٭ ما اعرفه هو ان القطار يحمل الناس ولا يحمله الناس، ولكن الايام كفيلة بأن تريك قطاراً او بالاحرى قطرا محمولاً ولا تحمله الا النساء. ٭ يبدو ان القطار المبتكر هو احدى المصائب الجسام التي جاءت مترتبة على جهل نسائنا للحياة الزوجية ومعناها الذي يسمو على الاغراض الدنيئة، فالقطار المحمول هو كارثة حقيقية لا اكثر ولا اقل، وقد ابدع ابليس في اخراجها حيث تبدأ بحسن النوايا وتنتهي بشر العواقب. ً٭ في احد بيوت الافراح اقصد الاحزان وكنت شاهداً جاءت حوالي خمس نسوة يمتطين صهوة عربة بوكس وهن يزغردن ويغنين قائلات: ام العريس جينا ليكي ولم افهم بقية العبارات. سألت احد الحاضرين عن معنى هذه «المسيرة» النسائية في هذا الوقت والساعة تقترب من الحادية عشرة صباحاً؟ فقال لي: ديل اهل العروس جابوا القطر! قلت وما هو القطر؟ قال: فطور تقدمه ام العروسة لام العريس. ٭ لم يعجبني هذا التصرف البذخي الذي لا معنى له اصلاً، ولكني سكت على مضض اذ ليس بمقدوري ان اعمل شيئاً غير ان غناء النساء المتواصل وهن يكررن مقطعاً واحداً دون ان يحاولن النزول من السيارة اثار استفزازي رغم اني كنت الاحظ ان بعض النساء من اهل العريس يحاولن انزالهن دون جدوى. ٭ سألت عن هذه الظاهرة الغريبة ايضاً فقالوا لي: هؤلاء النسوة يردن ان يقوم اهل العريس بإنزالهن من السيارة، فقلت كيف يكون ذلك هل يحملوهن الى الارض حملاً؟ قالوا لا وانما بأن تتبرع نساء اهل العريس بمبلغ مالي محترم، والنساء من اهل العريس الآن يرفضن تقديم اي مبلغ مالي لانهن عندما ذهبن بإفطار ام العريس قالوا لهن: نزلناكم بالعروس والمصحف الشريف». والآن جاءت نساء اهل العروس بفطورهن فقالوا لهن مثلما قد قلن سابقاً «نزلناكم بالعريس والمصحف الشريف» وهن الآن يرفضن هذا العرض الذي هو بضاعتهن قد ردت اليهن. ٭ عندما طال مكوث النساء في السيارة نزلت احداهن ثم تبعتها من تبقين ولكنهن غاضبات جداً ورفضن الحلوى والمياه التي قدمت لهن، ثم رجعن ادراجهن وعلمن فيما بعد انهن قمن بتسميم الجو في بيت اهل العروس مؤكدات ان اهل العريس لا يحترمون الناس. ٭ ألم اقل ان ابليس قد ابدع فتقديم الافطار شيء جيد ولكن السم في الدسم، وما زلنا كل يوم جديد نضيف شيئاً من العادات المتخلفة لتصبح عائقاً ومتراساً امام كل من تحدثه نفسه بزواج العفاف الذي اصبح مجزرة نسائية لا شك فيها ابداً، واصبحت اهم وصية تقال لوزير العريس هي «ما تخلي قروش في جيب العريس وما تخلي النسوان ينفردن بيه»!!.