حذر الامين العام لحزب المؤتمر الشعبى، الدكتور حسن الترابى، من تفتت السودان المتبقي وتقطع اوصاله، وانفصال اقليم دافور وقيام جنوب سودان جديد، واعرب عن خشيته من قيام ( جمهورية شمال شمال السودان)، وقال ان دارفور يمكن ان يمنع مواطنوها من حمل الجنسية فى المستقبل حال انتهاجها طريق الجنوب ،وشدد على ضرورة تحقيق العدالة داخليا «وليس فى هولندا». وقطع الترابى، في مؤتمر صحفي امس، عقب عودته من جولة خارجية، شملت تركيا ومصر، بحتمية وقوع الثورة في السودان، ورجح حدوثها خلال ايام قلائل ،وقال ان الثورات لا تصنعها الاحزاب وانما تصنعها الشعوب، ورأى ان الحزبين الكبيرين «الاتحادي الديموقراطي الاصل وحزب الامة» ،موقفهما غير واضح ازاء الثورة «لكن رأي قواعدها واضح». وكشف عن قيادته لاتصالات مع جميع الفصائل المسلحة في دارفور بغرض تجميع السودانيين، واوضح ان الحركات المسلحة « لا تريد حرباً ضد السودان»، وانما تسعى لتغيير اوضاع محددة، واعتبر ان حدوث الثورة سيجعل تلك الحركات تضع سلاحها، وقال ان الحكومة تعد المواطنين بتنفيذ المشاريع ومحاربة الفساد وحل مشكلة المياه بغرض تنفيس غضبهم وابطال روح الثورة. وشدد الترابي على ضرورة اقامة العدالة في السودان «وليس في هولندا»، واشار الى ان تجربة الشعب السودانى مع الدكتاتوريات خلال ثورتين انه يعفو عنهم ولا ينشغل بهم، وقال « نسعى لتحقيق العدالة الى الامام وليس الى الوراء»، لكنه استدرك بالقول «ان هذا لايعني عدم محاسبة من قتل واغتصب ويتّم». وقلل من تأثير التراشق اللفظي بين حزبه وحزب الامة، وبقية الاحزاب السياسية، وقال ان ذلك التراشق لا وجود له داخل الغرف، واكد توحد القوى السياسية المكونة لتحالف لقوى الاجماع الوطني، لكنه رجع وقال انه لابد للقوى السياسية ان تقول قولتها من النظام الحاكم. واكد حدوث متغيرات كبيرة في مصر خلافا لما كان في السابق، وقال انها قابلتهم بلا قيود او تخوف من اجهزة الامن، ونصح شباب الثورة المصرية بالتركيز على بناء مصر في المستقبل والعالم من حولها، وقال ان شباب الثورة هتفوا في ميدان التحرير « دكتاتور دكتاتور، يا البشير عليك الدور» ورجح امكانية توحد التيارات الاسلامية في مصر خلال الانتخابات المقبلة عقب اكتمال الترشيحات. وشن الترابي، هجوماً عنيفاً على انظمة الحكم العربية وقال انها مستبدة تحت غطاء الحكم الملكي او الرئاسي، وقال ان روح التحرر في الشعوب واحدة والمد مستمر ولن يتوقف. وكشف عن عزمه زيارة ليبيا لمقابلة الاطرف المختلفة والتوسط بينها، وقال انه مستمر في دراسة الموقف لايجاد صيغة لحل المشكلة الليبية، مبيناً انه التقى بكافة التيارات الليبية في مصر.