{ حاضرٌ فينا إحساس المسؤوليَّة متى ما نادى المنادى.. هكذا نحن - السودانيين - تشرَّبنا مكارم الأخلاق بالفطرة. { يدحض القول الفعل غالباً، والدليلُ على ذلك ما تداولته الآذان من أخبار وأحاديث حول البطل «عبدالخير» أو «ود الناير»، كما يحلو للبشرى ود البطانة مناداته، وهو يسرد قصة (أم شوايل) كقصيدة أروع من قلادة على جيد الحروف. { ف «ود الناير» لم يستغرق الكثير من الوقت منذ أن سمع عن قصة الطفلة المتحدِّثة من أعماق الجب.. ليخرج بها من غياهب البئر المظلمة إلى الخارج، كانفلات القمر من جوف السحاب في الليلة الظلماء..! فالتحية لك عبد الخير.. { نافذة على النيل تحية الاستبسال والشجاعة نبعثها تقديراً إلى ذلك الفارس الذي هزت سيرته القلوب، حينما أنقذ ثلاثة أرواح من بين ثنايا الموت في مركب (رفَّاس) أثناء انقلابه في عرض النيل بعد توجِّهه من منطقة (قوز بره) إلى منطقة (كبوشية) ريفي شندي. فهذا الفتى لم تُقطع يده نتيجة سرقة ما، ولا حتى في حادث مرور عادي، ولا في خلاف حاد، إنما انقطعت يده في محاولة لإنقاذ ثلاثة أطفال كاد المركب يكون وسيلة وصولهم إلى الآخرة - عوضاً عن (كبوشية) - لو لا لطف الله ثم شجاعة هذا الشاب الذي لم تتجاوز سنيُّ عمره ال (21) عاماً، وأمثاله غالباً ما يقضون أوقاتهم أمام القنوات الفضائية أو (تربيزة البلياردو)، وها هو يقطع يده ويذبحها كبش فداء يقدمها لبطن البحر لينقذ هؤلاء الأطفال الثلاثة..! فلك انحناءة تقدير الفارس «نابي أحمد علي عصب». { نافذة على الشارع قصدت تسليط الضوء على هذه القضايا لأن في مضمونها رداً على كل من يتهم هذا الجيل بقلة «المروَّة».. ولأنها تحرِّك في كل شاب روح الرجل التي حركت «عبدالخير بطل البير» ونابي فارس البحر». { خلف نافذة مغلقة ما فينا البدس الزاد واخش لا جوَّه لا فينا البسد بابُو وبجِر واتحوَّا شدعاناً وكت رطني السللَّح دوَّا نتَّالب محل ما سمعنا يا ابو مروَّة..