شكا مستخدمو التأمين الصحي بولاية الجزيرة الذين يتلقون علاجهم بمركز الشهيد الزبير محمد صالح، من تكدس المرضى بأعداد كبيرة، والبيروقراطية التي ظلت عنوانا بارزا لاداء مسؤولي التأمين، وما يثير تعجب المواطنين أن هذا المركز يقدم خدمة العلاج لكافة المرضى رجالاً ونساءً على الرغم من وجود مستشفى النساء والتوليد على بعد «500» متر فقط منه. وفى هذا الصدد أشارت المواطنة زهراء عبد الواحد الى أنها في شهرها الرابع من الحمل، وفرض عليها أن تحضر إلى المركز في ساعة مبكرة من يوم مقابلة الاختصاصي، وذلك لأن التسجيل ينتهي عند السابعة صباحاً، معتبرة أن في هذا الأمر معاناة كبيرة على النساء الحوامل، خاصة القادمات من خارج ود مدني اللواتي كثيراً ما يحضرن ويجدن أن وقت التسجيل قد انتهى، وهذا يعني تكبدهن المشاق والعودة بخفي حنين، او التوجه مكرهات نحو العيادات الخاصة، معتبرة أن إدارة التأمين تهدف من وراء ذلك الى عدم السماح لأكبر عدد من النساء بالتسجيل، وذلك لعدم وجود العدد الكافي من الاختصاصيين. وتشير الموظفة تهاني جاد الله إلى أن الكثير من النساء الحوامل يتعرضن لظروف صحية صعبة عندما لا يجدن فرصة مقابلة الاختصاصي الذي إن لم تتمكن الحامل من مقابلته فعليها الانتظار أسبوعاً كاملاً، وهو أمر يبدو غريباً، وذلك لأن ظروف الحمل لا تحتمل التأخير، وهذا من شأنه أن يعرض الكثيرات لمخاطر كبيرة قد تودي بحياة من في الرحم. وتساءلت: لماذا لا يقوم التأمين باستخراج الاستمارة من داخل العيادة المحولة للنساء والتوليد؟ ومن يزور مركز الشهيد الزبير يقف على حجم المعاناة التي يتكبدها المواطنون خاصة النساء الحوامل، فالمركز رغم حداثته إلا أن وجود أعداد كبيرة من العيادات ومعامل التحاليل به جعل التكدس عنوانا بارزا له، والتكدس من الجنسين ظل محل استياء من المرضى ومرافقيهم الذين جأروا بالشكوى من هذا الأمر، وطالبوا بضرورة توزيع أقسام المركز على مبانٍ أخرى. ويرجع طبيب فضل حجب اسمه، التكدس إلى أن المركز يشهد إقبالاً كبيراً، عطفاً على توفر كل الفحوصات المطلوبة من المستشفى والمستشفيات المتخصصة مثل الذرة أو السرطان والكلى، مشيراً إلى وجود مركز آخر في حي الدرجة والأحياء الأخرى. وأثناء تجوالنا طلب منا رجل ستيني أن نكتب عن معاناتهم الكبيرة مع خدمات التأمين الصحي التي لم تجد الحل رغم شكواهم المتكررة، مشيراً الى معاناة أخرى مع صيدليات التأمين التي تشير دائما إلى أن هناك الكثير من الأدوية خارج مظلة التأمين. ويقول إبراهيم الولي إن التأمين الصحي خفف الكثير من المعاناة على المواطنين خاصة في ظل ارتفاع تكلفة العلاج، غير أنه طالب إدارة التأمين بالولاية بضرورة ترقية خدماتها ومعالجة السلبيات التي يشير اليها المرضى.