بعيدا عن أعين ولاة الأمر .. وعن خطوات احذية المسئولين .. وعلى جانب شارع الخرطوم جبل اولياء .. يبدو الاهمال البائن لزائر منطقة ( الشقيلاب القصيرة ) والتي تجسد نموذجا لمفهوم البعد عن مكان اقامة المسئولين يعني البعد عن توفر الخدمات .. دخلناها نمشي على جوانب الحوائط مبتعدين عن برك المياه واضعين ايدينا على انوفنا لنتقي روائح النفايات المتناثرة في كل مكان ..ايها الحكام لم تتعثر بغلة في ارض العراق وانما سقطت في مجاري الخرطوم . في ظل احد المحال التقينا عبدالله الكرسني والذي اوضح انهم يعانون مشكلة مياه الشرب سببها كسور شبكة المياه والتي تحدث بصورة متكررة ، وشكا الكرسني من عدم ثبات تحصيل هيئة المياه اذ تعهد الى التحصيل عبر اشخاص يعملون باليومية ويتغيرون كل فترة تاركين الهيئة في خلافات مع المواطنين ، واوضح الكرسني انهم عرضوا على الهيئة ادخال شبكة مياه جديدة بمساهمات سكان الحي لكن دون جدوى . ماضيا للقول ان النفايات تتكدس في بعض الاحيان لمدة 15 يوما بالمنطقة من جانبه شكا فرج الله مرسال سالم من ارتفاع رسم المياه اذ انهم يدفعون للهيئة ( 16) جنيه قيمة الاستهلاك الشهري ومع ذلك ينعدم المياه بسبب الانفجارات في خطوط الشبكة ، ومضى فرج الله الى انهم دفعوا (100) جنيه بغية تحديث الشبكة وهو مالم يحدث حتى الآن ، وابان مرسال ان كسور الشبكة تتكرر محولة شوارع الشقيلاب الى مستنقعات آسنة تنطلق منها اسراب البعوض الذي يمنعهم النوم مشيرا الى ارتفاع معدلات الاصابة بالملاريا كاشفا ان ابنته الآن ترقد بالمنزل بعد اصابتها بالملاريا. في اثناء تجوالنا مع مرسال في شوارع الحي توقف عن المسير مشيرا لتكدس مياه الخريف وهو يقول انه لم تحفر اي مصارف للامطار بالمنطقة ، بينما كانت آخر زيارة لعمال رش البعوض قبل ستة اشهر . غير بعيد من افادة مرسال يقول مصطفى عبدالرحمن ان مشكلة كسورات مياه الشقيلاب ترجع الى ان شبكتها القديمة ربطت مع شبكة مياه ام عشر والتي شيدت حديثا وتتحمل ضغط المياه وابان ان ذلك الوضع تسبب في تكرار انفجار مياه الشقيلاب واغراق واغلاق معظم الشوارع. بينما يوضح لنا احد مواطني المنطقة ورفض كشف اسمه لارتباطه بعمل مع المحلية ان المنطقة تفتقد الى مركز صحي مشيرا الى انهم يتعالجون بمركز صحي ام عشر ، وابان انه لا يوجد تصريف لمياه الخريف ، وبينما نتجول داخل المنطقة دلفنا الى احد الشوارع بالصدفة لنجد ان مدرسة الاساس لا يوجد بها سور وهناك احد الفصول تحت الانشاء ، وسألنا احدى النسوة التي كانت تسير بجانب الطريق عن المدرسة وقالت انها مدرسة جديدة شيدت قبل بضع سنين لتكون اساسية بنين . بدأنا رحلة الرجوع الى موقف المواصلات وطيلة المسافة كانت برك المياه الآسنة لانفجارات شبكة المياه قد تحولت الى مستنقعات مليئة بالحشائش ومتعانقة مع مياه الامطار لتغلق الشوارع ، ترى من مسئولي المحلية زار المنطقة وجلس مع سكانها ليتفاكر معهم اوضاع من وثق فيهم ومنحهم اصواتا فازوا بها على العالمين .