أشكال من مصنوعات السعف تطل على واجهة الدكاكين الصغيرة فى سوق ام درمان العتيق وهى تؤرخ لجانب من الصناعات اليدوية التى ارتبطت بالمرأة السودانية منذ قديم الزمان، دلفنا الى عالم صناعة السعف بالحديث الى الحاجة بتول الفكى وهى سيدة فى العقد الخامس من العمر تعمل فى صناعة وبيع تلك المنتجات، تقول الحاجة بتول ان علاقتها بصناعة السعف اليدوية تعود الى مرحلة الطفولة الباكرة حيث تعلمت اسرار المهنة من والدتها، وتبدأ العملية بجمع السعف وأوراق وأغصان اشجار النخيل والدوم وتنظيفها من الأتربة ومن ثم بلها وترطيبها وفرزها وتحديد الشكل المطلوب ثم الشروع فى الجانب الفنى ويستغرق ذلك بعض الوقت وفق حجم القطعة، وترى الحاجة بتول ان تلك المصنوعات اليدوية تساهم فى الحفاظ على التراث، ويتم تلوين السعف قبل بدء عملية الضفيرة باستخدام الوان من البدرة تغلى فى النار ، وتتحسر وهى تقول ان بعض انواع المصنوعات السعفية اختفت بفعل تطور الزمن ومنها « القفة » التى كانت تستخدم فى التسوق حيث اصبحت اكياس البلاستيك هى سيدة الموقف، وهناك انواع اخرى لايزال الطلب عليها مستمرا مثل «المقاشيش » ، وتعتقد الحاجة بتول ان هذه المهنة فى طريقها الى الاندثار ولاتمارسها اليوم الا نسبة قليلة من النساء حيث انصرف الجيل الحديث من النساء عن ممارسة هذا النوع من العمل اليدوى واصبحت تلك المشغولات والمصنوعات نادرة الوجود بعد ان كانت تغطي السوق وتجذب الانظار، وتبيع الحاجة بتول المقشاشة بجنيه، والقفة الصغيرة ب 5 جنيهات والبرش ب 10 جنيهات .