مدخل: (1) (عيناي واحدة ترى مسرورة بحضورها جذلي وأخرى تذرف).. مدخل: (2) (يا ثورة الامجاد انشدي وانثري القصيد وقولي .. انا هنا أمينة لشعبي يا ليلة الميلاد للخلاص. عجلي المسير بالرحيل للطغاة بل بشري الابناء واسرعي الخطى - فقد طال ليل الانتظار والمقيل والشقاء للعليل والبناء يالحظة المخاض - رغم الاعسار عجلي وانثري وعبدي الطريق بالدليل وانشدي وانشدي التغيير بعد الذي حصل ما للصبر من أمل.. ما للصبر من أمل - سطري الحروف للنضال واستنهضي النضال بالسلام وانبذي الحصار بالمثال وبهمة العباد والشباب في السودان عجلي لنا بوقفة الميلاد وفرحة الاحباب فالعيد على الابواب.. يا درة التاريخ ومبعث البطولة أين همة الشباب؟! انهضي وابعدي عن مجدنا لكل ظالم بدل الحياة ينشد العدم وعالم السراب والشعب الأبي ما زال في انتظار (ومضة العشم) والعودة بمن آثر الغياب هلموا يا صحاب - هلموا يا صحاب.. (1) السبت 2011/7/9م هو يوم الواقعة: (هذا يوم الفصل) ... نعم قد مرت على السودان نكسات وكوارث، بل وأيام مرة وليالٍ حبلى بالمشاق ومليئة بالمآسي.. ولكن لم تمر عليه ابدا ابدا كارثة كالتي حلت و(وقعت) (صبيحة اليوم) السبت التاسع من يوليو من عام احد عشر وألفين لميلاد السيد المسيح عليه السلام - فالصدمة التي وجهت الى شعب السودان الصابر والحزين صاحب الارض ذات المليون ميل مربع تلك الرقعة الجغرافية الشاسعة والواسعة (صدمة كبيرة كبيرة).. بل هي حالة من حالات الشلل الدماغي والعصاب الذهني الذي قاد بأهله الى حالة (الموت السريري) - والمفارقة في النتيجة غير الطبيعية لتقبل هذا الشعب (الفارس) بالسيرة عبر التاريخ - صاحب المواقف المشهودة بالبطولة والتي ادهشت العالم - حينما استطاع ان (يقرر) ويحرر بلاده ذات الشأن والحدود المتعارفة منذ (1956/1/1م)، من ايادي المستعمر التركي المصري (1821 - 1885)م، والانجليزي المصري (1898 - 1956)م، حينما كان كل العالم المعروف اليوم يرزح في معمعان واغلال القيد الاستعماري من مشرق الشمس الى مغربها، لحظتها كان شعب السودان هو الاستثناء، فلم نسمع ان خذلته شجاعة، ولم يعجز يوميها من ايقاله سلطة ، مهما كانت او قويت شوكتها او هددت بترسانتها العسكرية، فالكل يشهد لها الى ما قبل قدوم انقلاب 30 يونيو 1989م، بأنها الانموذج في رسم الطرق للثورات في دول العالم الثالث والحديث - واذا تحدثنا عن الانتفاضة المسلحة للحركات والتي ينسبها اليوم البعض ظلما للجيفارية - نقول لهم بملء الفيه (ان الثورة المهدية) هي حركة التحرر الام، والتي اكملت مشروعها الجهادي ورسمت حدود دولتها الحديثة عنوة لذا ما كان امام جيفارا (الثائر) حين زيارته في عقد الستينات الى القارة الافريقية، ان شرف السودان بزيارة قبر زعيم حركات التحرر (الاول) والوطني منذ القرن التاسع عشر الامام محمد أحمد المهدي عليه السلام، وذلك شرف ما بعده شرف - ولكن لماذا تحول كل ذاك الاشراق الثوري والادب البطولي الى نكسة؟! ما بعد مشروع الترابي الحضاري؟! أتكون اكذوبة (الرئيس والحبيس) هي السر الذي ظل محدثا الشلل العفوي للهمة العظيمة للشعب السوداني (الفضل)؟! ... وحقيقة الامر كل العالم مندهش اليوم ويتساءل ما الذي اصاب الشعب السوداني؟! وكيف تحولت خارطته الوجدانية 180 درجة الى النقيض..!!! وانقلبت عنده كل الموازين دون معاييره التي عرف بها - حتى ظن البعض ان مكمن السر في اسلحة الباطل التي تفشت بالاكاذيب - لأن النبي صلى الله عليه وسلم حينما سئل عن هل يكذب الرجل ؟! فأجاب وقال لا يكذب الرجل، لذا فأكذوبة (العراب) هي من اصابت قوانا ونخوتنا بالاذية التي تفشى باطلها فينا وانتشر فهل كان في استطاعتنا ان نشهد موتا جماعيا ونسكت كما حدث لضحايا (الاسبرت)؟! ذلك الموت المأساوي الذي شهدته حواري واذقة العاصمة المثلثة ، الا يدعو ذاك الموت المجاني للحيرة؟! لكن بما اننا قد اعتدنا على (تقبل الحزن) منذ ضربة البداية والناس على مدخل (العيد السعيد) حيث كانت مأساة شهداء (28) رمضان - بطريقة يعجز الحديث فيها حتى عن انهاك حرمة الموتى وحقوق الانسان - ثم كانت الطامة الكبرى في الوقائع التي تعارف عليها ببيوت الاشباح - وهنا حدث ولا حرج من (الجرم) فما عايشه وشهده (احرار السودان) لم يسمع عنه العالم لا في فعائل السافاك ولا في جرائم عصابات الموساد، بل ذاك (ملف) يا الحوار كمال عمر تختشي من سوء فعائله حيوانية الضباع الكاسرة وبشاعة السباع الجائعة ناهيك عن الحديث بها او اظهار عضلات الوعود والزعوم الكاذبة واذا كانت رايات التحدي حقيقة كما كذبتم فمرحب (فألقوا بملفكم المزعوم وسنلقي) والشعب حكم بيننا، وإلا فإن للحديث ما بعده والسلام.. (حيث لا تنفع شفاعة الشافعين)، ولولا اننا نؤمن (ان شبر حرية افضل من ميل شمولية لفشينا الغبينة اليوم ونحن اهل لها لا ندعي ولكن سل التاريخ عنا من نكون؟!! وكفى بطولة ما انت قدرها يا حوار الشيخ الجديد!! (ويا بوصلة العرق ما بين الجنوب والعراب) (طيب ابوبكر دينق الجاك شول يكون شنو)؟!! التحية له من اخ خلوق دينا ودنيا.. (2) قصة الانفصال.. فيما كان ذاك العذاب؟! واللف والدوران بالاتفاقيات..؟!! (-) نقول كان وما زال هو التمهيد الفعلي ليوم الانفصال الكريه، والعمل لوقوع هذه الكارثة والمهر الغالي هو (كم من شاب لا يعوض فاضت روحه سدى)... لا لسبب الا لنشدانه (للحرية) مات بدم بارد على ايادي جلادي العشرية الاولى للانقاذ (ايام الاكذوبة الكبرى) من شذاد أفاق سلبت من افئدتهم الشفقة وحتى (هفوات الشباب) الانسانية وانتزعت بالحرمان من قلوبهم الرحمة (الرحمية) لذا كان من الطبيعي سقوط الطائرة ليقفل (الملف الاسود) بدلا من ان (يفتح الصندوق الاسود) (وللا دا ما ملف بالحوار كمال)؟! (لينكشف المستور) وعلى ذاك المنوال (يا كمال) لك ان تقتبس - كيف ان انقاذ (الشعبي) جائرة وحاقدة أتت لتعذب وتتفشى في هذا (الشعب الطيب) بل لتجرده من كل خصاله واخلاقياته الحميدة والانسانية السمحة، عبر تاريخه المجيد، وبعد ان نجحت في مسعاها العدائي وانتهت من (ثلثي الشعب) التفتت الى (ارضه وعرضه) فقد تركتها سائبة بلا راعي او حارس واعي يعرف قيمة الجدود ويدافع عن الحدود ومن وقتها مهدت (للانفصال الكبير)، حينما قبلت راضية مختارة بضياع حق شعب (العبابدة والبشاريين) من الشعب السوداني (الفضل) في حلايب وشلاتين بل اصبح حتى الاشارة الى احتلال مصر لأراضي سودانية من الموبقات والخطوط الحمراء للعلاقة ما بين الحكومتين في (مصر مبارك) و(سودان الترابي) وكل ذلك في (شنو ما عارفين) !! وعلى تلك الشاكلة ضاع علينا (مثلث ألمي) ما بين (الانقاذ وكينيا) والسبب نجاح نيفاشا والبنود السرية (فصل الجنوب) وقد كان وكذا الحال ما بين السودان واثيوبيا - (فالفشقة وما ادراك ما الفشقة يا شيخ كمال عمر) حدث ولا حرج - فالرحمة على قبر الشهداء حمدان ابوعنجة والزاكي طمل وصلا الى قوة دفاع السودان وغناء عشة (الفلاتية) الى ابطال كرن، وهكذا ظلت العشرية الاولى تفعل بمعولها تقطيعا وتوريثا لأجزاء السودن (للآخر) بلا (أمم ولا دستور) والكل يتفرج، والادهى والامر، ان عرابها الاكبر في تلك الفترة قد تبرأ وحواريوه الآن منها تماما وبالأحياء من (سوء فعائلها) وصار اليوم (مجاهدا ضدها) (ألعب غيرا)...!! وداعيا للحرية وصل ببعض حوارييه مناداته باسم (امام الحريات) يا سبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله!! ٭ لكن هذا هو آخر الزمان - وهذه هي الصاخة واللعنة التي اصابت شعب السودان الأبي في مقتل، حتى صار يتخبط ولا يدري كيف يكون المسير وان كان الفشل الزائد عن الحد يمكن ان يصير نجاحا، فنظام العراب الترابي في عشرينيته الاولى في الحكم قد فشل فشلا بامتياز (بقدر مستوى الادعاء الذي يصفه به حواريوه من ذكاء).. والذي اذا قيس اليوم بغيره بمقدرات المفكرين الحقيقيين في ميزان العدل لكان التقييم السليم له (صفرا كبيرا) ، ويكفيه نجاحا اقصد (فشلا) فصله للجنوب عن الشمال، ثم العمل الى تقسيم السودان عبر (الحركات المسلحة)، والتي ما انفكت تتوالد كالاميبيا عقب كل (تفاوض) من لدن (ابوجات علي الحاج وشنطته)، وصلا الى نيفاشا ورحيل قرنق المفاجئ والمحطة الاخيرة حدوث (الواقعة) في 2011/7/9م، فأي سعادة يشهدها العراب اليوم، وهو على اعتاب العقد الثامن من العمر؟!! وهل هو سعيد بتحقيق حمله التاريخي في (ارذل العمر)...!! يشاهد كيف وقد نجح في ضياع شعب بأكمله وقسم ارضه؟!! فقد سمعنا عن السادية وعن جبابرة النازية (موسليني وهتلر) ولكننا على الاطلاق لم نكن نتوقع ان قمة الارهاب في مدرسة الترابي (الاسلاموية) وقد يقول قائل لماذا كانت المفاصلة في 1999م، ونقول لولا المفاصلة لما تم الانفصال وما المفاصلة الا التعريف المصدري مجازا للفعل (فصل) (وللا دا ما صاح يا وقيع الله الما بترفع الا بالانقاذ كما اعتاد يكتب)؟!!(ما في علاقة بين الدكتورة والسب للآخرين) !!!!! ٭ عموما العزاء ما زال في تماسك الوجدان بالوحدة والاخوة سوف تظل من قبس الرحمن وسيظل السودان خالدا بحدوده المتعارفة حرزا امينا في ضمير كل حر ذرفت عينه دمع الفراق حسرة في يوم 2011/7/9م. (3) هكذا ودعناهم!!.. هذه العبارة استلفتها من غرائب الصدف من الذاكرة لاستاذنا في المرحلة الابتدائية (ساما السابا كلاسيوا) من جنوب السودان الحبيب. وقف باكيا حزينا وهو يودع طلاب الصف السادس بمدرسة القوز الابتدائية بالخرطوم، فردد مودعا التلاميذ يرميها بهذه العبارة المؤثرة والمليئة بالشجن، وهأنذا تفيض عيني دمعا من فعائل العراب وزمرته، ولا أقل وداعا ولكن الى حين ، طالما ان في (الفؤاد ترعاه العناية بين ضلوعي الوطن العزيز) كما قال الشاعر خليل فرح..