عزت الخرطوم تأخر وصول الرئيس عمر البشير إلى بكين أمس نحو 20 ساعة إلى تغيير مسار رحلته الجوية التي عادت إلى طهران من تركمانستان التي تعذر عبور الطائرة الرئاسية لأجوائها بعد ما لم ترد على طلب في هذا الشأن. وقال وزير الإعلام كمال عبيد ل «الجزيرة نت» إن تغيير مسار طائرة البشير اضطر الوفد للعودة إلي طهران « لأجل السلامة « ومن ثم متابعة الرحلة إلي الصين. وأكد أنه ووفق الاتصال مع الوفد الرئاسي فإن السلامة تقتضي إجراء بعض المعالجات الهندسية قبل الانطلاق إلي الصين عبر مسار آخر. لكن الخارجية قالت إن تأخر طائرة البشير التي كان مقررا وصولها إلي بكين مساء الأحد « كان بسبب تعديل في مسار العبور عبر دولة تركمانستان»، مشيرة إلي أنه بعد ذلك لم يكن ممكنا معه العبور إلا عبر مسار جديد ما اضطر قائد الطائرة إلى العودة بها إلى إيران في التاسعة والنصف مساء بتوقيت طهران قبل أن تحصل الرحلة على مسار عبور جديد. وشكّلت سفارتا السودان والصين في طهران غرفة متابعة للتطورات وتم الحصول على مسار عبور جديد. وأفاد موفد شبكة «الشروق» إلى بكين أن الطائرة الرئاسية من إيران إلى الصين تمر عبر دول منها دول موقعة على ميثاق المحكمة الجنائية الدولية ما يستدعي الحصول على أذونات مسبقة وهناك دول أذنت وأخرى لم تبد أي موقف. واضاف وفقا لمصادر أن مسار طائرة البشير من إيران إلى الصين تم تأمينه تماماً. وتقرر تمديد زيارة البشير إلى بكين التي تشمل اجراء محادثات مع الرئيس الصيني هو جين تاو، ورئيس البرلمان الصيني، بجانب لقاءات مع السفراء العرب والأفارقة، وكان مقرراً أن تستمر الزيارة البشير من 27 إلى 30 يونيو الجاري. وفي الخرطوم كشف البرلمان امس، ان الكونغرس الاميركي، دعا لتشكيل قوات خاصة لاعتراض طائرة الرئيس عمر البشير في الاجواء وتوقيفه اثناء زيارته الى الصين. وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، مهدي ابراهيم، في تقرير لجنته امام المجلس الوطني امس ان من اكبر المخاطر دعوة الكونغرس لتشكيل قوات اميركية خاصة لاعتراض طائرة الرئيس عمر البشير، اثناء زيارته الى الصين، واحاط المجلس بان الكونغرس عقد اكثر من 734 اجتماعا وجلسة استماع ومداولة وقرار بشأن السودان خلال الفترة الماضية، من جهته طالب النائب البرلماني، غازي صلاح الدين، بضرورة التعامل بجدية مع تهديدات الادارة الاميركية بشأن دعوى اللجنة الفرعية باعتراض طائرة الرئيس والقبض عليه ووصف المجموعة التي تحرك الكونغرس بانها مجموعة صغيرة «ولكنها خطيرة». من جهته توقع رئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني قطبي المهدي ممارسة ضغوط على الدول التي تمر بها طائرة الرئيس البشير خلال زيارته الى الصين التي وصفها ب»الهزيمة الجديدة للولايات المتحدة الاميركية « واكد اطمئنانه على سلامة الرئيس. واكد قطبي في تصريحات صحفية امس وجود ضغوط تعرضت لها بعض الدول من بينها الصين نفسها من قبل الولاياتالمتحدة بهدف الغاء زيارة الرئيس للصين. وسيشهد البشير التوقيع على اتفاقات تم تجهيزها تشمل تطوير حقول الانتاج الحالية في شمال السودان في منطقتي هجليج وبليلة في ولاية جنوب كردفان بجانب شركات صينية ستدخل شريكاً لتطوير الإنتاج النفطي بتكنولوجيا حديثة في منطقة عوينات على الحدود مع ليبيا والجزيرة والنيل الأبيض في وسط البلاد، كما تشمل الاتفاقات تخصيص أراضي للصين في السودان. وكان اجتماع أمس بين البشير ونظيره الصيني هو جينتاو ألغي بسبب تأخر وصول البشير إلى بكين وفق وزارة الخارجية الصينية التي لم تحدد موعدا جديدا للقاء. وكانت الصين واجهت انتقادات غربية خصوصا من الولاياتالمتحدة بسبب قبولها استقبال البشير، وتجاهلت بكين هذه الانتقادات قائلة إنها ليست عضوا في المحكمة الجنائية الدولية. يذكر ان البشير قال في تصريحات لوسائل إعلام صينية نشرت أمس الاثنين إن الانفصال الوشيك لجنوب السودان يؤذن بتفجير ما وصفها بقنابل موقوتة، وإنه لا يمكن استبعاد احتمال نشوب حرب مرة أخرى بين الجانبين، موضحا أن العلاقات بين بلاده والصين لن تهتز بالتقارب بين بكين والدولة الناشئة في الجنوب. وكرر البشير تأكيدات في شأن التزامه بانفصال سلمي للجنوب الذي شجعت عليه بكين رغم تحذيره من أن الانفصال قد يفشل، قائلا إنه يأمل بقوة في الحفاظ على السلام بين شمال وجنوب السودان. وذكر البشير أنه غير منزعج من ولاء الصين المزدوج، وقال «سياستنا وكذلك الصين أن كل دولة حرة في أن تتخذ من الإجراءات وتقيم من العلاقات ما يحفظ مصالحها وعلاقاتها». وأضاف «حتى لو أقامت الصين علاقات مع دولة الجنوب فلن تكون قطعا خصما على علاقتها مع الشمال». وأثنى على العلاقات الصينية السودانية ووصفها بالانموذجية بالنسبة للبلدان النامية وأشاد بدور الصين كمستثمر في مشروعات نفطية تجنبتها شركات غربية لقيام حكوماتها بفرض عقوبات على الخرطوم.