(احوال) معرض تشكيلي تم افتتاحه في صالة المركز الثقافي الفرنسي ويستمر حتى نهاية هذا الشهر. حاول ان يعبر فيه الفنان هيثم عن رؤية فاحصة للعالم المرئي تتيح لنا مشاهدة حول لا نهائية له من الاشكال والالوان، وهو يدعونا لنرى هذه التجربة التي تختلط فيها الدواخل بالعالم الخارجي. هيثم عبد ربه خريج كلية الفنون الجميلة/ جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا اقام عدة معارض داخل وخارج السودان والتقيناه في هذه المساحة حول معرضه الاخير (احوال): .. في البداية قال اهدي هذا المعرض اهداء خاصا لروح الفنان التشكيلي د. أحمد عبدالعال لانه استطاع ان يسهم في تحديد مدرسة في التشكيل السوداني وهي مدرسة الواحد.. اسميت المعرض احوال لأن الانسان في الطبيعة يعيش احوالا زمانية ومكانية حسب البيئة التي يعيش فيها. الانسان البسيط العادي عنده مخزون يجري في الذاكرة يستطيع ان يسترجع هذه الحالة اذا كانت موقفا او غيره، انا من خلال هذه التسمية اريد ان اعكس مقدرة الانسان البسيط الذي لا يملك الآليات .. التعبيرية من شعر وتشكيل، فأنا اريد ان اوضح مقدرة الفنان التشكيلي في التعبير عن هذه الحالة من خلال الوان من حالة غير مرئية الى حالة مرئية معكوسة من خلال لوحات، انها احوال يراها الانسان لا يستطيع ان يعبر عنها لكن الفنان التشكيلي عنده مقدرة على التعبير عن هذه الاحوال . فمثلا بيئة الغربة فيها فترات مختلفة خلال اليوم صباحية ، نهارية، ليلية الثلاث فترات هذه يختلف فيها العمل. الصباح حالة فيه عمل وزراعة وبعد الزراعة في النهار يمارس طقوسا محددة، الفترة الليلية حالة مختلفة لأن الظلام يفرض مستوى رؤية محددة فيه حالة من الغموض، فلكل حالة جوها وطقوسها واثرها على الانسان ، فرغم ان الانسان يعيش وسط المجتمع الا ان اي انسان عنده جوه الخاص به كانسان مختلف عن الآخرين.. فأنا لا اريد ان ارسم البيئة ولكن اريد ان اعكس الحالة فالتركيز كان اكثر علي ايحاء الشكل واللون اكثر من رسم الواقع ، فاستخدمت الابستراك في انني اعكس حالة خاصة من خلال اللون والشكل عن طريق الخلط بين الواقع والخيال.. من خلال هذه التجربة حاولت ان اعكس نموذجا خاصا ما موجود في التشكيل السوداني خلطة في المدارس التشكيلية الموجودة في السودان انطلاقا من مدرسة الخرطوم ومدرسة الواحد، واستلهمت تجارب هؤلاء الرواد ولم احاول ان اقلد لا في الشكل ولا المضمون. من خلال هذه التجربة والجو العام في بداية آمل في اني يمكن ان نستدرج المتلقي السوداني ونحاول ان نوجد متلقى حقيقيا لفن يمكن ان يضيف للفن السوداني من خلال الشكل والمضمون البسيط الذي يمكن للمتلقي العادي ان يستوعبه. اما خلال تجربتي البسيطة خارج السودن أحسست ان الفن التشكيلي السوداني مميز ومختلف عن باقي الرسم الموجود من خلال اللون والخط ، فالمتلقي الخارجي اعترف ان التشكيل السوداني مميز وان اللوحة للفنان السوداني غنية ومعبرة . والمتلقين لن يستطيعوا ان يميزوا ان هذه اللوحة رسمها فنان سوداني من خلال عدة لوحات لفنانين من جنسيات مختلفة. واخيرا اتمنى قيام متحف ضخم يوثق للفن التشكيلي السوداني المعاصر لأن هناك انتاجا كبيرا من اللوحات وتجارب متعددة لم تجد حظها من التوثيق وماتت في البيوت ولم تجد حظها من العرض.