من الواضح ان «موضة» اليوم اصبحت تتمثل في استعانة كثير من المرافق الحكومية او الخاصة برجال شرطة او رجال امن او رجال حماية يتبعون لشركات خاصة ليس لحماية الامن وبسط الاستقرار وإنما لإذلال المواطن السوداني الذي تقوده الظروف او طبيعة عمله لزيارة احد تلك الامكنة المشبوهة ، لقد رأينا مناظر غريبة من هذه النوعية لدى شركات حكومية ومرافق عامة تقدم خدمات برسم محدد للمواطن السوداني ليتفاجأ بالتعامل المتخلف الذي ينم عن جهل وفظاظة وحماقة وامراض نفسية لا تليق بالسودانيين بعد انفصال الجنوب..هذه المقدمة سببها تعرض الزميلة الصحافية نجاة الحاج اول من امس لمعاملة وحشية من قبل سبعة افراد من شرطة مستشفى بحري اوشكوا ان يعتدوا عليها بالضرب واسمعوها كلمات تنم عن الجهل وعدم الانضباط واللياقة. وتعود القصة الى ان الزميلة الصحافية نجاة الحاج وهي صحافية تتمتع بعضوية الاتحاد العام للصحافيين السودانيين ذهبت الى مستشفى بحري لتنفيذ مهمة صحافية تتعلق بمركز «السلطة الرابعة» الذي يتعامل مع عدد من الصحف وابرزت بطاقتها الصحافية لشرطة المستشفى والذين اشار بعضهم الى ضرورة دخولها عبر البوابة الكبيرة وليس الصغيرة وحينما ذهبت للبوابة الكبيرة وجدت سبعة من افراد شرطة المستشفى بانتظارها ليمنعوها من الدخول، «لقد ادركت من نظراتهم انهم كانوا علي علم باني قادمة» تقول نجاة الحاج ولذلك فوجئت بالتعامل الجاف بلا مقدمات او اسباب وحينما ابرزت لهم بطاقتي الصحافية اشتد غضبهم وقالوا لي لو كسرتي رقبتك ما حا تخشي المستشفى واعلا ما في خيلك اركبيه ..اذهبي واشتكي الى حيث تشاءين اذهبي الى وزارة الصحة. ليس هذا فحسب بل حاول بعضهم الاعتداء عليها بالضرب وهددها سبعتهم بالضرب اذا لم تغادر بوابة المستشفى. هذا بالضبط ما حدث بالبوابة الكبيرة لمستشفى بحري الذي يتولي منصب المدير فيه د. احمد زكريا وهو حدث يتطلب التحقيق الفوري من قبل ادارة المستشفي اولاً ومن قبل قيادة الشرطة ثانياً ونحن نثق في صرامة الفريق اول هاشم عثمان الحسن مدير عام الشرطة التي ترفد المستشفيات الحكومية برجال الشرطة المحترمين وليس الجهلاء، نعم من المهم ان يسارع مدير مستشفى بحري باجراء تحقيق في الحادثة احد الجناة يحمل ديباجة عليها اسم محمد احمد زكريا فهي غير عادية وتنم عن سلوك ربما يرتد على ادارة المستشفى او تتهم ادارة مستشفى بحري بالتحريض ضد الصحافيين عبر استخدام الجهلاء والبلطجية وهو الامر الذي يقودنا للتساؤل ماذا تخفي مستشفى بحري في داخلها؟ ولماذا تخاف وتكره الصحافة لدرجة ترك سبعة رجال جهلاء في حالة هياج يحيطون بامرأة واحدة بسبب انها صحافية؟ إنه شروع في ارتكاب جرائم اعتداءات ضد الصحافيين والصحافيات وإرهاب متعمد يحتاج الى ردع بالقانون اذا كان هذا البلد يرغب حقاً في ان يكون دولة قانون ومؤسسات. هذه الحادثة ستفضح لجنة الحريات بالاتحاد العام للصحافيين السودانيين اذا لم تسارع باتخاذ الاجراء اللازم لحماية عضويتها وحماية حقوق البطاقة الصحفية وهذه الحادثة ستجر لادارة مستشفى بحري ما لا قبل لها به اذا لم تحقق في الجريمة وتجبر الجناة علي الاعتذار للصحافية وتراعي الاهلية في اختيار حرس البوابات بالتعاون مع الجهات المختصة للحفاظ على سمعة العمل الشرطي والتأكد من ملفات المنتسبين وستكون لنا عودة لهذه المسألة قبل ان يتخذ وكيل وزارة الصحة ومدير عام الشرطة ومدير مستشفى بحري الاجراء المناسب باعتبار ان الصحافة شريكة في ضبط اداء المرافق الخدمية وهي العين المراقبة والناصح والناقد البصير لاجل المصلحة العامة وقديماً قيل القضايا متشابكة مع بعضها بعضا.