فكرة جيدة تلك التي استنتها وزارة الثقافية والاعلام في ولاية الخرطوم، وهي مناقشة ما جرى في مهرجان ملتقى النيلين للشعر العربي في دورته الأولى.. وليس هناك ما هو أسوأ من اشاعة روح الرضا عن النفس التي تتوج هاماتنا.. ونسأل عن الأصداء التي خلفها هذا المهرجان في الصحافة العربية، وفي المواقع الالكترونية.. وهل هؤلاء الشعراء الذين جاءوا من الوطن العربي وخارجه هم أولئك الشعراء الاعلام، والسودان عبر مؤسساته الرسمية والاهلية قد استقدم قبل عشرات السنين: نزار قباني/ محمود درويش/ صلاح عبد الصبور/ أحمد عبد المعطي حجازي وغيرهم، واثروا ليالي هذا الوطن بعطائهم الشعري الدفاق.. ان توضيح اغراض المهرجان يسر لنا وللآخرين ان نفهم مجريات الاحداث فإن كان الغرض هو تقديم الشعر السوداني إلى الاخرين، فلا اعتقد اننا وفقنا في ذلك، وان كان الغرض ان نتعرف على الشعر العربي المعاصر والحديث فيبدو اننا اخطأنا العنوان.. أما عن الحلقة الدراسية - أو المنتدى النقدي - فيبدو ان القائمين على أمره لم يشهدوا المنتديات النقدية التي اقامتها تنظيمات اهلية لا تتلقى العون والمدد في دقة تنظيمها، وفي تقديم الاوراق مطبوعة - ويكفي اننا كنا نطالع اسماءنا في الصحف ضمن المشاركين فيها، ولم يكلف أحدهم نفسه بإخطارنا كما حدث مع بعض الشعراء.. وفي مجال القراءات الشعرية فقد اخطرنا شاعر يقيم في ود مدني بأن الدعوة قد وجهت له عصراً ليقرأ في الخرطوم مساءاً!! والأمر يتطلب مراجعة جادة لما نريده من مثل هذه المهرجانات والملتقيات، وإلا فإن نشر دواوين شعرائنا وكتابات نقادنا أجدى وأنفع. تبقى ملاحظة صغيرة هل المشاركون (27) شاعرا فعلاً ؟ وقد لاحظت وجود امجد محمد سعيد وزوجته ضمن القائمة .