تحكي مجالس ولايات السودان المختلفة هذه الايام قصة حقيقية اقرب الي الخيال تحكي عن بطولة الشاب السوداني نابى احمد على عصب الذي لم يتجاوز العشرين عاما والمولود بمنطقة الغبش ريفي شمال المتمة والذي قدم نموذجا فريدا للشجاعة والتضحية والفداء حيث قام الشاب بانقاذ ثلاثة اطفال من الغرق وفقد نتيجة لذلك يده اليسرى من مفصل الكتف. وبدات قصة البطولة عندما حاول الشاب نابى انقاذ ثلاثة اطفال اثر انقلاب وسيلة نقلهم من مشرع قرية كلي الى كبوشيه واثناء ذلك قطعت مروحة المركب البخاري ( ابو رفاس) يده اليسرى ، ورغم الألم الهائل جراء قطع اليد الا أن نابي الفتى الفدائي ظلّ الى اخر لحظه ينتشل الاطفال الثلاثة حتى أنقذهم جميعاً في صمود أسطوري اشتهرت به مناطق الجعليين منذ الماضي القديم وعاد نابي من رحم الحاضر ليؤكد معاني الشهامة والفراسة. وازاء هذا الموقف النبيل تداعت مجموعة طيبة من عامة شباب أهل السودان تعارفوا على صفحات موقع الفيسبوك وتعاهدوا على فعل الخيرات وتواصوا بالحق واشاعة البر بين الناس فأنشأوا صفحة (كلنا نابي) على الفيسبوك و بسرعة مذهلة التف حولها الشباب ليقارب أعضاء المجموعة 400 عضو مسجل وقرروا ترتيب زيارة البطل نابي في منزله بقرية الغبش و تحرك ركبهم الميمون وهم يرددون : البوب لي نابي آ ناس .. بوب بوب بوب والله ولد و حرررم دود و أمانة دار جعل الليله ما مرقت جنياتا حيّ على الواجب يا أهل الواجب نابي يمثل قيم أهل السودان بأكمله شبابا و عقابا تاريخا و كتابا نابي كتب سطر جديد في سفر الخلود والفداء أمرقوا آ ناس أرحكن على نابي. وتعد حالة نابي حالة متفردة تحدث كل قرن استحق عبرها ان يسجل اسمه ضمن عظماء السودان حيث يستقبل اهل نابي يوميا مئات المهنئين وكتبت في تضحيته قصائد كثيرة منها : سلام فارس عركة ام صهيل ودناب ستار العروض لى المحن بقيتا حجاب ظيطك طلع عم القراب واغراب تفخر دار جعل بى الخيرو فاض صباب سلام فارس الغبش يا زعيم تسلم جريت غناى وجبت فوقك نم حقيت الشكر حلف يمين وجزم بى فد ضراع شافوك هزمت اليم فى دار جعل برز الفارس المغوار خاد لجة البشيل عوام معروف غدار ثابت الهمة ما رجف عينيهو توقد نار يسلم نابى المك ود مكوك الدار تقعدلو الدقون ساعه الفصل و الشوره .. ابواتو التلوب و العركه همَّ صقوره .. أردبو اردبين ما بقيس عطاو بالكوره .. ان رز النحاس الحاره فوق صنقوره .. فارسا من جهلتك على الشهامة مجرق سيطك فاض عم كل الفيافى ودفق بى نجدة صغار بعد ما غرابن حلق تسلم نابى حقيت الشكر ليك غناى مطبق وتقول الروايات ان هذا الحدث تكرر في دار جعل وبالفعل قبل 100 عام و في ذات المنطقة حيث شاهد شيخ كبير يفلح في زراعته رجلاً شارف على الغرق في النيل و سمعه يصرخ : يا ابو مروَّه.. يا ابو مروَّه.. فلم يتلفت ورمي بنفسه في النيل خلف الرجل الغريق .. وكاد أن يغرق هو ايضاً فأدركاهما بقية المزارعين ولاموا الشيخ : كيف تقع البحر وانت ما بتعوم.؟ فقال لهم في حزم: يا ناس الزول قال يا ابو مروَّه .. ما قال يا ال بتعرف العوم..!!! وكان في مقدمة الوفود المهنئة الشيخ طارق اللبيب الذي انعقدت بخلوته المباركة اللجنة التأسيسية لمجموعة كلنا نابي مساء الجمعة و بتشريف الأخ فخر الدين عثمان عوض الكريم المدير التنفيذي للهيئة الشعبية لتنمية وتطوير المتمة ممثلاً لسعادة الفريق أول هاشم عثمان الحسين رئيس الهيئة الشعبية لتطوير المتمة محمد سر الختم احمد مقرر الهيئة. وقد ناقش الاجتماع باستفاضة الوضع الصحي العام للأخ نابي على ضوء التقرير الطبي وعلى الفور شكلت اللجان الفرعية للوفاء بحق هذا الشاب الرمز لكل شباب السودان و ما يجب أن يكون عليه شباب السودان و شرعت لجنة ( كلنا نابي ) على الفور في التحضير لتكملة علاج نابي و توفير أجود أنواع الاطراف الصناعية بالخرطوم أو خارج البلاد وتأمين مستقبل كريم ومأمون اعترافاً بفضله و تعبيراً عن انتماء المجموعة لهذا الموقف النبيل الذي وقفه وكابده في جلد و مصابرة وفدائية منقطعة النظير وسيشهد منتصف الأسبوع الأول لشهر رمضان الكريم التدشين الفعلي لحملة كلنا نابي في أمسية رمضانية حاشدة بكل ألوان الطيف السوداني احتفالاً بفارس السودان واستبشاراً بعودة الروح السودانية الأصيلة والنبيلة لشبابنا الذي هم أحوج ما يكونون للاطلاع على هذه التجربة البشرية والانسانية المتفردة ..