٭ الموت نقاد يختار خيار الخيار، ودعنا امس أخانا الراحل المقيم الأستاذ حسن البطري، صاحب المفردة في بابه (ألم تر)، كان صديقاً وصحافياً موسوعياً، أديباً أريباً، ووطنياً صادقاً، وفياً لمهنته ولزملائه ولأهله وعشيرته، كان كالنسيم، كالبحر يعطي للقريب جواهر وللبعيد سحائبا كان حكيماً وصبوراً، قلمه رقيق بإنسانيته بأدبه الجم وتعامله مع الناس وكل الناس بخلق حسن، كان كالصندل يعطر فأس قاطعه، كريماً وجواداً، وعفيفاً ومتجرداً، ولكن الله اختاره لجواره أمس الأول ونسأل الله أن يسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء. ٭ مهما تحدثنا عن مآثره لا نستطيع أن نوفيه حقه، يحتاج منا صفحات وصفحات. عرفته قبل سنين وفي جريدة الصحافة وصحيفة الاهلة وفي نقابة الصحافيين، حسن كان حُسن الخلق يتعامل مع الجميع بخلق حسن اسم على مسمى بإنسانيته وبلغته الرفيعة التي كان يسطرها عبر بابه (ألم تر)، لم أشاهده يوماً إلا كان مبتسماً برزانة صوته وبصبره وحكمته بتعامله مع الناس، وكان يعفو عمن ظلمه وهو يتجه إلى قاهرة المعز يقول أعفو عني.. أعفو عني، لأنه ليس عائداً مرة أخرى، وقلنا له ان شاء الله تجئ بالسلامة مستشفياً من قاهرة المعز، ويرد لنا بابتسامة إن شاء الله إذا الله كتب لنا الحياة. ٭ حسن عرفناه هلالياً مخلصاً ولكنه يعبر بطريقة أدبية مفردة واذا انتصر الهلال يقول مبروك واذا أخفق يقول هذا حال الكرة ويحترم آراء الآخرين من اخوانا في العرضة جنوب. ٭ نسأل الله لأخونا حسن البطري الرحمة والمغفرة وأن يسكنه فسيح جنات النعيم مع الصديقين والشهداء. ٭ نعم يا أخي حسن إنا لفراقك لمحزونون.. القلب يحزن والعين تدمع ولكن لا نقول إلا ما يرضى الله ورسوله. (إنا لله وإنا إليه راجعون) لكل أجل كتاب.. اللهم اغسله بالثلج والماء والبرد واجعل قبره روضة من رياض الجنة وأن يعطينا الصبر جميعاً ولأسرته المكلومة والأهل والأصدقاء بالشمالية وبالخرطوم وفي أركويت وكل زملاء المهنة. ٭ مات حسن وتبقى ذكراه العطرة وأسرته الكريمة الذين ظلوا صابرين ومحتسبين، هكذا حال الدنيا، كلنا ضيوف في هذه الفانية ونسأل الله أن يكرمنا بحسن الخاتمة جميعاً ويدخلنا فسيح جنات النعيم. ٭ إلى جنات الخلد يا حسن البطري.. والله من وراء القصد