شب حريق بمسجد كادوقلي العتيق ليلة أمس الأول، قضى على السقف والجدران الداخلية وكافة أجهزة التكييف إلى جانب المصاحف والكتب الدينية، وبينما استبعدت اصوات ان يكون الحادث مدبرا، سارعت هيئة علماء السودان بجنوب كردفان الى اتهام «فئة مأجورة وضالة» بإحراق المسجد. وفضلت الجهات الرسمية بالولاية أن تلوذ بالصمت درءاً للتكهنات التي سرت هناك. وهرعت قوات شرطة الدفاع المدني إلى المسجد الذي يقع وسط المدينة وحاولت إنقاذ ما يمكن إلا أن النيران الكثيفة وألسنة اللهب حالت دون ذلك، حيث ساعد السقف المستعار وفرش المسجد «الموكيت» على إزكاء النيران. وأفاد بعض أفراد شرطة الدفاع المدني (سونا) بأن فترة اشتعال الحريق لم تتعد 45 دقيقة فقط ولكنها كانت كافية لالتهام كل شئ، مرجحين أن يكون السبب فيه التماسا كهربائيا. ووصلت لموقع الحادث فرق من شرطة المباحث والأدلة الجنائية، وفرضت طوقا على موقع الحريق لإجراء التحقيقات ولتحديد الأسباب وراء الحريق. ودعا رئيس مجلس التعايش الديني عبدالرحمن أبوالبشر، المواطنين الى عدم استباق نتائج التحقيق الجنائي واطلاق الاتهامات جزافا، مستبعدا أن يكون الحريق بفعل فاعل. وقال ابوالبشر ان ولاية جنوب كردفان بعيدة كل البعد عن مثل هذه الأعمال التخريبية التي تستهدف المرافق الدينية، مبينا أنه حتى إذا كان الحادث بفعل فاعل فإنه لا يمثل إلا نفسه. وطمأن المواطنين بأن هذا المسجد سيعاد تأهيله بصورة أكثر حداثة وتوسعته لاستيعاب عددا أكبر من المصلين، مشيرا إلى أن هناك خارطة حديثة ومكتملة للمسجد، حان الوقت لتنفيذها. لكن هيئة علماء السودان بجنوب كردفان اتهمت في بيان امس «فئة ضالة ومأجورة» بإحراق مسجد كادوقلي العتيق، ووصفت «الحادث الشنيع» بأنه يتنافى وقيم التسامح الديني والتعايش بين العرب والنوبة في المنطقة، كما انه لا توجد خلافات عقائدية بين الجماعات المسلمة. وقالت الهيئة انها سبق ان حذرت الحكومة على مستوى الولاية والمركز بضرورو حماية المسلمين ومقدساتهم، دون استجابة، وطالبت الشريكين «المؤتمر الوطني والحركة الشعبية» بعدم تعريض المنطقة لمثل هذه الاحداث المضرة بالاستقرار والمحافظة على ارواح وممتلكات المواطنين ودور العبادة، وناشد بيان الهيئة السلطات بالقبض على الجناة واتخاذ الاجراءات اللازمة للحفاظ على الوحدة الوطنية. واشارت الهيئة الى ان والي جنوب كردفان احمد هارون كان قد بادر اخيرا بتأهيل المسجد العتيق وشملت عملية التحديث المكيفات والمراوح والاضاءة ومكبرات الصوت، بجانب السور الخارجي والمفارش ومصلى النساء. وقال رئيس لجنة تأمين الإنتخابات بجنوب كردفان، تاو كنجلا، إن تحريات اللجنة أكدت أن الحريق نتيجة لإلتماس كهربائي. وأكد كنجلا ل(الصحافة) إن لجنة أمن الولاية إستمعت صباح أمس لتقرير عن الحريق الذي إندلع في الثالثة والنصف من فجر أمس من إدارة الشرطة. وقال إن الشرطة أكدت أن عربات الدفاع المدني كسرت أبواب المسجد وشبابيكه التي كانت مغلقة لحظة الحريق للتمكن من الدخول، وذكر أن اللجنة توصلت إلي أن الحريق نتيجة لإلتماس كهربائي جراء تذبذب التيار .