الأخ أمجد أرجو شاكرا السماح لحروفي معانقة عيون القراء ومخاطبة القائمين على أمر دورة فقداء الإعلام الرياضي التي تجري فعاليتها هذه الأيام. فقد سعدت أيما سعادة بتصدر ثلة من الزملاء في جمعية الإعلاميين الرياضيين لتبني فكرة قيام دورة رياضية في كرة القدم بين الصحف السيارة بالبلاد تخليدا وتمجيدا لذكرى أصحاب أقلام فذة تقطر رؤى نيرة انسربت من بين أيدينا تاركة وراءها إرثا ثقيلا ورسالة عظيمة يناط بنا حث الخطى وشد المآزر لتحمل أعبائها وإيصالها إلى مصبها توعية وارشادا ونقدا بناء ولعل فكرة قيام دورة تحيي ذكرى الأقلام الراحلة الباقية بجلائل رؤاها تشكل خير دليل على السير في دروب من رحلوا عنا فأقل ما يمكن أن توصله أن أهل الإعلام على العهد بمن رحلوا وفاءً علاوة على أن الدورة تمثل فرصة للتلاقي والخروج من جو العمل الضاغط إذ أنه في خضم دوامة العمل الصحفي اليومي المرهق يصعب على الصحفي الخروج من شبكته فيقل اتصاله ولقاءاته بزملائه في الصحف الأخرى ولا أكون مبالغا إن ذكرت أن كثيرا من الصحفيين لا يتعارفون فالدورة كما أسلفت فرصة لإحياء فضيلة التعارف والتمازج والانصهار بين زملاء المهنة وليس هي ختما فرصة لإظهار المقدرة على الأداء الفني وعرض فنون اللعب إذ أن القاصي والداني يعلم أن الوسط الصحفي يغلب على أفراده النأي عن ممارسة كرة القدم وغيرها من الرياضات والهوايات فلا غرو إن تخطى منتخب صحيفة منتخب أخرى ولا عجب إن سحق منتخب منافسه بعشرة أهداف أو أكثر . فطالما الأمر كذلك كم وددت لو أن الصحف اعتمدت في تكوين منتخباتها على محرريها وإداراتها الفنية دون فتح الباب لما يشاع عن هؤلاء في المطبعة أو في إدارة التوزيع أو الإعلان وذكري للمطبعة والتوزيع والإعلان لا ينقص من مساهمتها في إخراج الصحيفة فلكل دور لا يسد اختلاله الآخر فكان حري بالصحف الاعتماد على محرريها وإن ساء أداؤهم وأوردها يم الخسارة الكروية حتى لا تفقد الدورة مقاصدها وتحيد عن أهدافها فقد شهدت عددا من المباريات وللأمانة فقد طغت على اللاعبين سحنة الغرابة عن الوسط الصحفي ولست هنا في مقام تجريم أو تفصيل اللوم على صحيفة دون أخرى بقدر لفت الانتباه أن لعب الكرة والفوز أو الخسارة فيها هدف الدورة إنما التواصل وتنشيط الحراك والوشائج الاجتماعية بين الصحف ومحرريها. كما لا يفوت علي تسجيل صوت عتاب خفيف أتمنى تلافي الوقوع فيه في قادم الدورات أن السمة الغالبة على تنظيم البطولة ضعف التنظيم جراء قلة الإعداد إذ أن دورة تحمل أسماء فقداء الإعلام من العيب أن تنطلق دون أن يحس بها أحد حتى الجيران إذ أن الحاضرين لإنطلاقتها قد ألجمهم ضعف التنظيم وقلة الإقبال لدرجة أنه لم يؤمها طالب واحد من جامعة الخرطوم التي جرى على ساحة ميدانها الشرقي تدشينها فهذا لعمري يكشف ضعف الإعلام والإعلام عن الدورة والذي هو من صميم عملنا الصحفي فإن كنا في ما يلينا مقصرين فإننا فيما سواه أكثر تقصيرا فكنت أتوقع أن يشهد فاتحة البطولة وزراء الإعلام والرياضة والشباب وكل من له صلة بالإعلام والرياضة لكن خاب ظني وظن الكثيرين هذا بجانب الإخفاق الكبير في الالتزام بالزمن وتأخر الحكام وعدم توفير أماكن أو حتى مجرد كراسي للمشاهدين والمشجعين أو لنقل على الأقل لكبارهم وأخطر أوجه القصور عدم وجود طاقم طبي مصاحب للمباريات فلكأني بالقائمين على أمر الدولة يعتقدون أن الدورة براء من إصابة الملاعب فما تعرض له لاعب السوداني في مباراتهم ضد الصحيفة فضح ذلك القصور. خاتمة القول أن الدورة برغم ما صحابها من عيوب خطوة يحمد للقائمين على أمرها تنفيذها بيد أنه يتوجب على الجميع مراجعة ما لها وما عليها حتى تؤتي قادم الدورات أكلها المرتجى والرحمة والغفران لكل فقداء الإعلام الرياضي وكل أوجه الإعلام. أخوك/ محمد صديق أحمد