* يحتال الحمّالون و»العربجية» على الحصان أو البغل أو الحمار الذي يجر العربة.. بوضع عصا طويلة يضعونها بين أذني الحيوان وتمتد بطولها أمامه ويثبتون مؤخرها على عنقه ويضعون في نهايتها جزرة كاملة بأوراقها الخضراء ودرنتها البرتقالية» تتراءى أمام عيني الحيوان فيجتهد للحاق بها طوال يومه ولا هو يدركها بالطبع ولا ييأس من الحصول عليها.. ولكن أنَّى له ذلك.. ويستفيد «العربجي» من جهد الحيوان بلا أية مكافأة حتى ينقضي يوم العمل فيقدم له العليقة ويأكل العربجي الجزرة التي دغدغ بها شهوة الحيوان البطنية!! وهذا هو جوهر سياسة العصا والجزرة.. وان راجت في أجهزة الاعلام وكأنها «سيف المعز أو ذهبه» وهي ليست كذلك.. فأمريكا اصبحت لا تخيف أحداً بعد اخفاقاتها الحربية والعسكرية والأمنية المتلتلة إذ أن امريكا لم تكسب حرباً في كل تاريخها البعيد والقريب خارجياً على الاطلاق ولم تنجح إلا في إبادة الهنود الحمر.. والثيران الأمريكية.. والمدنيين في هيروشيما ونجازاكي بالقنابل الذرية.. وهي فعلة شنعاء لن تفكر في تكرارها بعدما انطلق سباق التسلح من عقاله وأصبحت عبئاً ثقيلاً يرهق اقتصاديات تلك البلدان المرهقة أصلاً.. ولن تستطيع اسرائيل «مثلاً» استخدام قنابلها الذرية مع دول المواجهة لأنها ستكون المتضرر الأكبر ولن تنجو من الغبار النووي وسيفني شعبها مباشرة أو بطريقة غير مباشرة بالتلوث واستحالة الحياة في «أرض الميعاد!!». * «أمريكا» يقولها القذافي.. ثم يتنهَّد.. «مسحت الفلوجة بالطائرات مسح» في سياق تبريره لقتل شعبه وإبادته.. ولكن هل حققت أمريكا انتصاراً على الشعب العراقي.. ان أقصى ما عدته أمريكا كسباً لها في العراق هو اعدام صدام حسين في يوم النحر.. وفرى صدام بثباته وجَلَده كبدهم فكان انتصاراً بطعم الهزيمة للأمريكان وأعوانهم من «الصفويين الجدد».. وأعظم نجاح حصدته أمريكا هو تصفية الشيخ المجاهد أسامة بن محمد بن لادن على فراش المرض بعد عشرة أعوام جاست فيها أمريكا خلالها الديار بدعوى محاربة الارهاب وانفقت أموالها وكانت حسرة عليها.. وإلى جهنم سيحشرون.. * ووقف «الشيطان» واعظاً وهو يقول «بصوت» باراك حسين أوباما رئيس الولاياتالمتحدة على شبكة صوت أمريكا «إن على الحكومة السودانية منع حدوث أي تصعيد بولاية جنوب كردفان والوقف الفوري لاطلاق النار وانهاء التوتر والعنف بالولاية.. وإيقاف العمليات العسكرية بما فيها القصف الجوي والتشريد القسري وحملات الترويع وإلا... انتهى نقلاً عن وكالة رويترز.. وعلى طريقة الاستاذ الطيب مصطفى.. بالله عليكم هل رأيتم بجاحة أكثر من هذه.. أمريكا التي تقود حملات الترويع بطائراتها بدون طيار وبجحافلها وأساطيلها من ما وراء البحار الى أفقر دول العالم في الصومال واليمن وافغانستان والعراق.. وتمالئ اسرائيل وتدعمها بالمال والسلاح والڤيتو لقتل الأبرياء وسلب اراضيهم وتدنيس مقدساتهم على مدى عقود من السنين.. أمريكا التي تخنس عن نصرة المصريين في ثورتهم ولا تؤيدها إلا على استحياء بعد طول مماطلة.. أمريكا التي انسحبت من دعم ثوار ليبيا ضد الطاغية المعتوه الذي يتلاعب بأرواح شعبه كما يلاعب البطل العالمي للشطرنج في ذلك المشهد التمثيلي المكشوف.. أمريكا التي تغض الطرف عن أفعال علي عبد الله صالح وهمجيته الدموية مقابل الاعتصامات السلمية من شعب يملك كل فرد فيه أكثر من قطعة سلاح ولا يستخدمونها لاسقاط النظام.. أمريكا هي التي يجب عليها أن توقف فوراً العنف الذي تمارسه ضد الشعوب المقهورة سواء أكان بالاصالة أو بالوكالة كما هو الحال مع اسرائيل. أما جزرة العم سام الأمريكي فهي قائمة أو فاتورة تقدمها لنا مع كل أزمة أو مبادرة لحل أزمة.. رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب.. رفع الحظر الاقتصادي الآحادي.. اسقاط ديون السودان.. تطبيع العلاقات.. تمكين السودان من الحصول على حقوقه من صناديق التمويل.. وما ان نحتوي الأزمة التي يؤدي حلها الى حصولنا على هذه الجزرة.. حتى تنفجر أزمة جديدة يكون حلها شرطاً للوفاء بالتعهدات الأمريكية.. وهكذا دواليك.. فمن حرب الجنوب الى ازمة دارفور الى مشكلة أبيي الى حرب جنوب كردفان.. إلى بوادر أزمات أخرى في الشرق أو الشمال لا نعلمها الله يعلمها. * القمرة خنّقت.. أو خسوف القمر كان له من الآثار الروحية والايمانية في نفوس الكثير من المؤمنين فهرعوا للصلاة إحياءً للسنة المؤكدة وفراراً الى الله الذي يمسك الأرض والسماء أن تزولا.. وعقب الصلاة دار نقاش عميق مفعم بالايمان أعاد الناس الى جادة الطريق ثقة في الله وتوكل عليه.. فالأمر بيده وحده سبحانه وتعالى ولا تملك القوى العظمى من أمر الكون شيئاً فلا تمنع كسوفاً ولا خسوفاً ولا تقاوم الزلازل ولا البراكين ولا تقف في وجه المد «تسونامي» ولا تحول العواصف المدارية والأعاصير المدمرة.. ان القوة لله جميعاً. * كان للدكتور جمال الدين عثمان حاج أحمد القاضي برنامج تلفزيوني اسمه «ثلاث دقائق» وهو كذلك بالفعل قال فيه ذات مرة «ان الله سبحانه وتعالى لم يخلق الكون ليتخلى عن ادارته للولايات المتحدةالأمريكية».. وهذا هو المفروض..