لشهر رمضان المعظم خصوصية ومذاق في كل بقعة من انحاء السودان، ودرجت العادة أن ينحاز كل مواطن لمنطقته ويصفها بأن صيام الشهر الكريم فيها هو الاروع، ويتفق السودانيون بدول المهجر على أن لرمضان في السودان طعما ولونا ورائحة لا تتوفر في كل دول الدنيا، وفي الولاية الشمالية ينتظر مواطنوها الشهر الفضيل على أحر من الجمر، فهم لا يأهبون كثيراً بارتفاع درجة حرارة الطقس او انخفاضها فالأمر عندهم سيان، وذلك لأن الشهر الكريم يمثل لهم موسم عبادة يتسابق فيه الجميع لحصد الثواب عبر قيام الليل والصيام وذكر الله في كل الاوقات. وفي كل انحاء الولاية الشمالية من مدن وقرى وجزر وواحات في عمق الصحراء تتشابه الطقوس التي تسبق الشهر، وتلك التي يقدم عليها المواطنون خلاله، بل حتى الوجبات التي يتم تناولها لا تختلف من منطقة لأخرى، ولأن قيمة التكافل تمشي بين الناس في الولاية سماحة وتعاملاً، فقد مضى ديوان الزكاة بالشمالية على ذات الطريق تعظيما لشعيرة الزكاة في الشهر الكريم، فمن خلال ستة محاور دشن الديوان برئاسة أمينه العام الجديد محمد أحمد محمد عبد الله، برنامجه الذي اشتمل على فرحة الصائم بتكلفة تبلغ «395» ألف جنيه، ويستهدف «5» آلاف أسرة، وبرنامج بين الراعي والرعية الذي يستهدف «90» أسرة فقيرة بكلفة إجمالية تبلغ «45» ألف جنيه، وهنالك ايضا برنامج فرحة العيد الذي يستهدف «800» اسرة فقيرة بتكلفة تبلغ «54» ألف جنيه، عطفا على قوت العام الذي يبلغ خمسة آلاف جوال ذرة، وهناك دعم الخلاوى ب «40» ألف جنيه، و «1000» كرتونة و «1500» جوال ذرة، هذا بخلاف إطلاق سراح «50» نزيلاً من سجون الولاية، وتجاوزت تكلفة المحاور الستة التي ينفذها الديوان المليار ونصف المليار جنيه، وهو الأمر الذي قوبل بالإشادة من قبل المواطنين الذين أكدوا أن الديوان أدخل الفرحة في قلوب الفقراء والمساكين الذين يبدون في أمس الحاجة لوقفة الجميع بجانبهم، خاصة ديوان الزكاة المناط به جمع الأموال من الاغنياء وتوزيعها على الفقراء، وأشاد أكثر من مواطن بالأمين العام الجديد للديوان بالولاية، معتبرين أن النظام الذي يتبعه في العمل من شأنه تفعيل دور الزكاة في المجتمع.