تستعر الأجواء الانتخابية في جنوب دارفور وتزددا حرارتها رويدا رويدا، ففي ما بدأت الحملات الانتخابية للمرشحين في كافة المستويات بولاية جنوب دارفور أمس وأول أمس، بعد الانتهاء من تشكيل الالية الاعلامية المستقلة المعنية بتقسيم الاوقات في أجهزة الاعلام الرسمية لكافة المرشحين من أجل بث برامجهم الانتخابية، جأرت أحزاب من اشكالات تعترض طريقها في خوض العملية الانتخابية منها ضعف التمويل اللازم لادارة حملاتها على الوجه المطلوب ففضلا عن النقص البيّن في وسائل النقل للوصول الى الجماهير، بينما اعترت احزاب أخرى حالات فصام قادت الى اعلان انقسامات في صفوفها. وسرت حمى الانتخابات مبكرا في الولاية بشأن العدالة في توزيع الفرص الاعلامية للمرشحين والتمويل ومخاوف أحزاب المعارضة من إستغلال الاحزاب المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية لامكانات الدولة، وفي الخصوص هدد رئيس حزب الاصلاح الوطنى بولاية جنوب دارفور يوسف عبد الرحمن المصرى بالانسحاب من العملية الانتخابية فى حال تمادى الاحزاب المشاركة فى حكومة الوحدة الوطنية فى استغلال امكانيات الدولة وخاصة العربات التي يستغلها بعض المسؤلين بالحكومة فى التحرك والتنقل فى دوائرهم الانتخابية والاجتماعات الخاصة با حزابهم. واتهم المصرى حزب السودان انا الذى يتزعمه ابراهيم موسى مادبو والمؤتمر الوطنى وحزب الامة الوطنى بانهم يستغلون امكانات وعربات الدولة فى التحرك والتنقل بين جماهيرهم وشدد على ضرورة تقديم الدعم اللازم للاحزاب الناشئه التى تنقصها الامكانات، وضرورة اشراكها فى الالية الاعلامية التى ستكون لادارة الحملة الانتخابية. وفى ذات الاتجاه، قال رئيس حزب الامه القيادة الجماعية الهادى حامد بيتو ان انطلاقة الحملة الانتخابية بالولاية والسودان يؤكد معنى التحول الديمقراطى وهو بمثابة عيد ميلاد جديد للدولة حتى تتحقق الديمقرطية وهى تناج لواحدة من تجارب الشعب السودانى ، موجها رسائل للقوى السياسية والموطن بضرورة الاحتكام الى صوت العقل والابتعاد عن مايثير الفتن والمشاكل حتى لا تفسد الاجواء الانتخابية، ودعا بيتو اللجنة العليا للانتخابت والاجهزة الاعلامية الحكومية بالولاية بضرورة ممارسة الحيدة والعدالة والشفافية فى توزيع الفرص عبر الاجهزة الاعلامية واتاحة الفرص لكل الاحزاب والمواطنين من توضيح ارائهم فى هذه المرحلة. وكشف بيتو ان حزبهم عقد سلسلة من الاجتماعات أمس لكيفية ادارة الحملة الانتخابية فى الايام القادمة وقال ان قيادة حزبه اطلعت كافة اجهزته بمحليات الولاية على خطتها لإدارة للحملة الانتخابية، واشار الى ان حزبهم سيعقد اجتماع اخر لمناقشة الترتيبات لانطلاقة الحملة بالمحليات. وفى ذات الإتجاه، قال الامين السياسى للموتمر الشعبى عبدالرحمن الدومة ان حزبهم كون خمسة شعب لادارة الحملة الانتخابية (شعبة الاعلام ،والاحصاء ، شعبة الانتخابات ، استقطاب الدعم ، والشعبة القانونية التى تعنى بمتابعة كافة الاشكلات والقضايا القانونية والمخالفات التى تصاحب مراحل العملية الانتخابية ) واشار الدومة الى أن حزبه على استعداد لبدء الحملة الانتخابية خلال الايام القادمة بعمل ضخم سيحضرة كل المرشحين بما فيهم مرشح الحزب لمنصب الوالى الدكتور الحاج ادم يوسف ومن ثم الكشف عن الخطاب الانتخابى، وأعرب عن امله في المساهمة بصورة لا تخرج عن قوانين الانتخابات وابدى اسفه الشديد لعدم اتضاح الرؤية حتى الان فى جانب الدعم سواء من الدولة او المنظمات المعنية أو منظمة الاممالمتحدة، وقال أن احزاب المعارضة تعاني من ضعف التمويل اللازم في وسائل النقل، معتبرا ذلك من أبرز التحديات التي تواجه العملية الانتخابية، لكنه أكد عزم حزبه لمواجهة التحديات الانتخابية والمضي قدما في العملية الانتخابية. واشار الدومة الى ان انطلاقة الحملة الانتخابية فى ظل قانون الطوارئ بدارفور له انعكاساته السالبة على سير عملية الحملة الانتخابية وخاصة أن الاحزاب السياسية تمارس انشطتها تحت مراقبة الأجهزة الامنية وتحت ظل قانون الامن الوطنى، وأعرب عن تخوفه من ان يمارس الحزب الحاكم والأجهزة الامنية الضغوط على المرشحين في الولاية، ودعا الدومة الى تجميد القوانين المقيدة للحريات، وتابع: (اذا حل هذا يعتبر محمدة وفى حال عدم تجميده يعتبر عقبة حقيقة امام الاحزاب المعارضة). من جهته دشن حزب السودان انا الذى يتزعمه المنهدس ابراهيم موسى مادبو امس بنيالا حملتة الانتخابية بالدائرة الثانية نيالا شمال ودائرة نيالاجنوب على مستوى المجالس التشريعية الولائية والمجلس الوطنى وقال الامين الاعلامى للحزب بالولاية احمد الحسن للصحافة ان الحزب دشن حملتة دون ان تواجهه اى صعوبات وقال فقط ما يواجههم من صعوبات فى المرحلة المقبلة قلة الدعم مشيرا الى انهم حتى الان لم يصلهم اى دعم سواء كان من الحزب او المفوضية لتسير الحملة الانتخابية وان ضربة البداية امس كانت بجهد شخصى من افراد الحزب بالولاية واضاف انهم على استعداد على تدشين حملة الوالى فى مقبل الايام بحضور مجموعة كبيرة من قيادات الحزب من الخرطوم واواضح احمد الى انهم كونوا جملة من اللجان لادارة الحملة الانتخابية على مستوى الولاية وستشمل عدد من الندوات والمحاضرات والورش التثقيفية للناخبين ، داعيا المواطنين الى ضرورة التعامل مع المرحلة المقبلة بالحكمة فى اختيار من يمثلهم فى المستقبل. ومن ناحية اخرى قال السكرتير الاعلامى للحركة الشعبية بولاية حنوب دارفور ادم محمد احمد قيجة ان الحركة الشعبية ستعلن عن ضربة البداية للحملة الانتخابية اليوم الاثنين وستنطلق الحملة من امام دار الحزب فى نيالا وسيكون هنالك احتفال ضخم يدعوا اليه كافة منظمات المجتمع المدنى والاممالمتحدة للمشاركة فية وقال ادم قيجة ان الحملة سيحضرها كافة مرشحى الحزب بالدوائر الانتخابية القومية والولائية ودوائر المراة والقوائم الحزبية وسيتم طرح الملامح العامه للحملة الانتخابية اليوم الاثنين. وفي تطور لاحق وبعد يوم من انطلاق الحملة الانتخابية اعلنت مجموعة من قيادات الحزب الديمقراطى الاصل تقديم استقالاتهم من الترشح فى الدوائر الجغرافية (المجلس الوطنى ، المجلس التشريعى الولائى ) وانسلاخهم ومقاطعة الحملة الانتخابية احتجاجا على شمولية وانفراد القرارات من حزبهم بالمركز دون الرجوع للقواعد وهددت المجموعة التى يقودها محمد عمر تريبو وعباس الامين عباس فى بيان صحفى وزعته أمس بدعوة جميع جماهير الحزب بالولاية بعدم الاقتراع والتصويت لقائمة المشرف المعين والتى فيها 12 مرشحا من اسرتة والعمل على اسقاطها احقاقا للحق وحمل البيان الحزب بالمركر اى فشل ينجم للحزب فى الانتخابات ورفضت المجموعة التعامل مع المشرف المكلف من قبل الحزب بالمركز ابو سن الدابى الذى اعتمدت اللجنة الولائية للانتخابات قائمة الترشيحات الذى رفعها واسقاط قائمتهم التى رفعوها للمفوضية رغم خطاب التفويض من المركز واعتبرت مجموعة تريبو ان ما جرى لهم يعتبر مؤامرة من قبل المفوضية والجناح الاخر الذى يقوده ابوسن الدابى. يشار إلى أن جملة عدد الذين إنسحبوا بولاية جنوب دارفور بالدوائر الجفرافية بلغت 22 مرشحا من بينهم 11 مرشح للدوائر القومية ،6 احزاب ، خمسة مستلقين ، بينما ترشح لدوائر المجلس التشريعى الولائى 11 منهم ثلاثة من الاحزاب وثمانية مستقلين. وكانت لجنة الانتخابات بالولاية قد أعلنت قفل باب الانسحاب من الترشح لتبدأ الحملة الانتخابية وتعزى اسباب الانسحاب الى دوفع شخصية او لتسويات. ويذكر ان عدد المرشحين للدوائر الولائية انخفض الى 264 مرشح و205 للدوائر القومية من الاحزاب و92 مستقلين ليصبح العدد النهائى 561 مرشح بالولاية فى كل الدوائر القومية والولائية بعد قفل باب الترشح. ويتوقع أن تشكل اليوم لجنة اعلامية برئاسة المفوضية وعضوية الاجهزة الاعلامية والاحزاب السياسية لادارة الحملة الانتخابية خلال الايام القادمة، وتعنى اللجنة بالاشراف على العمل الاعلامى وتوزيع الحصص للمرشحين لطرح برامجهم وان تبث البرامج مجانا.