نقلت صحيفة ال»واشنطن تايمز» الأميركية عن مصادر مطلعة في صفوف الثوار إشارتها إلى حركة مشبوهة في مطارَي مدينة طرابلس، مما يغذي شائعات تفيد بأن ديكتاتور ليبيا العقيد معمر القذافي يستعد لمغادرة البلاد. ونقلت الصحيفة عن المصادر قولها أن «هناك حركة المرور نشطة لكبار الشخصيات في المطارات على مدى اليومين الماضيين، وأبرزها قوافل من السيارات»، مشيرة أن ركاب السيارات «يمكن أن يكونوا أعضاء من داخل الدائرة الضيقة المحيطة بالعقيد القذافي». واعتبرت الصحيفة إلى أن وجود طائرتين - يُعتقد أن واحدة من جنوب أفريقيا، والأخرى أوروبية ? تشير إلى أنه من المحتمل أن يكون العقيد القذافي يخطط لخروج سريع من ليبيا، لكن أي من الطائرتين لم تغادر طرابلس. ونقلت ال «واشنطن تايمز» عن محمد، متحدث باسم المتمردين في مصراتة الذي رفض إعطاء اسمه كاملاُ، قوله: «كانت هناك تحركات مشبوهة حول المطارين في طرابلس على مدى الأيام الثلاثة الماضية». وأضاف «نعتقد أن أسرة القذافي قد تكون غادرت البلاد.» وجاءت التكهنات حول رحيل العقيد القذافي وسط تقارير تفيد بأن الثوار الليبيين سيطروا على آخر مصفاة للنفط في البلاد وشدوا قبضتهم على العاصمة، طرابلس، قاعدة العقيد القذافي. وأضافت الصحيفة بأن الطائرات غطت في مطار معيتيقة، البلدة التي تقع على بعد حوالي ثمانية أميال إلى الشرق من طرابلس، وفي مطار في العزيزية، مشيرة إلى أن محطة (ان بي سي نيوز) الإخبارية أفادت يوم الخميس نقلا عن مسؤولين أمريكيين مجهولين، بأن هناك دلائل على أن العقيد القذافي يستعد للفرار إلى تونس المجاورة. إلى ذلك، تحدثت مصادر ليبية وغربية أمس عن توجيه القذافي عدة رسائل إلى بعض القادة العرب والزعماء الأفارقة لحثهم على التدخل لإقناع حلف شمال الأطلسي (الناتو) والتحالف الغربي بالتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في ليبيا. وقال عبد المنعم الهوني، ممثل المجلس الوطني لدى الجامعة العربية ومصر، ل»الشرق الأوسط«: »إن جانبا من هذه الاتصالات التي يجريها القذافي هي للبحث عن ملاذ آمن يمكنه اللجوء إليه إذا ما سقطت طرابلس في قبضة الثوار«، مشيرا إلى أنه »أمام نظام القذافي مجرد أيام فقط قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة«. وكشف الهوني النقاب عن أن القذافي وجه رسائل لحكومات من بينها مصر والمغرب والجزائر وتونس للموافقة على استقبال زوجته صفية فركاش وابنته عائشة وزوجات أبنائه وأحفاده. ولفت الهوني إلى أن القوات العسكرية للثوار ربما ستصل إلى مشارف العاصمة طرابلس خلال الساعات القليلة المقبلة بعد إحكام السيطرة على مدينة الزاوية الاستراتيجية. وقالت مصادر على صلة بالحكومة الليبية إن القذافي ربما أصيب بجلطة منعته من الظهور العلني على مدى الأسبوعين الماضيين.