يسهر تلفزيون السودان في الحادية عشرة من مساء اليوم مع حلقة جديدة من برنامج (سحر القوافي) الذي يهدف الى اكتشاف ورعاية المواهب الشعرية الجديدة وتعريف جيل اليوم بالرواد من شعراء السودان وذلك عبر التنافس في مجال الشعر الفصيح والعامي للوصول الى المراكز الاولى وحصد الجوائز القيمة التي تم تخصيصها للفائزين الذين يتم اختيارهم عبر لجنة تحكيم تضم الخبراء في مجال الادب ولغة الضاد هم الدكتور صديق عمر صديق والدكتور فؤاد شيخ الدين والاستاذ محيي الدين الفاتح والاستاذ ازهري محمد علي. وللوقوف على كيفية المشاركة والتنافس واختيار الفائزين في مسابقة سحر القوافي التقينا بعضو لجنة التحكيم الاستاذ محيي الدين الفاتح وكانت هذه حصيلة اللقاء. * متى انطلق سباق القوافي؟ اقامت مؤسسة اروقة للثقافة والعلوم في العام 2008 مهرجان سحر القوافي في نسخته الاولى وكان يستهدف حشد طاقات الشباب الابداعية في مجال الشعر من خلال تقديم نصوص شعرية بالفصيحة والعامية السودانية التي تعرض على لجنة التحكيم فتختار افضل النصوص وسمح المهرجان بظهور مجموعة من الشعراء والشاعرات الجدد استطاعوا ان يصعدوا الى المنابر ويقدموا انتاجهم الشعري عبر اجهزة الاعلام والمنتديات الشعرية وقامت اروقة بطباعة دواوين الفائزين واشرفت على تدشينها ووفرت عائدا اقتصاديا مقدرا للشباب من الجنسين. * ما الهدف من نقل تجربة سحر القوافي الى شاشة التلفزيون ؟ الهدف كسب اكبر قدر من المشاركين والمشاهدين في العاصمة والولايات مع تعريف العالم حولنا بقدرات الشباب الجدد وتعميم فائدة تقديم النقد الجمالي من قبل لجنة التحكيم ما يدعم البعد الارشادى والتوجيهي لكتابة الشعر واتوقع ان تقدم النسخة الثانية نجوما جديدة تحقق مستقبلا مشرقا للشعر في بلادنا ويضيفون باقتدار اشعارا جديدة الى دفتر الشعر السوداني. * هل مازال الشباب في السودان يهتمون بكتابة الشعر ؟ نعم، والبرنامج اكد ذلك فقد تقدم للمشاركة المئات ولولا اغلاق باب التسجيل لتخطوا الالف مع الوضع في الاعتبار ان اعدادا كبيرة من الشعراء لم يتقدموا للمشاركة لاعتبارات خاصة بهم والمشهد الشعري في السودان يتميز بالسعة والكثافة . * وهل هناك مشاركة كبيرة من الجنس اللطيف؟ هناك مشاركة مقدرة من الشاعرات وسنجري قريبا دراسة مقارنة احصائية دقيقة توضح الفرق في عدد الشعراء والشاعرات في العاصمة والولايات ما يعطي قراءة علمية . * هل تتوقع ان تتفوق حواء على آدم في مجال الشعر؟ نعم، وقد اكد ذلك مهرجان سحر القوافي الاول في 2008 حيث ظهرت اصوات نسائية قوية احتلت المراكز الاولى ابرزها الشاعرة نضال حسن الحاج وغيرها من المبدعات واتوقع ان تكون حواء في اول قائمة الفائزين وتتفوق على آدم. * بعضهم يقول ان لجنة التحكيم تجامل بعض الشعراء على حساب الآخرين ما ردك على هذا الاتهام ؟ بعض الشعراء من المشاركين ومن معهم يرون ان نصوصا ضعيفة قد عبرت الى المراحل المتقدمة مقابل نصوص افضل منها وربما يكون ذلك صحيحا الى حد ما لكن السبب في ذلك ليس المجاملة او التحيز فنحن لا نعرف احدا لنجامله ولا نقبل ان يشار الى عملنا واسمائنا بالتحيز كل ما في الامر اننا الآن في مرحلة التصفيات الاولية وعبور نص اضعف من غيره لا يعنى ان له مستقبلا فى المنافسة لانه سيشارك في المرحلة النهائية التي تتميز بالمنافسة الشرسة والقوية وسيسقط النص غير الجيد، واعدت لجنة التحكيم تصورها للتحكيم الدقيق في المرحلة الختامية حيث ستطالب بالنصوص مكتوبة اولا قبل الالقاء لدراستها وفق ضوابط موضوعية مهنية وحينها لا يهم من عبر في المرحلة الاولى او تخلف في الثانية او استبعد في الثالثة وسيتم اختيار ستة فائزين فقط واعطاء ثلاث جوائز في الفصحي وثلاث في العامية . * يقال ايضا ان لجنة التحكيم تقف في صف شعراء الفصيح وتهمل شعراء العامية ؟ غير صحيح مطلقا وخلال المسابقة يجد الذين يكتبون بالفصيح معاناة اكثر من الذين يكتبون بالعامية لان مقاييس الفصيح اقسى واصعب سواء في سلامة اللغة ام اتباع القواعد والبناء علاوة على الارث الكبير في تاريخ الادب العربي في مجال الشعر ولو انك اجريت احصائية لوجدت ان نسبة الذين عبروا بالعامية من عدد المتنافسين بها اكبر من نسبة الذين عبروا بالفصيح من عدد المتنافسين في نفس المجال . * هل تضع لجنة التحكيم في تقييمها ان المسابقة يشارك فيها شعراء محترفون لهم دواوين وشعراء هواة في اول الطريق ؟ تم مبكرا تحديد معايير للمشاركة والتنافس ومن اهم الشروط ان لا يتعدى سن الشاعر 40 عاما لتكون قاصرة على الشباب فقط لكن آلية تحديد السن ليست كافية فقد يشارك احيانا شاعر تخطى الاربعين بقليل، والابداع لم يكن يوما مرتبطا بالسن، والشعر بطبيعته ينحاز لروح الشباب الوثابة التي ترتاد افق التجريب وتتمسك بالمبادرة وتمتلك الجرأة بعكس كبار السن الذين يؤثرون ادب السلامة الذي لا يوصل ولو بعد حول، وهناك من شعراء وشاعرات العشرينيات من يمتلك قدرة فائقة على كتابة الشعر تفوق شعراء الاربعينيات ولنا في التاريخ شواهد كثيرة منها الشعراء الشباب طرفة بن العبد والهمشراوي وابو القاسم الشابي والتجاني يوسف بشير . * بعض الشعراء يكتبون اشعارا جيدة لكن عندما يقفون امام لجنتكم يخافون ولايستطيعون الالقاء الجيد هل يؤثر ذلك على النتيجة؟ الالقاء الشعري كان منافسة قائمة بذاتها في النسخة الاولى من سحر القوافي فى 2008 وفاز به المقتدر اما في هذه الدورة التلفزيونية فلجنتنا لا يهمها طريقة الاداء الشعري فهي ليس لها اثر في تقديم شاعر على الآخر وتهمنا قوة النص الشعري وهناك شعراء يجيدون كتابة النصوص ولا يحسنون الالقاء سمحنا لهم بالعبور للمرحلة القادمة وهناك شعراء قدموا الشعر باقتدار ولكنهم لم يعبروا لان نصوصهم ضعيفة والتاريخ يخبرنا ان الشاعر احمد شوقي كان ضعيفا في قراءة شعره ويكاد لا يفهمه بعكس الشاعر حافظ ابراهيم الذي كان منبريا ولم يمنع ذلك الشاعر احمد شوقي من ان يكون امير شعراء في العصر الحديث. * هل لفت نظرك من المتسابقين من يستطع تمثيل السودان في مسابقات الشعراء الدولية؟ نعم لدينا في السودان شعراء وشاعرات يمكنهم حصد الجوائز الاولى خارجيا وسحر القوافي به مجموعة من الجدد يملكون مقدرات لا مثيل لها وحاول عدد من الشعراء السودانيين بكل السبل السفر الى خارج السودان والمشاركة في المسابقات الدولية منها مسابقة امير الشعراء لكن حالت امكاناتهم المالية دون سفرهم خاصة ان تكاليف المسابقات من سفر وترحيل واعاشة وغيرها عالية جدا ويتحملها المتسابق في المراحل الاولى والشعراء العرب من حولنا تتحمل دولهم كل التكاليف وترعاهم لانهم يشاركون في النهاية باسم اوطانهم وعبر هذا المنبر اناشد الجهات المسؤولة في السودان سواء أكانت حكومية ام شعبية ام مؤسسات المجتمع المدني ام الشركات والافراد من المقتدرين ضرورة دعم شعراء السودان ليتمكنوا من المشاركة في المسابقات الدولية ويرفعوا اسم السودان عاليا كما فعلت اميرة شعراء العرب روضة الحاج التي شاركت باسم السودان بجهدها الشخصي ولم تدعمها اي جهة في السودان.