٭ معلوم أن أي منتخب وطني يمثل سيادة وكيان وشعب دولته بالتالي فهو بمثابة سفارة متنقلة تعكس ثقافة شعب هذه الدولة وتقوي من العلاقات وتصنعها إن لم تكن موجودة وتعيدها إن كانت مقطوعة وعادة ما يحظى أى منتخب باهتمام سفارة دولته فى القطر الذى يزوره ويكون محل متابعة من طاقم السفارة المعنية وهذا هو الوضع الطبيعي والمفترض ونرى أن مهمة المنتخب لا تختلف كثيرا عن مهمة السفارة، ولكن يبدو أن بعض سفرائنا بالخارج لهم فهم آخر، وواضح أن منهم من يعتقد أن الموضوع مجرد (لعب ولهو ليس إلا) مادام أن ألامر مرتبط بكرة القدم. نقول ذلك ونحن نعايش الاهمال وعدم الاعتناء والاعتبار الذي مارسه أعضاء السفارة السودانية بأديس أبابا تجاه بعثة المنتخب الوطني السوداني الموجودة الآن بالعاصمة الاثيوبية. وصل المنتخب إلى هناك ولم يتكرم أي منهم باستقباله بالمطار وأقام في الفندق ولم يأت سوى شخص واحد هو الأخ عبداللطيف فقد حضر وقضى دقائق معدودات ورجع ومن بعده لم يقدم أي منهم نفسه للبعثة مرحبا أو بغرض الاطمئنان الشيء الذى جعلنا نشكك فى وجود سفارة سودانية بأديس أبابا وسألنا هل هى موجودة أم أنها أغلقت وعرفنا أنها حية ترزق ولكن الواضح أنها حية كالميتة. ٭ فرق كبير بين سفارة السودان فى أديس أيام السفير عثمان السيد وبين الوضع اليوم . فقد كان الحاج عثمان سفيرا اجتماعيا وكان دبلوماسيا وشعبيا ووقتها كانت سفارة السودان لها وضعها المتميز وسيرتها وتأثيرها وحضورها، فقد عهدنا فى الطاقم السابق اهتمامهم بالبعثات الرياضية وحرصهم على استقبالها والاهتمام بها وتذليل كافة الصعوبات التى تواجهها وكانوا يخصصون أكثر من سيارة ويفرغون عددا منهم لخدمة البعثة ومساعدتها في أداء مهمتها . أما اليوم فقد تغيرت الأوضاع كليا وأصبح منتخب السودان يتيما في دولة لنا بها سفارة تسمى سفارة جمهورية السودان. ٭ نرفع هذا الأمر لوزير الخارجية وهو ليس بمثابة شكوى بل مجرد (ملاحظة) عن أداء سفارتنا بأديس أبابا وكل ما نرجوه أن يعلموهم الكيفية التى يجب أن يتعاملوا بها مع المنتخب الوطني لبلادهم وبالضرورة أن يفهم الاخوة الدبلوماسيون إن كانوا فى أديس أبابا أو غيرها أن مهمتهم لا تقتصر على استقبال ووداع السياسيين والوفود الرسمية أو منح تأشيرات الدخول للأجانب بل هم مسوولون عن أي سوداني في الدولة المعنية. ٭ عموما ما وجده المنتخب الوطني من اهمال وتهميش من أسرة سفارة السودان بأديس أبابا لا تفسير له إلا التدهور الذى أصاب الدبلوماسية السودانية التي كانت وإلى وقت قريب مضربا للمثل ونموذجا يحتذى به. ٭ فى سطور ٭ تلقت بعثة المنتخب العديد من الدعوات من سودانيين مقيمين بأديس أبابا وزارها عدد كبير من أولاد البلد الموجودين هنا وقدم الاتحاد الاثيوبي استاده الرئيس للمنتخب ليقيم عليه تدريباته وهذا يكفى. ٭ إن لم تمنح السفارة مواطن دولتها الاحساس بوطنه فلا داعى لها. ٭ عليهم أن يفهموا أن يمثلوا السودان أرضا شعبا وليس (حكومة فقط) ٭ أعيدوا الحاج عثمان السيد لسفارة السودان بأثيوبيا حتى يعود لهذه السفارة العريقة بريقها وتأثيرها وقوتها لا سيما وأن أديس أبابا أصبحت مكانا يستجم فيه السودانيون والذين يوجدون بكثرة هنا.