كنت الي وقت قريب اعتقد ان البسطاء الملهمين موجودون في كتب التراث وفي حكايات رواة الادب الشفاهي اثناء وجودي في كوستي في مهمة صحفية سمعت عنه من احد مرافقي وقررت الذهاب الي هناك الي حي ابو شريف مربع 3 ابعد احياء المدينة وفي الطريق كانت ترف في خاطري ابيات الفيتوري دنيا يملكها من لا يملكها اغني اهليها سادتها الفقراء .. وهناك التقيت العم محمد عبدالله ادريس الذي يعمل في عصارته منذ 35 عاما، ويقول محمد عن مهنته تعلمت اسرار صناعة الزيوت في بلدتي قرية الدويحي ( ام سهيلة ) بالنيل الابيض واستجلب بعض السمسم من اسواق محاصيل كوستي وبعضه نقوم بزراعته انا وابنائي في المواسم المطيرة في مساحة تبلغ حوالي 30 فدانال، ومعظم السودانيين يستهلكون زيت السمسم كغذاء وعلاج لبعض الامراض مثل الحميات واعراض الرطوبة والارهاق، ونحن لا نضيف للسمسم المعصور أية اضافات وننتج زيوتا عالية النقاء ونتعامل بصورة دائمة مع زبائن من مختلف الولايات ،خاصة مدينة امدرمان والخرطوم وكوستي ومدني، ومن اشهرهم الامام الصادق المهدى رئيس الوزراء الاسبق والنطاس الشهير د/ حامد النعيم اختصاصى امراض النساء والتوليد وتقول الحاجة زينب الامين ( ربة منزل ) احدى زبائن الحاج حميدة منذ 20 عاما انها تستخدم زيت السمسم كغذاء ودواء خاصة رطوبة المفاصل وتعالج احفادها الصغار به، وبضيف الحاج حميدة من اهم منتجاتنا خلطة ام جقوقه والتى تتكون من السمسم والبلح وقليل من التوابل مثل الكمون والقرفه والجنزبيل وهى وصفة مقوية تمنح الطاقة والحيوية .