ربما لم يتسن لجيل اليوم من الشباب احتساء الشاي في القهاوي التي كانت احد معالم مدينة الخرطوم خلال عقود خلت قبل ان تتوارى في كواليس ذكريات الآباء والجدود وتسيطر ستات الشاي على مقاليد هذه المهنة العريقة ذات الاصول والتقاليد الراسخة واشتهرت العاصمة المثلثة بالكثير من المقاهي التي ذاع صيتها وعم القرى والحضر ومايزال بعضهم يذكر قهوة الزئبق وجورج مشرقي ملتقى الفنانين والادباء وكانت تلك المقاهي تمثل ملاذات اجتماعية وملتقيات للانس يلتئم حول موائدها الشعب السوداني بكل مقاماته لاحتساء اكواب الشاي الاحمر وباللبن والقهوة ولا يخفى على احد الدور الذي لعبته تلك المقاهي في مناهضة الاستعمار وقيادة المشاريع والافكار الاجتماعية وانت جالس بالقهوة تستطيع ان تعرف كل اخبار الاهل والاصدقاء والبلد والقهاوي لم تكن قاصرة على الخرطوم بل انتشرت الى الكثير من المدن السودانية وعلى طرق السفر المؤدية اليها ولعل من اشهرها قهوة ام الحسن التى تقع على طريق دنقلاالخرطوم ومعظم تلك المقاهي كان يديرها رجال لا يقلون مهارة من النساء في تحضير الشاي والقهوة بصورة احترافية، تلك كانت بعض افادات القهوجي ماجد الامين والذي تجاذبت معه اطراف الحديث في قهوة اولاد مكي بمدينة الحاج عبدالله التي ما تزال تضج بالسمار والزبائن، ويصف ماجد الحاج عبد الله بمدينة المقاهي والمطاعم ويفسر الاقبال على قهوته التي يرتادها مسؤولون محليون باحترام الزبائن وتلبية طلباتهم الذين يفضلون القهوة الساخنة، ماجد يعمل في هذه المهنة منذ نحو 15 عاما ويعتقد بان القهاوي سوف تعود الى سيرتها الاولى ذات يوم تبقى الاشارة الى ان المقاهى ماتزال مزدهرة فى بعض البلدان مثل تركيا وام الدنيا مصر والتي اشتهرت بمقاهيها التى كتب عنها نجيب محفوظ وماتزال حاضرة من خلال المسلسلات والافلام يجسد تاريخ المحروسة.