد الأنصار بود نوباوي؟