بدأ يسود الساحة السياسية بولاية القضارف حراك سياسي عريض ، خاصة وسط القوى السياسية المعارضة التي انخرطت بشدة في معركة التحول الديموقراطي، وبدأت تطرأ على السطح تحالفات قوية داخل أروقة حزبي الأمة القومي والحزب الاتحادي الديموقراطي الأصل، كما لوحظ في كافة الحملات الانتخابية لمرشحي المعارضة التركيز على الهجوم على المؤتمر الوطني واظهار عيوبه في الحكومة والمناداة باسقاطه عبر صناديق الاقتراع. فقد اشار الدكتور عبد الله أبو سن مرشح الحزب الاتحادي الأصل لمنصب الوالي من خلال حديثه في حملة التدشين الانتخابية الي امكانية التحالف مع القوي السياسية في ظل السباق الانتخابي في ظل سياسات مرشح المؤتمر الوطني الذي أكد رضا القوي السياسية عنه بجانب حزبه بعد أن أنكشفت ورقة التوت ليظهر ضعف النظام الهش في ظل صراعات قياداته، وقال ابو سن علي منسوبي الوطني أخذ استراحة محارب لتنظيم صفوفه بعد أن عجزوا في العشرين عاماً الماضية عن المسير والتفكير واحكام الضمير مع تجاوزاته في استغلال أموال الدولة في الانتخابات والحملة الاعلامية وتبصير المواطنين بالتصويت لهم لتصبح القبضة اقتصادية بعد ان كانت أمنية . ان ما حمله أبو سن عبر خطابه السياسي وبرنامجه الانتخابي يأتي عبر مجاهداته ودعم الولاية منذ مغادرته مجبراً عبر نضاله السياسي والفكري لاسقاط النظام الشمولي الذي عاني منه في فترات متعاقبة منذ الديمقراطية السابقة متنقلاً عبر بيوت الأشباح والسجون والاعتقالات ومن خلال تدافع منسوبي الاتحادي الأصل لادارة حملته الانتخابية والتسجيلية تكمن خطورتهم لاسقاط مرشحي الوطني في الرهان الانتخابي بعد أن استمد الحزب قوته وبدأ يرسل اشارات النصر التي لاحت في الأفق بعد أن رشحت أنباء عن تحالف عريض قادم مع الأمة القومي ومؤتمر البجا خاصة في ظل التواصل الفكري والسياسي عبر ادارة المعركة الذي بدأ يظهر في الأفق وتجئ حظوظ تحالف الأمة والاتحادي والبجا عبر الشخصيات الثلاثية فدكتور ابو سن له تاريخ حافل لاسقاط النظام منذ أن كان رئيساً للتجمع الوطني الديمقراطي بالبحر الأحمر ممارساً النضال ومناهضة النظام منذ بداياته حتي حكم عليه بالاعدام قبل أن يسبقه قرار العفو ليشد الرحال الي المملكة العربية السعودية أما دكتور الدابي فليس ببعيد عن رفيقه أبو سن فهو قد عاني من ويلات الحزب الشمولي القابض حتي ولي هارباً بعد مسيرة كفاح سياسي تاريخي عريض بدأت منذ الأيام الأولي للانقاذ وأكمله في دول المهجر بالولايات المتحدةالامريكية ودولة قطر وما حمله الدابي في خطابه وبرنامجه السياسي يؤكد قوة الرجل وقدرته علي قيادة دفة الحكم بالولاية فقد جاء يحمل أفكاره المستنيرة في حل مشكلة مياه الولاية ودعم مشروع خزان سيتيت بعد اشارات الضوء الأخضر التي تلقاها الدابي لدعم اجنبي عبر تمويل مصرفي خارجي بجانب ادارة تمويل أصغر وتفعيل دور البنوك لتقديم قروض طويلة الأجل لتشييد منازل الولاية وتأهيل البنيات التحتية لادخال التقانة الزراعية وتحقيق التوازن البيئي وتأهيل برامج الصمغ العربي، أما الدكتور محمد المعتصم أحمد موسي مرشح الوالي من حزب مؤتمر البجا فهو امتداد لتاريخ سياسي كبير أرسي دعائم الديمقراطية والتنمية العمرانية والمسيرة التعليمية والتربوية عبر كفاحه المستنير وتجربته الفكرية الثرة عبر اتفاقية سلام الشرق التي انداحت عبرها مشاريع التنمية في هذه الولاية حتي صارت مصدر فخر واعزاز لانسان الولاية . فالدكتور المعتصم قائد لمؤتمر البجا وهو مكون أساسي لاتفاقية الشرق . ولمعرفة ما يدور داخل أروقة الأحزاب الثلاثة عن بوادر الالتئام فقد أشار القيادي البارز بحزب الأمة القومي محجوب العاقب مرشح الدائرة الثالثة القلابات الشمالية الي امكانية التحالف وفق متطلبات الوضع السياسي الراهن بعد أن أستمد حزب الأمة القومي قوته للفوز واقصاء مرشحي المؤتمر الوطني خلال التحركات التي تمت وسط القواعد والتي أبدت استعدادها لاعادة تاريخ الحزب الي سيرته الأولي وهو من أوائل الأحزاب التي سعت الي استقلال السودان، وأشار العاقب الي أن امكانية فوز حزبه قد أصبحت بنسبة «70%» عبر الرهان علي قياداتنا التاريخية ومجاهداتهم في التاريخ منذ المهدية حتي أصبحوا قابضين ومؤثرين في التكوين الفكري والسياسي في القضارف ، ودعا العاقب قيادات الحزب للتكاتف والتعاون في الرقابة الميدانية أثناء عملية الاقتراع للحد من عملية التزوير بعد ان سادت اوساط الحزب الحاكم موجة من الخوف والقلق ونحن جاهزون لاسقاطه . اذاً هي بوادر التئام لأحزاب سياسية قوية مكونة لتاريخ السودان ، تسعي لاسقاط حزب شمولي قابض عبر المعركة القادمة نحو الرهان الديمقراطي .