ارتبط اسم الدامر فى الأذهان بالخلاوى ونار القرآن والاولياء الصالحين وضريح المجذوب، وتعتبر مدينة الدامر هي موطن الحضارات وتراث الامج في اعظم جوانب الحياة، وتاريخ الدامر الدينى هو وجدانها المجيد فى وقت يدرك فيه الناس انهم محتاجون لمثل هذا التاريخ. وبالرغم مما احتلته مدينة الدامر من مكانة مرموقة فإن العناية بتاريخها واعادة هذا التاريخ وكتابته امر مهم، وتراث الدامر مازال مطويا لم يطلع عليه الناس، وينتظر من يرفع عنه الغطاء ويزيل النقاب عنه ويجلى نصوصه للناس. ومدينة الدامر من ناحية تاريخية بدأت قبل مئات السنين، وكانت سابقا تعرف ب «درو» وهى منطقة الشعديناب، واول من اشعل نار القرآن فى الدامرالفقيه الحاج عيسى ود قنديل الذي تلقى العلوم فى الحجاز قبل خمسمائة عام، ونشر الثقافة الاسلامية والعلوم الدينية، وخلفه حفيده عبد الله راجل درو، ثم خلفه حمد بن عبد الله المؤسس الحقيقى لمدينة الدامر «دامر حمد»، وأسس المسيد والآن الجامع العتيق، وخلفه الخليفة هاشم السهيلى. ونظام التعليم فى الخلوة تدريس وحفظ القرآن وتدريس العلوم الاسلامية، وموقع الدامر الجغرافى بين نهر النيل ونهرعطبرة، وهى صرة السودان، وتعرف بالأبواب، وسميت المنطقة بدار الأبواب، وبعد ذلك أنشأ عبد الله النقر مدرسة قرآن بالمسجد الكبير بالدامر. وتوقف عمل المسيد لظروف، وبعد فترة استأنفت الخلاوى نشاطها من جديد. خلف حمد بن عبد الله خلافتها عن الخليفة هاشم السهيلى، وخلوة عبد الله النقر خلافتها كانت للشيخ علي زين العابدين بن الشيخ المجذوب، وتعاني الخلاوى أوضاعاً صعبة في ظل غياب الدعم المادى، والاهتمام بها من جانب القائمين على امر الخلاوى.