أضحت قضية العنوسة هاجسا يؤرق الكثيرين خاصة الفتيات بعد ان باءت كثير من المعالجات بالفشل اثر اصطدامها بعادات وتقاليد المجتمع المقرونة بالواقع الاقتصادي العام وهو مادفع بدوره لظهور اشياء جديدة على مستوى الحراك الاجتماعي عبرت عنها «البنات» من خلال اغانيهن الخاصة وهن يرددن أغنيات « لمتين يا اب شره ان شاء الله راجل مره» وغيرها من الاغاني . فهل باتت المهور عثرة في طريق الحياة الزوجية وقبلها المبالغ المالية «قولة الخير» التى تحرج الخاطب وتحبط المخطوبة وتقلق الاهل بعد ان أصبح المجتمع مرهونا بالتباهي والتفاخر فى الفترة الأخيرة، اسئلة حاولنا الاجابة عليها في ظل ارتفاع معدل العنوسة بجانب بعض الاتهامات الموجهة للشباب باللجوء لعقود زواج عرفية تهربا من شروط الزواج . واتهمت سلوى اسماعيل خريجة تربية الرجال بالتسبب فى العنوسة خاصة وأنهم اصبحوا يتخوفون من الفتاة ذات التعليم العالي لانهم لا يريدون ان تكون زوجاتهم أكثر علماً وقدراً منهم، مضيفة ان جمال المرأة بات يفضل غالباً على علمها وشهاداتها العلمية، و اشارت الي ان البعض يربط العنوسة لدى بعض البنات بارتفاع المهور، بحسبان ان الفتيات حاملات الشهادات الرفيعة لا يمكن ان يتزوجن بمهور عادية ومن عريس جاهل، وقالت ابتسام الفكي موظفة ان كثيرين ما زالوا يرون أن قيمة المهر يجب أن تتناسب مع مكانة العائلة وجمال البنت بجانب دخلها المادي، مشيرة الي ان ذلك لا يمت الي المنطق بصلة مضيفة ان الزواج يحتاج الي شجاعة ومن ثم الاقتراب من البنت أولاً ومعرفتها ومشاورتها من قرب بعيداً عن رسم الصورة الذهنية ، فكثير منهن غير متمسكات بهذه المفاهيم ولكن طبيعة الأنثي وحياءها يمنعها ان تبدئ ذلك، وفي الشق الاخر يرى كثير من الشباب ان تأخر سن الزواج يرجع الي الوضع الاقتصادي المتأزم وضيق فرص العمل بجانب ارتفاع تكاليف الزواج في الفترات الأخيرة وظهور عادات مكلفة توازي قيمتها زواجا بسيطا. وقال عبدالله فتح الرحمن أستاذ بمرحلة الأساس ان سن تأخر الزواج ترجع الي عوامل عديدة أولها الوضع الاقتصادي الذي يعاني منه الشباب، بجانب البطالة المتفشية، مشيراً حتي الذين وجدوا حظهم من الوظيفة فان رواتبهم ضعيفة جداً ، وقال «كيف لشاب وصل سن الثلاثين وراتبه لايتعدي 400 جنيه يستطيع ان يوفر تكاليف الزواج من مهر وبيت ونفقات أخري، وعلي الأقل بعد تحوشة وصناديق وصرفات يستطيع ان يجمع بعد عشر سنوات منصرفات الزواج ولكنه يتفاجأ انها لا تساوي شيئاً في ظل طلبات اهل الزوجة».