تأتى زيارة الرئيس البشير الى ولاية البحر الأحمر والسودان كله يمر بصيف سياسى ساخن. لكن مايميز صيف ولاية البحر الأحمر عن بقية السودان انه صيف حقيقي وليس مجازاً إذ أن شهر يونيو ويوليو يعتبر من أكثر الشهور سخونة في بورتسودان بالإضافة إلى الأوضاع السياسية المتقلبة التي تمر بها الولاية... وهاهي جامعة البحر الأحمر تعيش فوق صفيح ساخن، ومع كل هذا أصرت حكومة الولاية على عدم اغلاقها حتى لا تؤثر على زيارة الرئيس. جاءت الزيارة السابقة للبشير للولاية والفارق الزمني بين الزيارتين شهور لم تكمل العام حيث حملت الزيارة الأولى في طياتها الكثير من البشريات لاهل طوكروجنوبها وذلك من خلال خطاب الرئيس الذى أثلج صدور مواطني طوكروجنوبطوكر وخاصة في عبارته التي أطلقها آنذاك اننا «سنعيد لطوكر سيرتها الأولى وسنضمد جراحات أهلنا في جنوبطوكر ونعلم تماما معاناتهم التي مروا بها». ويتذكر اهل المنطقة تفاصيل تلك الزيارة.. رجع أهل طوكر لمنازلهم وهم يطربون فرحاً بأن رئيسهم يعلم بمعاناتهم مرت شهور من الزيارة الأولى لتأتى زيارة البشير الثانية للولاية وطوكروجنوبطوكر وريفي القنب والاوليب التي تصنف ضمن افقر المحليات وهي غير مدرجة في الزيارة. وكان هذا الخبر صدمة بالنسبة لمواطني تلك المناطق لأنها كانت غير متوقعة بحكم الزيارة الأولى. وظلت العبارات تتردد في الشارع العام هنا في بورتسودانوطوكر «لماذا يا سيادة الرئيس أنت وعدتنا والآن نحن في الانتظار؟!! » نعم لا يختلف اثنان في ان المحليات الثلاث غير المدرجة في زيارة الرئيس تفتقر لمشاريع تنموية .. لكن زيارة الرئيس البشير لتلك المحليات لها ابعاد وطنية في المقام الاول ومعنوية ونفسية في المقام الثاني. لان المحليتين هما مناطق تماس مع دولة ارتريا ويمكن لأصحاب الأجندة الخفية الاستفادة من هذه الاحتقانات الموجودة وسط شباب هذه المحليات.. وهاهو الجنوب والغرب لم تنطفئ نيرانه... السبب الثاني ان طوكر من اقدم المحليات بينما محلية عقيق جنوبطوكر ومحلية ريفي القنب وليدة جاءت مع فترة تولي ايلا لمنصب الوالي ..وحتى لانسرح بعيدا عن عدم الزيارة ..فقد برزت الخلافات الأخيرة بين أهل محلية طوكر ووالي الولاية لان الوالي طلب منهم التوجه لطوكرالجديدة لانها صرفت فيها اموال طائلة ولكن المواطنين اصروا على ألا يغادروا محليتهم. وهذا أيضا لا يعني عدم ادراج طوكر ضمن خط الرئيس .. لان طوكر تعتبر من المناطق والمدن العالمية لأنها كانت تحدد البورصة العالمية في فترة من الفترات وكل من حكم السودان يعلم هذه المعلومة حتى الرئيس في زيارته الأخيرة ذكر هذه المعلومة. عموما كل ما نود إيصاله هو ان السودان يمر بظروف عصيبة جدا ولا يتحمل أكثر مما هو عليه الآن. فزيارة محليات وترك الاخرى عواقبها وخيمة ..لان اهلنا في الشرق قبائل بسيطة في الفهم ولا تدرك معاني هذه الزيارة فقط يضعون في أذهانهم لماذا لم يزورنا الرئيس ويزور المحليات التي بجانبنا ؟!!