بعد إجراء الاستفتاء فى موعده المحدد حسب اتفاقية نيفاشا، جاءت النتيجة بأن اختار الاخوة الجنوبيون الانفصال عن الشمال، وسيتم اليوم اعلانها من مدينة جوبا حاضرة الجنوب، والرياضة كما نعلم تجمع ولا تفرق، وهى تدعو الى المحبة والتعاون والتكاتف والصداقة بين الشعوب، ولذلك نجد الرياضيين فى الشمال والجنوب يكسو وجوههم الحزن جراء الانفصال، ولكن رغم ذلك نجدهم يعولون كثيرا على دور الرياضة فى تقوية وتوطيد اواصر المحبة بين الشمال والجنوب.. «الصحافة» استطلعت عدداً من الرياضيين فى الشمال والجنوب حول الانفصال وجاءت آراؤهم على النحو التالي: فى البداية تحدث لنا سيستيلو جوبا عضو مجلس ادارة الاتحاد السوداني لكرة القدم السابق والعضو الحالي لمجلس ادارة اتحاد كرة القدم بجنوب السودان، والمشرف الاداري لمنتخب الجنوب، وقال: لا استطيع أن اعبر عن ما يعتريني من شعور بعد الانفصال، لأنني قضيت سنوات طويلة بالشمال امتدت لربع قرن من الزمان، عملت فيها بمصلحة البريد والبرق، وكذلك كنت عضواً بمجلس ادارة الاتحاد السوداني لكرة القدم، واعتبر أقدم عضو فيه، حيث قضيت فيه أكثر من ست دورات متتالية، كما أنني أنشأت صداقات وعلاقات إخوة صادقة مع زملائي بالعمل، وكذلك فى الاتحاد والحي الذى اسكن فيه، وهذه العلاقات لا تستطيع اية قوة فى الارض هدمها، ولذلك انا اعتبر هذا الانفصال انفصالاً سياسياً فقط، ونحن الرياضيين ستظل علاقاتنا راسخة وثابتة لا تتغير، وهى موجودة فى الوجدان. واستبشر سيستيلو خيرا بمستقبل العلاقة بين الشمال والجنوب على كل الاصعدة، لا سيما الرياضية، مؤكدا انها ستكون مميزة يسودها التعاون، مشيرا الى ان السودان كان له صوت واحد فى الاتحاد الافريقي لكرة القدم، وكذلك الاتحاد الدولى.. ولكنني اقول الآن اصبح له صوتان باعتبار الجنوب والشمال، وذلك سيصب فى مصلحة الرياضيين بين الشمال والجنوب. وعن مباراة منتخب الجنوب غداً امام المنتخب الكيني على شرف احتفالات اعلان الانفصال، اوضح سيستيلو جوبا أن منتخب الجنوب أقام معسكراً بمدينة ياي استمر لاكثر من أسبوعين، اجرى خلاله العديد من التمارين تحت اشراف المدرب سالي وبمشاركة اللاعبين من مختلف مقاطعات الجنوب. اما عن اللاعبين الجنوبيين بالشمال فقد اشار سيستيلو الى انهم استدعوا اللاعبين: اتير توماس، خميس مارتن، توماس، روي قلواك وغيرهم من النجوم للانضمام لمنتخب الجنوب، وسيتم ذلك فى القريب العاجل، اما مباراة الغد فلن يشاركوا فيها لأن الدعوة جاءت متأخرة. مدرب منتخب الجنوب دكتور سالي لولاكو، قال انه كان يعمل فى لجنة التدريب المركزية بالاتحاد السوداني لكرة القدم، وتم اختياره مدربا لمنتخبات الناشئين والشباب، وكذلك كان طبيبا للمنتخبات فى بعض الفترات، وقال: حقيقة وجدت التعاون مع الاخوة الرياضيين بالشمال، ولكن بحكم عملي مديرا طبيا لمستشفى جوبا لم اتمكن من مواصلة عملي فى مجال التدريب فى المنتخبات الوطنية بالصورة المطلوبة، ولكن الفترات القصيرة التى أمضيتها بالشمال مكنتني من معرفة كثير من الإخوة فى المجالات الرياضية المختلفة، سواء فى التدريب او التحكيم او الاعلام او الادارة. وعموما اتمنى أن يسود السلام بين الجميع لنتمكن من تنمية الشمال والجنوب اللذين انهكتهما الحرب التى استمرت طويلا، مشيرا الى انه سيعمل جاهدا من خلال موقعه الحالي مديرا فنيا لمنتخب الجنوب، على تطوير كرة القدم بالجنوب، خصوصا انها تعج بالمواهب والخامات، وسيمتد التعاون وتبادل الخبرات بين الجنوب والشمال من اجل المصلحة العامة أولفر موري رئيس اتحاد كرة القدم بجنوب السودان قال: أمضيت سنوات طويلة فى مجال تحكيم كرة القدم، وذلك منذ عام 1974م، وبهذه المناسبة مناسبة اعلان دولة الجنوب، لا أنسى ابدا الرياضي الاصيل خبير التحكيم الراحل عبيد إبراهيم الذى علمني الكثير، كيف لا وهو الاب الروحي لجميع الحكام، اذ كان يعاملهم مثل أبنائه لا يفرق بين هذا وذاك، وفوق هذا فهو رجل نزيه. وواصل اولفر حديثه قائلا: إنني افتقد الخبير عبيد إبراهيم كثيرا، ولكنها ارادة الله، وكنت اتمنى ان يكون بيننا فى هذه المناسبة، خصوصا أن ثمار غرسه قد عمت كل انحاء السودان. وحقيقة هو يستحق التكريم. وقال إنهم فى اتحاد الجنوب لكرة القدم سيظلون اوفياء لذلك الرياضي الاصيل، الا وهو الخبير عبيد. وستظل الرياضة وعلى وجه الخصوص كرة القدم حلقة الوصل بين شعبي الجنوب والشمال، مشيرا الى أنه اذا كان هناك اناس فى الشمال والجنوب يحملون نفس افكار وآراء عبيد ابراهيم لربما الذى حدث الآن ما كان له أن يحدث، وطالب اولفر فى حديثه الرياضيين فى الشمال والجنوب بأن يعملوا سويا من اجل استمرار العلاقات الطيبة التى تقود الى التنمية والازدهار للجنوب والشمال، وبالنسبة لنا فى اتحاد الكرة فإن ابوابنا مشرعة لاخوتنا فى الشمال، وبنفس القدر انا لا اتصور اذا جئت الى الخرطوم أن احجز فى فندق للاقامة، وبالطبع سأتجه الى منازل اخواني واشقائي فى مجال التحكيم. وأذكر منهم صلاح أحمد محمد صالح وعامر والسر محمد على، وبنفس القدر اذا هم زاروا الجنوب لا اقبل ابداً أن يذهبوا الى اي مكان آخر خلاف منزلي الذى هو منزلهم، وهكذا علمتنا الرياضة. مدير مركز أولمب أفريكا بأم درمان وخبير تدريب كرة السلة بابكر بخيت، قال إن كرة السلة شهدت فى ستينيات القرن الماضي دخول عدد من الاخوة الجنوبيين فى ساحاتها، واسهموا بقدر كبير فى تطورها وازدهارها فى ذلك الوقت، وأذكر منهم اسرة بوث ديو وبونا ملوال ومكولا مكواج ودود ملوال وغيرهم، ولكن سبقهم فى ذلك اسر شمالية اذكر منهم أولاد خوجلي وعباس يسين واولاد المصري وحبشية وغيرهم من الأسرة الشمالية، بالاضافة الى الاقباط والجاليات كل له اسهام فى كرة السلة، وعن تأثير الانفصال على كرة السلة باعتبار ان هناك عددا مقدرا من الجنوبيين يلعبون بالاندية والمنتخبات الوطنية، قال الخبير بابكر إن كرة السلة لن تتأثر بالانفصال، لأن أغلب الذين يمارسونها خصوصا بالخرطوم هم من الشمال، ولكن هناك اندية قليلة ستتأثر مثل الاولمبي الذى معظم لاعبيه من ابناء الجنوب، موضحا أن نشاط كرة السلة سيستمر، وتمنى فى ختام حديثه كل التوفيق للإخوة الجنوبيين فى دولتهم الجديدة، مؤكدا ان التعاون وتبادل الزيارات سيتم فى الفترة المقبلة، خاصة فى كرة السلة من أجل فائدة الطرفين.