عند مدخل هيئة مياه ولاية الخرطوم تجد لافته يكتب عليها (رؤيتنا توفير امداد مائي آمن كماً ونوعاً وكيفاً) لكن يبدو ان مواطني احياء العاصمة لديهم رأى آخر فى تلك العبارة التى تواجه زائر الهيئة. عدد من مواطني شرق النيلوالخرطومجنوب ابدوا مخاوفهم من تغير لون مياه الشرب هذه الايام وقالوا انها باتت عبارة عن طمي وغير صالحة للاستخدام، وشكك الاهالي ان تكون المياه التى تصلهم عبر الشبكات قد مرت باي من مراحل التنقيه! وتساءل الاهالي عن مخاطر استخدامها وما يمكن ان تسببه من اضرار! عدد من مواطني شرق النيلوالخرطومجنوب التقت بهم (الصحافة) وابدوا استياءهم من مشكلات المياه التى باتت تلازم المواطن ومن الخرطومجنوب تحدث المواطن حسين الفاضل قائلا: يبدو ان مشكلات المياه باتت هاجسا يؤرق المواطن على مدار ايام السنة من شح وانعدام وكسر خطوط وتهالكها اضافة الى تغير لونها مبينا ان المياه التي تأتيهم هذه الايام بها درجة عالية من العكورة ولونها يميل الى البني وعندما تملأ بها الاواني وتتركها فترة من الوقت تجد الطين وقد ثبت على قاع الاناء مضيفا ان الصفة الجديدة للمياه جعلت النسوة يتركنها حتى تنقع ثم يبدان باستعمالها. وتساءل الفاضل (لماذا تغيير اللون وارتفاع درجة العكورة وقف على احياء معينة؟ وهل استخدامها يلحق بهم اضرارا؟) وطالب الفاضل الجهات المختصة بعلاج المشكلة حفاظا على صحة المواطن. من جانبها قالت المواطنة منال الطيب: ان تغير اللون بات هاجسا يؤرق مواطن الخرطومجنوب وان الاسر لم تعد تخفي حالة الاستياء بسبب اخفاقات هيئة المياه المتكررة، وقالت منال ان الاغلبية باتت تمتنع عن شرب المياه وباتت تعتمد على شراء مياه الصحة من البقالات خصما على المداخيل الضعيفة للاسر، ووصفت منال عملية شراء المياه بالمرهقة وان كثيرا من الاسر لا تستطيع ذلك، وللحصول على مياه الشرب تلجأ الاسر الى ترك المياه فى الاواني لفترة قبل الاستخدام مؤكدة ان تلك المياه غير صالحة حتى لغسيل الملابس والاستحمام ناهيك عن استخدامها للشرب. ومن شرق النيل شكا مواطنو (حى النصر) من المشكلة ذاتها التي يعاني منها مواطنو الخرطومجنوب حيث ابدوا استغرابهم من المياه الى تأتي اليهم، وقال المواطن العاقب انهم ومنذ اكثر من يومين يعانون في حي النصر مربع (26) من تغير لون المياه التي يستخدمونها فى جميع اغراضهم اليومية، وابدت الاسر مخاوفها من شربها لانها عبارة عن طمى، وان المياه بصورتها الحالية اكبر مهدد للصحة العامة خاصة لشريحة الاطفال مشيرا الى اصابة احد اطفاله باسهال حاد ما تطلب بقاؤه بجواره بالمنزل، وابان العاقب انهم لا يعلمون بمدى ضررها او صحتها لذلك فضلت بعض الاسر عدم شربها اما استخدامها فى الاغراض الاخرى فانه يحتاج الى عملية تنقية حتى تصبح صالحة للاستخدام. ومن جانبها قالت عوضية الحسين ان المياه صارت من المشكلات الملازمة للمواطن فى الصيف شحا وانعداما وفي الشتاء انفجارا في الخطوط يؤدي الى غرق الشوارع و توالد البعوض وتكدس الاوساخ، وفي الخريف بارتفاع نسبة العكورة كما هو الحال هذه الايام من خلال تغير اللون، وابدت عوضية استياءها من هيئة مياه ولاية الخرطوم التي لم تستطع وضع حلول جذرية لمعالجة مشكلات المياه التي باتت تتفاقم سنويا ما يؤدي الى ازدياد معاناة المواطن. وقالت عوضية ان الماء هو اساس الحياة مطالبة الجهات المختصة بمعالجة تلك المشكلات التى تواجه الامداد المائي حتى يتمتع المواطن بمياه بمواصفات تتواءم مع ما كتب على مدخل الهيئة (رؤيتنا توفير امداد مائي آمن كماً ونوعاً وكيفاً)