نجوا من زخات الرصاص واعين القناصة في بنغازي .. تكبدوا مشاق رحلة الخروج من الجحيم عبر وادي حلفا الى ام درمان .. كانت الارض الموعودة سوق زنقة فيها اناخوا اسباب الرحيل .. داخل وطنهم ظلوا عالقين على مدى ثلاثة اشهر .. تسعين يوما .. عرفوا معني ان تكون (عالقا) في وطنك .. مزنوقا ثانية ثانية ودقيقة دقيقة وساعة ساعة في سوق زنقة بالقرب من سفريات دنقلا بسوق ليبيا يحكي لنا التجاني عبدالقادر عن بداية مشكلتهم فقال لنا: تحركنا من بنغازي يوم 29 مارس الماضي ونزلنا في وادي حلفا في العاشر من ابريل لنصل ام درمان يوم 13 ابريل، وخلال اقامتهم في سوق زنقة تحركت ثلاث رحلات نحو الولايات كان قوام الاولى سبع شاحنات محملة بالعفش الذي جاءوا به واخرى (11) شاحنة. ظل جميع العائدين في انتظار اكمال اعمال ترحيلهم لذويهم بالولايات ما زالت هناك (97) اسرة بانتظار ترحيلهم وعن محاولات ايجاد حل لمشكلتهم يقول التجاني: ذهبنا الى مركز شرطة ام بدة وقابلنا نقيب شرطة وافادنا بانهم غير مسؤولين عن ترحيلهم بالرغم من ان الرحلات التي سافرت من سوق زنقة كانت باشراف الشرطة. واشار التجاني الى انهم توجهوا الى جهاز شؤون المغتربين لمقابلة الامين العام كرار التهامي لكن لم يوفقوا في مقابلته ليجدوا المدير التنفيذي محمد الامين الذي قال بان الميزانية المعدة لترحيل العائدين من ليبيا قد نفدت، وبرغم ذلك سعى العائدون لمقابلة مسؤولين آخرين في جهاز المغتربين فقابلوا مسؤول ترحيل العائدين الذي اكد بالحرف الواحد «انا قادم من اجتماع وما فاضي لمشاكل ناس ليبيا « الى ذلك قال احمد محمود بانهم لم يفقدوا الامل وتوجهوا لجهاز المغتربين لمقابلة محمد الامين والذي قام بدوره بالاتصال بولاية الخرطوم وافادنا بان ولاية الخرطوم ستتولى امرنا وانتظرنا لمدة شهر ولم يتم ترحيلنا، ويسترسل التجاني في حديثه قائلا ذهبنا الى وزارة الشؤون الانسانية وقالوا لنا قضيتكم ليست من اختصاص الوزارة. ويردف احمد محمود توجهنا الى مجلس شؤون الولايات وقابلنا محمد احمد تقيش الذي بدوره ذهب معنا الى وزيرة شؤون دارفور بالبرلمان وشكلت لجنة من خمسة اشخاص وقامت اللجنة بزيارتنا بسوق زنقة للاستماع ومعاينة العائدين ، ووجهت اللجنة خطابات الى عدة جهات من بينها ديوان الزكاة لكن حتى الآن لم تتم الاستجابة لطلبات اللجنة. وكشف اسحق حسن انهم تلقوا اتصالا عرفوا فيما بعد انه من مسؤولي ولاية الخرطوم وقال لنا « نحن في صدد ترتيب بعض الامور الادارية والمالية لترحيلكم واجراءاتكم امام الوزير لتوقيعها « وكان هذا الامر قبل اسبوعين. مرة اخري يأخذ بالحديث التجاني عبدالقادر ليقول بانهم عرضوا عفشهم للبيع غير ان التقييم من التجار لم يكن يتناسب مع قيمة الامتعة اذ ان الامتعة تتضمن معدات خاصة ببعض المهن مثل النجارة والحدادة والطباخة كما ان العفش تأثر باشعة الشمس خلال الثلاثة اشهر الماضية.