جادت لنا الصدفة بلقاء عابر بالشاعر الاستاذ عمر سعد الحسين وهو في طريقه الى الاذاعة السودانية، فاغتنمنا الفرصة التي لم تكن في الحسبان لنتجول في محطاته المتعددة عبر هذا الحوار، فما كان منه الا ان رحب بنا بعبارات تنم عن موقعه في قلوب زملائه ورصفائه وتلاميذه الذي ناله مما يتسم به من أدب وحكمة.. فالى ضابط الحوار: ٭ سألناه عن بداياته كيف كانت ومنذ متى؟ - فأجاب مبتسماً: كانت بدايتي في عام 1971م، حيث كنت في مشروع السوكي الزراعي تفتيش سالمة معتمداً على نفسي، وكانت تلك اول مرة أفارق فيها قريتي وهي قرية قسومة بالجزيرة محلية طيبة الشيخ عبد الباقي حاليا، فقادني الحنين الى خارج التفتيش بأرجلي متجولاً بين الحقول، فاذا بي اجد نفسي اتلفظ بكلمات شوق وحنين لمسقط رأسي قريتي قسومة بعبارات منظومة دونتها على الارض في مكان ما، ووضعت معلما ورجعت الى مقر اقامتي وعدت ومعي دفتر وقلم، فكتبت ما جادت به قريحتي وعرضت ما صغت على أصدقائي فشجعوني فكانت الانطلاقة. ٭ هل هنالك من تتلمذت على يده بعد ان اكتشفت موهبتك؟ - لا لم اتتلمذ على يد اي كائن بل، واعتز بأن استاذي الحقيقي والاول والاخير هو الطبيعة التي تحيط بقريتي من كل جانب، لاسيما وهي تقع في قلب مشروع الجزيرة الاخضر، حيث تلفها الخضرة كعقد من اللؤلؤ الاخضر، وتحميها القنوات بكل الاتجاهات، وهي تتسلح بالمياه الجارية، وعلى جنباتها الاشجار الباسقة. ٭ كم بلغت حصيلتك من القصائد؟ - لا استطيع أن أحصي قصائدي، ولكن على وجه التقريب فاقت الخمسة آلاف قصيدة. ٭ ما نوع الشعر الذي تكتبه وتجد فيه نفسك؟ - أجد نفسي في كل بنات افكاري، ولا أؤمن بالنوعية الواحدة، ولا المدارس في الشعر، فالشاعر الحقيقي يجب ان تكون لديه المقدرة على النظم بكل الاساليب واجادة الكتابة بكل البحور بالعربية والعامية والشعر القومي «الدوبيت». ٭ صنّف لنا أعمالك؟ - اعمالي كثيرة والحمد لله، ومن مميزاتي عدم التركيز على نمط معين او خلق مواضيع بعينها، ولكنني اطلق العنان لحرية ما يجول بخاطري، ولأناملي أن تحرك اليراع حيثما شاء احساسي، فتخرج القصيدة مليئة بالصدق. ٭ حسب علمنا أنت احد رموز الكلمة في النظم تمجيدا للوطن، فهل تحدثنا عن متى وكيف كان اكتشافك حتى تم استيعابك في القوات المسلحة؟ - شكراً على هذا السؤال.. اما اكتشافي للانضمام لمبدعي القوات المسلحة فقد كان في عام 1999م، حيث كان بعض من زملائي العازفين بمركز شباب الربيع آنذاك، منهم الاخ حسام الملقب بالجلك وهو عازف كنقة، ومن المميزين في ضبط الايقاع، وقد كان معجباً جداً بأشعاري مما حدا به الى ان يقدمني للمسؤولين عن الفرقة الموسيقية بادارة المستودعات العامة، وهي سلاح الاسلحة والذخيرة حاليا، فتم له ما اراد والى الآن، حيث شاركت منذ تجنيدي والى آخر مهرجان للابداع العسكري بالعديد من الاعمال التي كانت باعتبارها نصوصاً الأولى دائما، فطفح وطمح مركز الوحدة، حيث تنقل ما بين الاول في اغلب الاحيان والثاني ومرات الثالث في احيان اخرى. ٭ حدثنا عن الموسوعة التي ذاع صيتها بين الاوساط الفنية؟ - الموسوعة بعنوان «قناديل بلادي» وأعني بذلك المصابيح التي انارت دروب الابداع في بلادي، والمعنى الآخر قناديل الغلال التي تغذي الافكار من خلال تغذية الاجسام، وهي قصيدة قوامها «366» «ثلاثمائة ستة وستون بيتا» ذكرت فيها 181 شاعرا «مائة وواحد وثمانون شاعراً» بدءاً بخليل فرح وانتهاءً بشخصي الضعيف في صيغة اعتذار لمن فاتهم الذكر. وقوام هذه القصيدة «37» صفحة تمت اجازتها باعتبارها ديوانا مرتين بالتجديد، ولكنها للأسف الشديد والشديد جدا لم تجد حظها من الطباعة والنشر، ومن هنا اناشد المسؤولين بوزارة الثقافة وعلى رأسهم السيد الوزير السموءل خلف الله التكرم بطبعها بوصفها ديوانا حتى يتسنى للمذكورين منهم الاحياء تملكها وذوي المتوفين منهم ايضا. «اسماعيل حسن»: ٭ ومن قلب الشمال عشقتك من الشايقية اسماعيل ابوه حسن رضالو يجيك وغيرك ما بدورلو بديل برغم طوافو في البلدان بقيتيلو السحاب والنيل سقيتي شتول حروفو أمل بقت للتائه بيان ودليل «ود شوراني»: ٭ ود شوراني عبد الله ملك بيطوع المسدار بيشهد كل حروف النم يهز الفارس المغوار غنا الحاردلو في الدوبيت بحر منساج وموج هدار بيغرق فيهو كم مغروم يرسي التائه المحتار «محمد أبو قطاطي»: محمد أب قطاطي البار وضع للحرف تصريفو وجعل مغنى الاغاني منار حواك يا ام زين بتاليفو وكتب فيك الكتيابي وعليك اجزل بتعريفو وركب زورق بيان اللفظ كان ماهر في تجريفو «أبو آمنة حامد»: أبوك يا آمنة حامد صال وجال متوشح الشوتال وكمان شوتالو خنجر عز قصيد ريان مشبع فال جمال جمَّل ربوع أم در فنون بالرقة فايضة جمال سعيد بيهو الشعر ريان وفي فن الدراما مثال «ود الرضي»: صدق ود الرضي الصادق نطق حرفو الصدوق أقوال وفاحت سمعتو الطيبة وبقت معلم مدى الأجيال مخضب شعرو بالتحنان بطيب بيهو جرحاً سال كأنو بيغني كل الناس يجد سمارو راحة البال