باتت العاصمة الصينية بكين تستقطب مرضى السرطان من جميع أنحاء العالم، من الباحثين عن وسيلة علاجية لا تتوفر في غيرها من دول العالم، خاصة تلك الحالات التي استعصى على الأطباء علاجها. وكانت السلطات الصحية الصينية قد سمحت نهاية عام 2003م باستخدام العلاج الجيني لحالات السرطان المستعصية. ومنذ ذلك الحين بدأ المرضى، ممن وصل الحال بهم إلى مراحل متقدمة جداً، ومن المُقتدرين مادياً في أوروبا وأميركا الشمالية، بالاتجاه نحو المستشفيات الصينية في بكين، لتلقي ذلك النوع من العلاج الواعد. ويعمل العلاج الجيني الصيني لحالات السرطان على إدخال جين يُدعى «بي 5» داخل فيروس، ومن ثم يُحقن هذا الفيروس داخل أجسام المرضى بالحالات المتقدمة من السرطان. وهذا الجين موجود داخل الخلايا الحية بجسم الإنسان، لكنه للأسف إما مُعطل عن العمل، بفعل تأثير عوامل شتى، أو أنه أُصيب بنوع من التحور الذي يُلغي فاعليته لدى المرضى المُصابين بالسرطان. وقال الدكتور زهاوهيو بينغ، رئيس قسم الأبحاث في الشركة الصينية، «لدينا نتائج خمس سنوات من التجارب العلمية الطبية حول استخدام هذا العقار الجيني التي أكدت فاعليته وأمان استخدامه»، مشيرا إلى أن تكلفة العلاج لمدة شهرين حوالي 20 ألف دولار، ويقوم العلاج على تجميد الورم وإزالته بدون استخدام كيماويات، وقد تجاوز عدد العمليات التي تم إجراؤها «5000» عملية. ويأتي هذا العلاج في وقت ظل فيه العلاج الكيماوي الأكثر استخداماً لمواجهة السرطان، والعلاج الكيماوي هو علاج باستخدام أدوية كيماوية تُعرف بالعقاقير المضادة للسرطان، تقوم بالقضاء على الخلايا السرطانية وتدميرها، وتميز هذا العلاج في السابق بمقدرته على معالجة الأورام المتنقلة والمنتشرة، بينما يقتصر العلاج الإشعاعي أو الجراحة على معالجة الأورام المنحصرة بمواضع محددة، وتعود فعّاليته المميّزة إلى أن الخلايا السرطانية بطريقة ما أكثر حساسية تجاه الكيماويات من الخلايا الطبيعية، وقد يتم استخدامه بوصفه علاجا منفردا لدى بعض الحالات، أو جزءاً من برنامج علاجي متكامل يتكون من عدة علاجات مشتركة، ويتم اتخاذ القرار باستخدام هذا العلاج بالموازنة ما بين فاعليته وآثاره الجانبية ومضاعفاته المستقبلية، وبين خطورة السرطان. وبطبيعة الحال فمضاعفاته وآثاره مقبولة مقارنة بالمرض نفسه، إضافة إلى أن المردود العلاجي إيجابي بشكل كبير جداً.