ال New Look ذاك المصطلح الذي ما ان نسمعه الا ونعرف أن تغييرا ما قد طرأ على اسلوب او ملامح الوجه للشخص المعني سياسيا به كان ام مغنيا، ليصبح اكثر جاذبية ووسامة القصد منها هو المحافظة واكتساب المزيد من المؤيدين والمعجبين الذين باتوا يعيشون في دائرة حياتية ذات ايقاع سريع ومتطلبات متجددة، ورؤية عصرية اساسها الابهار البصري. تلك الصورة البصرية التي نفتقدها ونحن احوج ما نكون اليها في رسالتنا الدعوية الاسلامية، فبالله عليكم مشهد مثل مشهد اعتزاز الصحابية الجليلة ام ياسر سمية بنت خياط رضي الله عنها وارضاها بإسلامها في وجه الجبابرة كفار قريش، تكون موسيقاه الخلفية ذات ايقاع هادئ لن يستطيع مقاومة النوم عليه أكثر الاطفال شقاوة من فرط رتابته! أم أن نجعل تلك الموسيقى الخلفية من الفخامة بمكان ليحس المشاهد على قوة وقعها بمدى التغيير الذي أحدثه الاسلام في تلك النفوس، ليملأها عزة بعد ان كانت تعيش على هامش الحياة الجاهلية لقريش. وهل هناك أروع من تلك الرسالة الدعوية السمع بصرية والتي جسدها مشهد اول سفراء الاسلام ريحانة قريش طلق المحيا سفير رسول الله صلى الله عليه وسلم لاهل المدينة الصحابي الجليل مصعب بن عمير العبدري، وقد اجتمع اليه رجال من المدينة في تلك المزرعة وقد اتاه على التوالي سيدا قومهما من بني الأشهل سعد بن معاذ وأسيد بن حضير، وهما يومئذٍ من اهل الشرك حاملين حرابهم في وجه سيدنا مصعب، متشتمين له بعد ان وصلهم امر دعوته لقومهم. ذاك المشهد الذي كانت موسيقاه الخلفية هو صوت سيدنا مصعب، حينما قال لكل منهما او تجلس فتسمع، فإن رضيت أمراً قبلته، وان كرهته كف عنك ما تكره، ولأن الصوت كان من الحلاوة والطلاوة ويحمل من المنطق بمكان لم يجد ازاءه هذين الغاضبين، الا ان يستسلما لدعوته الباهرة هذه قائلين له «أنصفت»، ليركز كل منهما حربته ليكلمهما مصعب عن الاسلام لترتكز عليهما دولة الاسلام.. وهكذا نجد أن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قد استخدم اسلوب الاعلام السمع بصري في نشر دعوته والذي كانت جموع المستقبلين له على ابواب المدينة والمنشدين له طلع البدر علينا من ثنيات الوداع هي خير دليل على نجاح سفير إعلامه في القيام بمهمته خير قيام. وبما أننا لسنا من الصحابة او بكمال نفوسهم، فليس أمامنا غير أن نجعل مجالنا الدعوي متكاملا ما بين الداعية الرسالي ومخرج وموصل الرسالة الدعوية، بغض النظر عن كون هذا المخرج او الموصل دنيويا بعض الشيء، فنحن ايضا منا الصالحون ومنا دون ذلك الشيء الذي يجعل نفوسنا البشرية متفاوتة في درجات الصلاح، ولكنها تجتمع على الايمان بالإسلام، فنحن لسنا بحاجة الى New Look جديد لدعوتنا بل بحاجة «عاجلة» لنظرة ورؤية New Look جديدة متجددة ومجددة لها، تطويعا منا لكل التقنيات ووسائل الاتصال المعاصرة في سبيل نشرها.